قال الرئيس جورج بوش إن الحملة العسكرية التي ينفذها الجيش الأميركي في الفلوجة وضد أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر "ضرورية لنقل السلطة" إلى العراقيين في الموعد المحدد، مكرراً أن "التحالف" يواجه "العصابات وانعدام القانون"، في حين دعا السناتور جون كيري، المرشح للرئاسة في الولاياتالمتحدة، إلى نزع "صفة الأمركة" عن العملية السياسية في العراق. وإذ شدد مجدداً على أهمية دور شراكة للأمم المتحدة في ذلك البلد، دعا صراحة إلى استبدال الحاكم المدني الأميركي بول بريمر بمستشار المنظمة الدولية السفير الأخضر الإبراهيمي. اعتبر الرئيس جورج بوش أن الحملة الصارمة التي يشنها الجيش الأميركي على مقاومين من السنّة والشيعة في العراق، ضرورية لنقل السلطة إلى العراقيين في 30 حزيران يونيو. وشدد على أن قوات "التحالف" التي تقودها الولاياتالمتحدة تحركت لمكافحة "انعدام القانون ونشاط العصابات" في العراق الأسبوع الماضي، وهو أكثر فترة دموية منذ سقوط صدام حسين العام الماضي، وتعهد بوش أن تستمر خطته ل"صنع بلد ديموقراطي". وقال للصحافيين في مزرعته بولاية تكساس: "لا يمكنك أن تترك نسبة صغيرة من الشعب العراقي تقرر مصير الجميع، ومهمتنا هي أن نضمن الأمن للشعب العراقي كي يتسنى حدوث الانتقال للسلطة". إلى ذلك، اعتبر جون كيري، المنافس الديموقراطي لبوش في سباق الرئاسة الأميركية، أن على واشنطن أن "تنفض صفة الأمركة" عن العملية السياسية في العراق، من خلال اختيار شخص مثل الأخضر الإبراهيمي مستشار الأممالمتحدة ليحل محل بول بريمر الحاكم المدني الأميركي للعراق. وقال كيري عارضاً بديلاً مما يسميه ديبلوماسية بوش الفاشلة: "لو كنت الرئيس اليوم لذهبت إلى الأممالمتحدة، ولدعوت العالم إلى المشاركة في جهد أعتقد أن له نصيباً فيه". وينتقد الجمهوريون كيري لأنه لا يطرح ما سيفعله في شكل مختلف في العراق. وهو حاول التركيز على برنامجه الاقتصادي في مسار حملته الانتخابية، ويتبع خطاً سياسياً يتراوح بين تأييد القوات الأميركية في العراق وانتقاد سياسة بوش في الحرب وما تلاها. ولكنه راوغ مرات ازاء أسئلة عن عدد الضحايا المتزايد ونزيف الدماء في العراق، وفي أكثر التعليقات تفصيلاً قال لطلاب في جامعة نيوهامبشير، إنه سيكون مستعداً لنقل السلطة في عملية التحول السياسي في العراق، وإعادة إعماره إلى الأممالمتحدة. لكنه أضاف: "سنبقي العنصر الأمني العسكري تحت قيادتنا". وشدد على أن "المطلب الجوهري الذي يردده كثيرون هو إشراك مزيد من الناس في تحمل العبء والمخاطرة، والمسؤولية على أرض الواقع، ومن ثم فإن قراري سيكون العمل على تدويلها". ولاحظ أن هناك حاجة إلى تغيير في "الآليات على أرض الواقع" في العراق، لترى دول أخرى أكثر من مجرد "احتلال أميركي"، معترفاً بأن كلفة انتقال السلطة إلى الأممالمتحدة ستكون كبيرة. واتهم بوش بأنه "صامت" ازاء مسألة كيفية نقل السلطة في العراق والجهة التي ستتسلمها. وفي تعليق نشرته أمس صحيفة "واشنطن بوست" دعا كيري إلى دور للأمم المتحدة والحلف الأطلسي في العراق، معرباً عن أمله بأن يحدد بوش لهذا البلد "استراتيجية سياسية مثمرة". وكتب أن على الولاياتالمتحدة أن "تجعل الأممالمتحدة شريكاً كاملاً" في العملية الانتقالية في العراق، لافتاً إلى أهمية أن تساعد الإدارة الأميركية الإبراهيمي "بقولها مسبقاً إنها ستدعم أي خطة يقترحها للحصول على دعم المسؤولين العراقيين". وأشار إلى أن "الأممالمتحدة وليس أميركا ينبغي أن تكون الشريك المدني الأساسي في العمل مع المسؤولين العراقيين لتنظيم انتخابات، وتأهيل الإدارات الحكومية، وإعادة بناء الاقتصاد واعطاء الشعب العراقي شعوراً بالأمل والتفاؤل". وتابع كيري: "علينا أن نطلب من الحلف الأطلسي تنفيذ عملية جديدة خارج نطاق منطقته، وبقيادة أميركية في العراق، فهذا سيساعدنا في الحصول على مزيد من الجنود من القوى العظمى". ورأى أن على بوش "أن يجمع البلاد حول هدف واضح ذي صدقية" للعراق، حيث حصل "تحول جذري إلى الأسوأ" الأسبوع الماضي. وانتقد إصرار البيت الأبيض على نقل السلطة في 30 حزيران يونيو "من دون وجود أي اتفاق على طريقة تشكيلها لتكون ذات طابع تمثيلي كافٍ لتحظى بشرعية شعبية". وختم كيري: "خسرنا أرواحاً بشرية ووقتاً وحيوية وصدقية". مناشداً واشنطن أن تستجيب مطالب المسؤولين العسكريين بارسال تعزيزات. وتشير نتائج استطلاع للرأي نشرتها مجلة "نيوزويك" الاثنين إلى تقدم كيري على بوش بسبع نقاط.