رأى رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري بعد لقائه الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الاليزيه في باريس أمس، ان "فرص الحل السلمي للمسألة العراقية ضعيفة جداً، والكل يتوقع الحرب خلال الساعات المقبلة وهذا أمر مؤسف". وأشار الى انه بحث مع شيراك في اجتماعهما الذي حضره سفير لبنان في فرنسا اليزيه علم ومستشاره الحريري بازيل يارد، في دور أوروبا في هذه المرحلة بالذات وضرورة التواصل بين اوروبا وفرنسا وموقفهما معروف جداً، وبين الدول العربية وخصوصاً لبنان وسورية، اضافة الى كل المواضيع المتعلقة بالوضع في المنطقة. وقال الحريري ان "الوضع، من دون شك، دقيق وحساس والكل يشعر بمسؤولية في هذه المرحلة". وعن مقترحات فرنسية جديدة، قال: "لم نتطرق الى هذا الموضوع، لكن الواضح ان الانطباع العام لدى كل العالم والفرنسيين، ان الحرب قريبة"، مشدداً على "ضرورة اجراء الاتصالات اذ لا يجوز ان ترفع الديبلوماسية يدها وعليها ان تحاول الى آخر لحظة". وسئل: هل حصلتم على ضمانات من شيراك في شأن ضبط التهديدات الاسرائيلية للبنان؟ فأجاب: "في الحقيقة هذا الأمر يتعلق باسرائيل أكثر من أي دولة أخرى". وجدد تأكيده ان "لبنان وسورية هما الأقل تأثراً بما يحصل في المنطقة لأسباب عدة لكننا معنيون أيضاً بما يحصل فيها أكان في العراق أم لدى اخواننا الفلسطينيين". وأضاف: "لا شك في ان المرحلة دقيقة وحساسة وان الحرب اذا وقعت، ونأمل بألا تقع على رغم ان كل الدلائل تشير الى وقوعها قريباً، ستضع مسؤوليات كبيرة على أوروبا والدول العربية خصوصاً لبنان وسورية". وتابع الحريري ان "التواصل مهم جداً وخصوصاً عشية اجتماع القمة في بروكسيل غداً للزعماء الأوروبيين الذي سيتركز على الوضع القائم وخصوصاً ما يتعلق بالعراق والقضية الفلسطينية". وهل بحثتم في مخرج للأزمة العراقية؟ أجاب: "الوقت أصبح داهماً للجميع، والكلام الأميركي واضح والواقعية تقتضي ان نبحث الأمور كما هي، ومن الواضح ان لا قرار في الأممالمتحدة لكن الكل يتوقع ان تقع الحرب في الساعات المقبلة، وهذا مؤسف لكن واقعي". وعن الصمت العربي قال: "ان الوضع العربي رأيناه في قمة شرم الشيخ والنظام العربي في المرحلة الراهنة ضعيف وما يحصل في فلسطينوالعراق هو نتيجة لضعف هذا النظام"، داعياً الزعماء العرب الى "اعادة النظر فيه ليتناسب مع التحديات المقبلة". وغادر الحريري باريس عصراً عائداً الى بيروت.