فيما تحدثت مصادر صحافية اسرائيلية عن خلافات في وجهات النظر بين تل ابيب وواشنطن حول نص البيان الختامي للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في واشنطن اليوم، بثت اوساط قريبة من شارون الانطباع بأنه سيحصل على مقابل اميركي غير مسبوق في حجمه لقاء الانسحاب الاحادي الجانب من قطاع غزة، باستثناء الشريط الحدودي الفلسطيني المصري، جعل أحد كبار مساعديه يصف الاعلان الاميركي الرئاسي المتوقع ب"وعد بلفور 2". وجاء هذا التفاؤل على رغم ترجيح كبار المعلقين الاسرائيليين ان بوش سيلف بيانه بستار كثيف من الضباب ويتجنب اعلاناً صريحاً بدعم واشنطن المطالب الاسرائيلية بشأن عدم العودة الى حدود العام 1967 ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم "داخل اسرائيل". ووفقاً للترجيحات الاسرائيلية فإن الرئيس بوش سيتفادى مواجهة مع أوروبا والأمم المتحدة ودول عربية معتدلة تطالبه بابداء بعض التشدد مع ضيفه الاسرائيلي وعدم اطلاق يده ليفعل ما يحلو له. وأعرب القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت عن كامل ثقته بأن بوش وشارون سيتواصلان الى تفاهمات "ممتازة بالنسبة الى اسرايل" وان لا شك لديه بأن رئيس الحكومة الاسرائيلية "سيحظى بالدعم اللائق لمبادرته السياسية. بل قد نفاجأ بحجم الدعم الأميركي"، كما قال في حديث اذاعي، مضيفاً ان الدعم الاميركي لن يقتصر على "الأهداف الفورية" لاسرائيل، انما ايضاً سيلبي احتياجاتها الاستراتيجية على المدى البعيد. وزاد ان اسرائيل تطالب واشنطن بدعمها في ثلاث مسائل رئيسة أولاها منح الدولة العبرية حرية النشاط العسكري "لمحاربة الارهاب" ثم التوضيح على نحو لا لبس فيه ان الدولة الفلسطينية العتيدة التي ستقوم طبقاً ل"خريطة الطريق" الدولية "ستكون العنوان لتحقيق حلم العودة للفلسطينيين"، وليس اسرائيل التي ترى في هذه المسألة "قضية وجودية". اما المسألة الثالثة المطروحة فتتعلق باعلان اميركي يقضي بأن تأخذ أي تسوية مستقبلية بين اسرائيل والفلسطينيين في الحسبان "الواقع الديموغرافي الجديد" الناشئ في الضفة الغربية ما يعني عدم العودة الى حدود العام 1967 والاعتراف بالكتل الاستيطانية الكبرى جزءا من الدولة العبرية. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان شارون يريد العودة الى تل أبيب، مساء السبت وفي جعبته تعهد اميركي واضح بالنقاط السالفة الذكر يطرحه على أعضاء "ليكود" كانجاز تاريخي يحفزهم على تأييد خطة الانفصال في الاستفتاء العام الذي سيشاركون فيه في 29 الجاري. وزادت ان رئيس الحكومة يخشى من "اعلان اميركي ضبابي"، بهذا الشأن يصعب عليه مهمة استحصال موافقة حزبه ثم حكومته على خطته. لكن معلقين بارزين استبعدوا ان يحصل شارون على كامل مراده خصوصاً حيال تفاقم التورط الاميركي في العراق. وكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" يقول انه على رغم ان الرئيس الاميركي بحاجة الى أصوات الناخبين الاميركيين اليهود لكنه يحتاج أكثر الى دعم بريطانيا والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة التي لا تشاطره رأيه في ابداء مزيد من المرونة مع شارون. من جهته يرى المعلق السياسي في "هآرتس" الوف بن ان الصور التي ستبث عبر الشاشات الصغيرة ستثير الانطباع لدى الاسرائيليين، وتحديداً الناخبين من ليكود بأن الولاياتالمتحدة ورئيسها يدعمان شارون وخطته. وتابع انه بغض النظر عن نص البيان المشترك الذي سيصدر في ختام لقاء بوش شارون، فإن شارون سينجح في مخططه ادامة "التسوية المرحلية الاحادية" وسلب السلطة الفلسطينية ورئيسها ما تبقى من مكانة لهما كشريك سياسي "وعملياً من ناحية شارون يتحتم على الفلسطينيين التخلي لوقت طويل عن حلم اقامة دولة فلسطينية مستقلة والانسحاب من الضفة الغربية والقدس".