حذرت إيران الإدارة الأميركية من أنها ستدفع ثمناً غالياً إذا هاجمت قواتها مدينتي النجف وكربلاء اللتين تضمان العتبات الدينية المقدسة. وقال آية الله محمد علي التسخيري، ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، إلى "الحياة": "سترتكب القوات الأميركية أكبر حماقة في حياتها إذا قامت بمثل هذا الخطوة اللئيمة ضرب النجف وكربلاء، لأن هاتين المدينتين المقدستين لهما مكانتهما الخاصة في نفوس المسلمين عموماً والشيعة خصوصاً"، وحذر من أن "هذه الحماقة ستكلف القوات الأميركية الكثير الكثير"، وتمنى "أن تعود تلك القوات إلى رشدها وتعالج الأمور بحكمة أكبر". وعن المساعي الإيرانية للخروج من الأزمة الحالية، قال التسخيري: "إن إيران، التي تقف دائماً مع الشعب العراقي، تدين الاحتلال، وتعتبر أن وجود القوات الأميركية وقوات "التحالف" يضر بمصالح هذا الشعب. ولذا تطالب إيران دائماً برحيل هذه القوات واعطاء الفرصة للشعب العراقي كي يحدد مستقبله بيده". وعن مدى تأثير الهجمات الأميركية على المناطق الشيعية والسنّية، اعتبر التسخيري "ان الصفين الشيعي والسنّي متحدان دائماً ويتقاسمان الأمل والألم معاً". وأكد أن "كل المؤامرات الهادفة إلى التفريق بين هذين الصفين ستؤول إلى الفشل، لأن الشعب العراقي، بعلمائه وجماهيره، واعٍ للمؤامرات ولن يسمح لها بتحقيق أغراضها". وما زالت إيران تحت وقع صدمة اغتيال السكرتير الأول في سفارتها في بغداد خليل نعيمي حيث جرى تشييعه من أمام وزارة الخارجية بحضور رئيس الديبلوماسية الإيرانية كمال خرازي. ولم توجه إيران أصابع الاتهام إلى أي جهة في اغتيال نعيمي، سوى الاتهام الذي وجهته صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى القوات الأميركية. ويجمع معظم المراقبين على الربط بين حادث الاغتيال والمساعي الإيرانية الهادفة إلى المساعدة على الخروج من الأزمة الحالية بين القوات الأميركية والزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وهي مساع باءت بالفشل. يذكر ان وفداً ايرانياً برئاسة مدير ادارة الخليج في وزارة الخارجية حسين صادقي أنهى زيارته أمس في العراق، وقال أ ف ب مساعد رئيس الوفد الايراني قبل مغادرته بغداد أمس: "اجرينا تقويماً للوضع، وستجرى مشاورات لاحقة بين طهران ومختلف الاطراف". واضاف "التقينا كل الاطراف، من السنة او الشيعة". وشدد على ان مهمة الوفد "استطلاعية"، فيما تحدثت وزارته عن "مهمة مساع حميدة". واجرى الوفد محادثات مع ابرز اعضاء الشيعة في مجلس الحكم العراقي، هم محمد بحر العلوم وعبد العزيز الحكيم وابراهيم الجعفري ومع العضوين الكرديين جلال طالباني ومسعود بارزاني. والتقى ايضا مندوبين عن هيئة العلماء المسلمين والموفد الخاص للامم المتحدة في العراق الاخضر الابراهيمي. وحذر صادقي من اي هجوم اميركي على النجف. وقال "سيكون عملاً غير مناسب ... وسيمس مشاعر المسلمين في العالم وليس في ايران فحسب". فيما شدد أحد أعضاء الوفد على ان "العتبات المقدسة في النجف وكربلاء يجب ان تحظى بالحماية" مشيراً الى ضرورة حل الازمة الناشبة بين مقتدى الصدر والتحالف بالوسائل السلمية دون اراقة دماء".