رام الله - رويترز - قال مروان البرغوثي، القيادي الفلسطيني المسجون، إن محادثات السلام مع إسرائيل محكوم عليها بالفشل، ودعا الفلسطينيين الى التركيز، بدلاً من ذلك، على إنهاء الانقسام الغائر في صفوفهم. وقال البرغوثي، في ردود مكتوبة على أسئلة ل «رويترز» من خلال محاميه خضر شقيرات، انه يؤيد المفاوضات من حيث المبدأ، لكن الفلسطينيين وافقوا على محادثات السلام المباشرة تحت ضغط دولي. وأضاف، في إشارة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن «أبو مازن وافق تحت ضغوط دولية وعربية وليس اقتناعاً بجدوى المفاوضات المباشرة التي كان يجب رفضها قبل تحقيق نتائج في المفاوضات غير المباشرة». واعتبر البرغوثي، وهو شخصية قيادية في الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت بعد انهيار جولة سابقة من محادثات السلام بوساطة أميركية عام 2000، أن «هذه المفاوضات محكوم عليها بالفشل كما جرى خلال عقدين من الزمن»، لافتاً الى أن «بديل المفاوضات الفاشلة ليس المزيد منها». وأضاف: «طالما لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام يلتزم بإنهاء الاحتلال والانسحاب لحدود 1967 فان المفاوضات لن تثمر عن أي شيء ولن تقود الى السلام المنشود». وبالنسبة لكثير من الفلسطينيين يبقى البرغوثي رمزاً لكفاحهم الوطني ويصوره أنصاره على أنه نلسون مانديلا الفلسطيني وشخصية تتمتع بجاذبية شعبية يمكنها توحيد الفلسطينيين وبلورة مطالبهم الخاصة بإقامة دولة فلسطينية. ودين البرغوثي بالقتل لدوره في هجمات على إسرائيليين وحكمت عليه إسرائيل بالسجن مدى الحياة عام 2004. وكان من منظمي الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987. وقبل اعتقاله كان ينظر للبرغوثي على أنه مرشح لخلافة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على منصب الرئيس الذي تولاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد وفاة عرفات. ولا يزال البرغوثي شخصية بارزة في حركة «فتح» التي يتزعمها عباس. ويدعو البرغوثي بقوة الى المصالحة بين «فتح» التي تسيطر على السلطة الفلسطينية ومقرها الضفة الغربية وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007. وقال البرغوثي: «المشكلة ليست في مبدأ المفاوضات الذي نقبل به، ولكن من دون إسناد شعبي وفعل على الأرض يساند المفاوضات فانها لن تصل الى أية نتائج. وهذا ما أثبتته تجربة عشرين عاماً من المفاوضات»، مشيراً الى أن «البديل هو إنجاز المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية وفي ممارسة أوسع مقاومة شعبية للاحتلال في جميع الأراضي الفلسطينية وبمشاركة جميع فئات الشعب الفلسطيني وكافة الفصائل». وحض البرغوثي على مقاطعة أكبر للبضائع المنتجة في إسرائيل، وقال إن الفلسطينيين يجب أن يحشدوا الدعم الدولي لفرض عزلة على إسرائيل تشبه ما واجهته جنوب أفريقيا في ظل نظام الفصل العنصري. ويتفق البرغوثي مع عباس في أن إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل هي الطريقة الواقعية الوحيدة لإنهاء الصراع، لكنه قال إن الممارسات الإسرائيلية مثل البناء الاستيطاني وضعت حل الدولتين في خطر أكبر من أي وقت مضى. وأكد البرغوثي انه «مؤمن بحتمية زوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية عاجلاً أم آجلاً. فلا زلت اعتقد أن هذا الحل الأكثر واقعية حتى الآن وإن كان الخطر يتهدد حل الدولتين أكثر من أي وقت مضى بسبب رفض حكومات إسرائيل للسلام العادل والدائم والشامل». وقال البرغوثي انه يجب على إسرائيل أن تلتزم بالانسحاب من الأراضي المحتلة وأن تتنازل للفلسطينيين عن السيادة على القدسالشرقية، إضافة الى قبوله حلاً لمحنة اللاجئين الفلسطينيين بما يتماشى مع قرارات الأممالمتحدة. ولفت الى انه «من دون التزام إسرائيل بهذه المبادئ ستبقى المفاوضات أداة تخدم الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس ولا يستفيد منها الشعب الفلسطيني».