طغى الهم العراقي على اختتام أعمال القمة الفرنكوفونية في بيروت امس وكان في صدارة المحادثات التي أجراها الرئيس جاك شيراك مع الرئيس بشار الأسد والملك عبدالله الثاني في زيارتين قصيرتين الى سورية والأردن. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية ل"الحياة" ان الرئيس الفرنسي والعاهل الأردني ناقشا مساء أمس التطورات بين الولاياتالمتحدةوالعراق والمخاوف من ضربة عسكرية اميركية. واضافت ان الأردن يأمل بتعاون العراقيين مع الأممالمتحدة لتجنب ضربة عسكرية، مشيرة في الوقت نفسه الى ان الأردن يعطي الأولوية لعلاقته مع الولاياتالمتحدة. كما تناولت المحادثات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان شيراك وصل الى عمان آتياً من دمشق حيث تصدر الموضوع العراقي محادثاته مع الأسد. وعلم ان الرئيس الفرنسي استمع الى تقويم نظيره السوري للنتائج المحتملة لضربة عسكرية ضد العراق. وعلم ان الأسد كرر موقف بلاده مما يدور في مجلس الأمن وتوقف عند التعاون الذي يبديه العراق معبراً عن تخوفه من انعكاسات الضربة الاميركية على الشعب العراقي ومستقبل المنطقة. وبحث الرئيسان الفرنسي والسوري العلاقات الثنائية والوضع في لبنان. وعلم ان شيراك دعا الى التروي في التعامل مع قضية ضخ مياه الوزاني تجنباً لأي تصعيد اسرائيلي معتبراً ان لسورية ولبنان مصلحة في هذا التروي. وقالت بثينة شعبان مديرة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية ان الرئيسين أكدا "على تنسيق جهود البلدين في مجلس الأمن من أجل تفادي ضربة ضد العراق". وأضافت ان المحادثات جرت "في جو ودي" مشيرة الى ان تصريحات شيراك عن انسحاب القوات السورية من لبنان "فهمت خطأ من قبل من يريد ان يفهم خطأ" مذكرة بموقف دمشق من هذا الموضوع. وفي بيروت، خصصت قمة الدول الفرنكوفونية في بيانها الختامي امس فقرة للأزمة العراقية، بعدما كانت مسودته تجاهلت هذه الأزمة حتى أول من امس. وشددت الدول الفرنكوفونية على المسؤولية الجماعية في التوصل الى حل للأزمة العراقية ودعت العراق الى "الاحترام الكامل لكل المتوجبات الملقاة على عاتقه"، وعبرت عن "ارتياحنا لقرار العراق قبول العودة غير المشروطة لمفتشي الأممالمتحدة". وعلمت "الحياة" ان هذه الفقرة ادخلت بطلب من لبنان الذي اعتبر انه من غير المعقول ألا تتطرق القمة المنعقدة في بلد عربي الى الأزمة العراقية. وقالت مصادر لبنانية رسمية ان الرئيس الفرنسي شجع على الأخذ بالاقتراح اللبناني. وحرص شيراك على ايضاح موقف بلاده من التطورات في العراق، مشيراً الى انها تقترح ان يصدر قراران، واحد عن اساليب التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل في العراق والثاني إذا تبين ان العراق لم يستوف الشروط... وما تعتبره فرنسا ضرورياً هو عدم قيام عملية عسكرية تلقائية. واعتبر الرئيس اللبناني اميل لحود القمة تاريخية، خصوصاً بوجود شيراك والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ورأى ان لبنان يشكل نموذجاً لحوار الحضارات. وانتخبت القمة في ختام اعمالها الرئيس السنغالي السابق عبدو ضيوف اميناً عاماً جديداً للمنظمة الفرنكوفونية بنهاية مدة الأمين العام السابق الدكتور بطرس بطرس غالي.