أعربت فرنسا عن "ذهولها" اثر اغتيال الزعيم الشيعي عبدالمجيد الخوئي في النجف الأشرف الخميس الماضي، ودانت ايران "اغتيال الخوئي في أقدس المزارات الشيعية" في العراق، وندد السيد محمد بحر العلوم بعملية الاغتيال. وذكر جواد الخوئي، نجل شقيق عبدالمجيد الخوئي، ان المسلحين قتلوا ستة أشخاص في الهجوم الذي استهدف عبدالمجيد وسادن الروضة الحيدرية مرقد الامام علي بن ابي طالب حيدر الكليدار، وهم يسيطرون على مدينة النجف، ووصف الوضع الأمني بأنه "سيئ للغاية". كما أعلن ناطق باسم القيادة المركزية الاميركية عن أسفه لمقتل الخوئي لكنه أشار الى ان القوات الاميركية لن تفرض النظام في النجف والمسجد. قال جواد الخوئي، نجل شقيق الزعيم الشيعي العراقي عبدالمجيد الخوئي الذي قتل طعناً أول من أمس في النجف، ان مسلحين قتلوا ستة أشخاص في الهجوم الذي استهدف عبدالمجيد وسادن الروضة الحيدرية مرقد الامام علي بن ابي طالب حيدر الكليدار، وهم يسيطرون على مدينة النجف، ولفت الى ان القوات الاميركية ترابط خارج المدينة ولا تفعل شيئاً لاستعادة النظام والأمن. وقال جواد الخوئي، في حديث هاتفي من مدينة قم الايرانية نقله سكان في النجف: "المسلحون يسيطرون على مركز المدينة والمسجد. الوضع الأمني سيئ للغاية. هؤلاء الغوغاء مسلحون بالاسلحة النارية والبيضاء ولا يزالون يسيطرون على المدينة... والناس خائفون ويتذكرون ايام صدام حسين". وقال ان "الاميركيين على بعد خمسة كيلومترات من النجف ولا يريدون التدخل". وأضاف ان "المسلحين قتلوا ستة رجال في الهجوم على الروضة الحيدرية". وكانت روايات سابقة ذكرت ان ثلاثة أشخاص قتلوا في الهجوم، هم عبدالمجيد الخوئي وحيدر الكليدار وشخص ثالث يدعى ماهر الياسري 31 عاماً. وقال جواد: "دخل نحو مئة رجل المسجد وقتلوا ستة رجال بينهم عبدالمجيد"، موضحاً "أطلق على عبدالمجيد خمس رصاصات، ثم سحل من المسجد الى الشارع حيث قتل طعناً بالسكاكين والسيوف". وأبلغت مصادر موثوقة "الحياة" بأن الخوئي دفن ليل أول من أمس سراً في النجف قرب قبر والده المرجع الأعلى ابو القاسم الخوئي. وفي قطر أعرب الجنرال فينسنت بروكس الناطق باسم القيادة المركزية الاميركية عن أسفه لمقتل الخوئي لكنه أشار الى ان القوات الاميركية لن تفرض النظام في النجف والمسجد. وقال: "لا نريد ان نفرض انفسنا على سلوك السكان العراقيين. هذه الامور سيئة للغاية. الخوئي كان زعيماً. وكان شجاعاً لعودته الى البلاد"، واضاف ان الولاياتالمتحدة لا تعلم من قتل الخوئي "ونأمل بأن يساعدنا السكان المحليون في اكتشاف ما اذا كان الحادث مسألة محلية او تسوية حسابات او امراً أوسع من ذلك". وأعربت فرنسا عن "ذهولها" و"قلقها" اثر اغتيال الخوئي. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية فرانسوا ريفاسو "انه عنف ننظر اليه بذهول وقلق كبير على غرار كل اعمال العنف التي تجري حالياً في العراق ولا تدل على عودة الهدوء والسلام". ودانت وزارة الخارجية الايرانية اغتيال الخوئي، واعرب الناطق باسمها حميد رضا آصفي عن "أسف" بلاده لهذا الاغتيال، مستنكراً "استخدام العنف لتحقيق اهداف سياسية". وقال انه "في ظل الوضع الحساس الذي يشهده العراق حالياً، على الشعب العراقي العظيم ان يتضامن ويتحد لمنع القوى الاجنبية من استغلال انقساماته لفرض وجهات نظرها". وصرح محسن الحكيم، احد مسؤولي "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" في طهران، تعليقاً على اغتيال الخوئي: "نحتاج الى الهدوء والسلام والاستقرار، والذين اقترفوا هذا العمل يعارضون هذه الاهداف". . وفي لندن ندد السيد محمد بحر العلوم باغتيال الخوئي، ولفت في بيان إلى "أن هذه المحاولة الأثيمة من قبل العابثين والمتربصين تأتي في غمرة انتصارات شعبنا المجاهد". وقال: "إن مسؤولية الحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم تعتبر أهم مهمة تعقب اسقاط النظام الديكتاتوري، وعدم فسح المجال أمام مرتزقة النظام وأزلامه لسرقة انتصارات شعبنا الباسل". وعبدالمجيد 41 سنة هو نجل المرجع الشيعي الأعلى الراحل السيد ابو القاسم الخوئي الذي توفي العام 1992، اثر وضعه رهن الاقامة الجبرية في منزله بعدما سحق صدام حسين الانتفاضة الشيعية العام 1991. وهرب عبدالمجيد الى لندن بعد فترة وجيزة من الانتفاضة، ثم عاد الى النجف الاسبوع الماضي بعد سيطرة القوات الاميركية على المدينة في "مهمة خاصة"، كما قال ل"الحياة" قبل سفره، بهدف "حماية العتبات المقدسة". وهو ايضاً الامين العام ل "جمعية الخوئي الخيرية" التي تتخذ من لندن مقراً ولها فروع في نيويورك ومونتريال ومدن أخرى. ويتخوف معارضون من ان يثير اغتيال الخوئي توتراً أو اقتتالاً داخلياً بين الشيعة العراقيين في الوقت الذي تحاول الولاياتالمتحدة الجمع بين أطراف المعارضة المختلفة في عراق ما بعد صدام، فيما لفت معارضون الى ان العودة السريعة لعبدالمجيد الخوئي الى العراق ودعم الولاياتالمتحدة الواضح له أثارا انتقادات كبيرة من معارضين شيعة عراقيين آخرين حريصين على تأكيد سلطتهم بعد سقوط صدام. يذكر ان عائلة الخوئي تعرضت الى اضطهاد من نظام صدام حسين. فآية الله العظمى الخوئي خطف في آذار مارس 1991 مع عائلته واقتيد الى بغداد وأرغم على الظهور على شاشة التلفزيون مع صدام حسين ليعلن صراحة عن دعم الشيعة للحكومة في بغداد في الأزمة الناجمة عن اجتياح الكويت. وخلال الانتفاضة الشيعية بعد حرب الخليج في السنة نفسها، عين نجله عبدالمجيد على رأس لجنة من العلماء لتولي ادارة مدينة النجف. وتمكن عبدالمجيد من الافلات من القمع الدامي الذي قام به الجيش لهذه الحركة والهرب سراً الى ايران ومنها الى لندن حيث كان يعيش منذ ذلك الحين. كما قتل أخوه محمد تقي في حادث سير مدبر على الطريق بين النجف وكربلاء العام 1994، فيما لا يعرف شيء عن مصير أخيه الأصغر ابراهيم الذي فقد خلال انتفاضة 1991.