دعا قيادي بارز في حركة "فتح" الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية والسلطة الفلسطينية الى التوصل الى اتفاق سياسي شامل يعزز وحدة الشعب الفلسطيني، ويبعد شبح الاقتتال الداخلي. وقال عضو اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح" سمير المشهراوي امام حشد من أنصار الحركة: "يجب علينا انجاز اتفاق وطني شامل وراسخ وعميق حتى نقود الشعب الفلسطيني الى بر الأمان"، محذرا من ان "نتنازع في ما بيننا بعد رحيل الاحتلال الاسرائيلي عن قطاع غزة، لانه سيبدو حينها ان المشكلة لدينا وليست في الاحتلال"، في اشارة الى ان ذلك يعطي اشارة الى ان الفلسطينيين غير قادرين على اقامة دولتهم او تسيير امورهم وحدهم. وشدد المشهراوي في كلمة باسم حركة "فتح" في مهرجان نظمته منظمة انصار الأسرى ومجلس اتحاد الطلبة في جامعة الأزهر بمدينة غزة أمس لمناسبة الذكرى الثانية لاعتقال مروان البرغوثي، على ان "المقاومة والانتفاضة ستستمران حتى رحيل آخر جندي اسرائيلي من الضفة والقطاع والقدس، في حال كان الانسحاب الاسرائيلي منقوصاً". وأضاف: "ولكن اذا كان الانسحاب شاملاً فللمقاومة أشكال مختلفة" في اشارة الى وقف العمليات الفدائية، واتباع اساليب اخرى للتعبير عن المواقف. ووجه المشهراوي التحية للرئيس ياسر عرفات المحاصر في مقره في مدينة رام الله، والى البرغوثي في سجنه، والى روح الشهيد خليل الوزير "ابو جهاد" الذي يصادف غداً مرور 16 عاماً على اغتياله في العاصمة تونس برصاص اسرائيلي". من جانبها، شددت زوجة البرغوثي المحامية فدوى البرغوثي على ان "الانسحاب من قطاع غزة، سيكون بمثابة رافعة لاستمرار نضالنا في الضفة الغربية". ودعت البرغوثي التي تحدثت امام المحتشدين عبر الهاتف من رام الله الى رفع شعار "ليرحل الاحتلال كخطوة لبناء صرح ديموقراطي وطني..صرح القانون والشراكة". وشددت على ان "من يقدم التضحية لا يحارب ولا يقاتل اخيه، لأن الدم الفلسطيني محرم" في اشارة الى ما تروجه بعض الاوساط من ان اقتتالا فلسطينيا داخليا سيندلع في اعقاب انسحاب اسرائيلي محتمل من القطاع. وقالت ان زوجها القابع في زنزانته الانفرادية منذ 16 شهراً يوجه التحية الى شعبه ويؤكد له ان ارادته لن تنكسر مهما حاولوا الى ذلك سبيلاً، داعية الى اعتبار اليوم أمس ذكرى يوم اعتقاله يوم "الانتصار للمقاومة والشعب والقيادة والشهداء والابطال". وعلى هامش المهرجان، قدم المئات من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة "فتح" عرضا عسكريا، وحملوا اسلحة رشاشة حقيقية ومدافع هاون وقاذفات "آر بي جي". ومر مئات المسلحين المقنعين وهم يشرعون اسلحتهم ومدافعهم في السماء من امام منصة اقيمت للمهرجان وضع في خلفيتها رسمان ملونان كبيران للبرغوثي وابو جهاد، فيما وضع في مقدمها رسمان أصغر حجما للرئيس عرفات، وصور للبرغوثي بعضها من جلسات المحاكمة. وكان المسلحون جابوا عددا من شوارع مدينة غزة في مسيرات حاشدة قبل ان يلتقوا جميعا قرب مكان المهرجان في حديقة محاذية لجامعة الأزهر غرب المدينة. واطلق المسلحون الاعيرة النارية في الهواء، ما أدى الى اصابة طالب من الجامعة يدعى علي عامر 19 عاماً بجروح خطيرة، نقل على اثرها الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة حيث توفي متأثرا بجروحه في وقت لاحق.