نقل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري "قلق فرنسا من مجريات الاحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة والساحة العراقية وتأكيدها على ضرورة ان تعالج الامور في العراق من خلال الأممالمتحدة"، كاشفاً عن نقاش يجرى في المنطقة لاتخاذ قرار حول هذا الموضوع. وأكد الحريري بعد لقائه الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الاليزيه على مدى ساعة ونصف الساعة، ان موقف فرنسا "واضح جداً من موضوع النزاع العربي - الاسرائيلي، وكذلك دعوتها المستمرة الى تطبيق قرارات الأممالمتحدة لحل هذا النزاع، ورفضها ان تبحث قضايا الحدود في الأراضي الفلسطينية المحتلة من طرف واحد". وشدد على "ضرورة عقد القمة العربية لاتخاذ موقف عربي موحد". وكرر "رفض لبنان توطين اللاجئين الفلسطينيين في أراضيه وتأييده حق العودة الى أراضيهم"، مشيراً الى "وجود توافق لبناني كامل حول هذا الأمر". وتطرق البحث في الاجتماع، الذي تخللته مأدبة غداء تكريمية أقامها الرئيس شيراك وعقيلته على شرف الرئيس الحريري وعقيلته، الى العلاقات الثنائية بين البلدين التي وصفها الحريري ب"الجيدة"، نافياً ان يكون قد تطرق الى مؤتمر "باريس -2"، كما "ان القضايا الداخلية في لبنان لم تبحث لأن الأمور التي تحصل في المنطقة أكبر بكثير من كل الامور الداخلية". وقال الحريري رداً على سؤال: "ان العراق لا يتجه الى حرب أهلية ولا الى التقسيم"، داعياً الى "العمل للحفاظ على وحدة العراق وسيادته واستقلاله"، ومشدداً على ان "وحدة العراقيين أمر مهم وأساس، ومن الضروري إيجاد صيغة صالحة للحفاظ عليها". وأعرب شيراك كما قالت مصادر مطلعة على لقاء الحريري به، عن قلقه الشديد "الى حدّ التشاؤم حيال ما يدور في العراق وما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد تبني الرئيس الأميركي جورج بوش بالكامل للأفكار التي حملها شارون الى واشنطن". وعلمت "الحياة" ان شيراك استغرب موقف بوش، ووصف ما حدث بأنه "يقضي على أية فرصة لتحقيق السلام الشامل في المنطقة على رغم الظروف الصعبة والمعقدة التي تعيشها". واعتبر ان بوش بدعمه غير المشروط لشارون "أعطى الأخير الضوء الاخضر للاطاحة بخريطة الطريق ونسف القرارات الدولية لا سيما القرارين 242 و338 خصوصاً ان المجموعة الأوروبية والأممالمتحدة وروسيا والولايات المتحدة دعمتها". وبالنسبة الى مشروع الشرق الأوسط الكبير، قالت المصادر ان شيراك اعتبر ان "لا بد للدول العربية من ان تقول كلمتها في المشروع ونحن من جانبنا ندعمها، ان طرح مشروع كهذا يجب ان يقوم على الحوار ولا يمكن ان يُفرض فرضاً نظراً لما للدول من خصوصيات، لكن لا بد من تحقيق اصلاحات. وآن الأوان للدول العربية ان تقول ماذا تريد وعندها نحن نقدم الدعم". كما شدّد شيراك على دور فاعل وأساس للأمم المتحدة في العراق، وحذّر من استخدام الأممالمتحدة غطاء لتمرير مجموعة من الأفكار والقرارات الأميركية في شأن مستقبل العراق وانتقال السلطة وتوسيع الحكومة، واجراء انتخابات تشريعية في خلال سبعة أشهر، والاضطلاع بدور كبير للأمم المتحدة في العملية السياسية. ولاحظت المصادر ان الرئيس الفرنسي ما زال يقول ان لا نية لفرنسا في الاشتراك مستقبلاً في القوة المتعددة الجنسية. وعلمت "الحياة" ان فرنسا تصر على استقلالية الدور المطلوب للأمم المتحدة لتتمكن من القيام بتحرك أساس وفاعل من أجل انتقال السلطة الى العراق.