أشارت تقديرات إلى أن تراجع نشاط سوق الشورجة الكبيرة في قلب العاصمة بغداد، والتي يعود تاريخها الى 200 سنة، بفعل الحوادث الأمنية المتكررة فيها وحولها، يدفع إلى البحث عن منافذ أخرى لتحريك هذا النشاط. وأكد متخصصون تراجع تجارة الجملة في هذه السوق الكبيرة بنسبة ملحوظة، تكاد تقترب من 80 في المئة من تجارتها التسويقية الإجمالية البالغة 50 بليون دولار سنوياً. ولفت تاجر الجملة في القطاع الغذائي هاشم الكاظمي، في تصريح إلى «الحياة»، إلى أن «ما يزيد على 150 تاجر جملة في السوق اضطروا إلى مغادرة «الشورجة» الى مناطق أخرى في ضواحي بغداد، وباتت بديلاً من الشورجة في استقبال المتسوقين، لعدم ملاءمتها حالياً بسبب انعدام الأمن». وأوضح صاحب شركة نقل، أن أكثر من ألفي شاحنة لنقل المواد الغذائية كانت تدخل سوق الشورجة يومياً، لإيصال البضائع المستوردة او الناقلة لها من مراكز إنتاجها في العراق. لكن الأمور تغيرت حالياً وأصبح النشاط خارج مركز إنتاجها في العاصمة». وأشار إلى أن سوق الشورجة «ظلت على مدى أجيال تشكل جزءاً من تراث بغداد وحيوية تجارتها، وامتدت مساحتها الجغرافية لتمثل أقساماً كبيرة من أحياء وسط العاصمة وشوراعها الرئيسة، وكانت تستقبل الألوف من المواطنين يومياً للتبضع، وكان الازدحام طابع السوق المميز لكثرة المارة والحمالين وعربات النقل والشاحنات». كما كانت السوق «مؤشراً إلى مستوى ارتفاع القدرة الشرائية للمواطنين بشرائحهم المتنوعة، إضافة إلى ما كانت يمثله التجول في السوق من متعة». وأكد عضو اتحاد الغرف التجارية العراقية سامي حميد، وجود صعوبات في النشاط التجاري في الشورجة، مشيراً إلى أن «قطاعات فاعلة من هذا النشاط تراجعت، في مقدمها تجارة الملابس والمفروشات والسلع المنزلية والمنظفات والأدوات الكهربائية، إضافة الى مغادرة تجار كثر فيها العراق بعد عام 2003، بسبب محاولات ابتزاز بعضهم او تعرضهم لعمليات خطف واغتيال، ما انعكس سلباً على مستوى تداول السلع في السوق».