يقول ديبلوماسيون بريطانيون ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير دهش من تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش التي أقر فيها احتفاظ اسرائيل ببعض المستوطنات اليهودية الكبرى في الضفة الغربية وعدم الانسحاب الى حدود عام 1967. وذكرت مصادر حكومية رفيعة المستوى انه على رغم ان بلير كان قد علم مسبقاً بتصريحات بوش قبل محادثات الرئيس الأميركي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في البيت الأبيض إلا أن بوش مضى الى حد أبعد مما كان متوقعاً منذ أيام عدة في دعمه الكامل لاسرائيل. وجاءت تصريحات بوش قبل ثلاثة أيام من اجتماعه مع بلير أمس مما سيحدث حرجاً كبيراً لبلير الذي يشعر بأن جهوده لتنفيذ "خريطة الطريق" تبددت. ومن المعروف ان رئيس الوزراء البريطاني يعتبر أكثر قرباً مع ذلك، من الموقف الاميركي تجاه اسرائيل مقارنة بوزارة الخارجية البريطانية. وقالت صحيفة "ذي تايمز" امس ان بريطانيا قامت بتحركات للحد من الدمار الذي أحدثته تصريحات بوش التي كانت بمثابة نسف ل"خريطة الطريق". وقالت الصحيفة ان الديبلوماسيين والوزراء في لندن سعوا الى تهدئة التوترات حول الشرق الأوسط بعد بيان بوش. ورحبت الحكومة البريطانية بقرار اسرائيل الانسحاب من غزة باعتباره سبيلا لاحياء عملية السلام والعودة الى "خريطة الطريق". وكان متوقعاً ان يتخذ بلير خلال محادثاته أمس مع بوش موقفاً مماثلاً لذلك في محاولة لاخفاء أي خلافات مع اميركا حول اسرائيل خصوصاً خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع بوش. ولكن ديبلوماسيين في لندن لم يخفوا احساسهم بالحرج إزاء تصريحات بوش، وفقاً للصحيفة، باعتبار أنها تحكم مسبقاً على نتيجة أي مفاوضات مقبلة حول التسوية النهائية بين الفلسطينيين واسرائيل. وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو سعى في ما يبدو الى أن ينأى بالحكومة البريطانية عن موقف بوش الذي يؤيد الخطة الاحادية الاسرائيلية. ونفى سترو خلال تصريحات صحافية ان ما قام به بوش سيعقد مهمة التحالف في العراق ولكنه أوضح ان بوش كان يتحدث بالنيابة عن بلاده وليس بالنيابة عن اللجنة الرباعية. وكانت رئاسة الاتحاد الأوروبي الايرلندية أعربت، بكلمات ديبلوماسية، عن عدم ارتياحها لتصريحات بوش قائلة ان "الاتحاد لن يعترف بأي تغييرات لحدود عام 1967 إلا إذا تم ذلك من خلال الاتفاق" بين الفلسطينيين واسرائيل. وكان وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك ذكر ان بلير تلقى اهانة كبيرة من بوش عشية محادثاتهما في واشنطن. وأبلغ كوك "هيئة الاذاعة البريطانية" ان بوش بدعمه لخطة شارون "نزع جهاز الانعاش عن خريطة الطريق" مما سيؤدي الى وفاتها. وقال ان بلير كان قد وعد النواب العماليين بأنهم إذا ما أيدوا غزو العراق فإنه سيحصل على دعم بوش ل"خريطة الطريق".