بدأت الحياة تدب من جديد في الاسواق العراقية بعد توقف دام اسبوعاً كاملاً اثر الاضراب العام الذي شهدته بغداد ومدن عراقية اخرى احتجاجاً على الحصار الذي فرضته القوات الاميركية على مدينة الفلوجة. لكن الوضع الامني في بغداد قد لا يسمح باقامة معرض بغداد الدولي في موعده المقرر، وسط دعوات لإقامته في كردستان العراق. استبعد رجال أعمال عراقيون اقامة معرض بغداد الدولي"ملتقى بغداد"في موعده المقرر في نهاية الشهر الجاري، فيما اقترح يونس شيفان السنجاري العضو في مجلس ادارة اتحاد رجال الاعمال العراقيين في حديث إلى"الحياة"اقامة المعرض المذكور في منطقة كردستان في شمال العراق لما تتمتع به المنطقة من ظروف امنية وسياسية مواتية. وأضاف السنجاري"ان اي نشاط تجاري يقام على مستوى دولي يجب ان تتوافر فيه مستلزمات نجاحه كافة وقبل فترة من انعقاده"، لافتاً الى انه"إلى جانب ان الظروف الموضوعية والتحولات السياسية والاقتصادية المتسارعة التي تحدث في البلد الذي يقام فيه مثل هذا النشاط يجب ان تؤخذ في الاعتبار". وزاد انه"اذا ما تم اتخاذ الاجراءات كافة بشكل صحيح وسنحت الظروف السياسية لاقامة معرض بغداد الدولي ففي مثل هذه الظروف ستكون هناك فرصة مشجعة لاقامة المعرض الذي تقيمه غرفة التجارة والصناعة العراقية والأميركية في الموعد المحدد". وأشار الى انه من غير الممكن في ظل التداعيات السياسية المتسارعة التي يشهدها العراق حالياً وتردي الاوضاع الامنية فيه اقامة نشاط اقتصادي بهذا المستوى الكبير والذي يحتاج الى امكانات امنية هائلة لا يقوى العراق حالياً عليها. ولفت السنجاري الى ظاهرة تصاعد حدة العنف في مناطق كثيرة من العراق وحالات الاختطاف التي طالت الكثير من المدنيين العاملين في شركات ومؤسسات اجنبية تعمل في العراق، موضحاً ان هذا الامر أدى الى ان تقوم تلك الشركات بسحب موظفيها من العراق. وتساءل:"كيف يعقل ان تأتي هذه الشركات بنفسها الى العراق لتقوم بعرض منتجاتها؟". وعادت الحياة الى الاسواق العراقية بعد توقف دام اسبوعاً كاملاً وشهدت اسواق الشورجة والكفاح وسط بغداد اقبالاً كبيراً من المواطنين الذين وفدوا اليها لاقتناء حاجاتهم من المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية بعد انقطاع استمر اياماً عدة. وواصلت المحلات التجارية اعمالها فيما حافظ الدولار على مستوى سعر صرفه امام الدينار العراقي، اذ بلغ 1460 ديناراً مقابل الدولار الواحد. واشار بعض اصحاب مكاتب الصيرفة في بغداد الى ان"الارتفاع النسبي في سعر صرف الدولار يعود الى توقف البنك المركزي العراقي عن مزاده العلني في بيع الدولار لعدة ايام وكذلك تضامن مكاتب الصيرفة مع الاضراب الذي اعلنته الاسواق التجارية الاسبوع الماضي".