تواصلت الاعتقالات في اسبانيا في حق مغاربة مشتبه في تورطهم باعتداءات مدريد في 11 آذار مارس الماضي، فيما بدأت التحقيقات تعزز قناعة لدى اجهزة مكافحة الارهاب بان الاعتداءات مولت من طريق سرقات وعمليات إتجار بالمخدرات، قامت بها شبكات يتركز نشاطها اساساً في سبتة شمال افريقيا. راجع ص 8 وافادت مصادر المحققين امس، ان السلطات الاسبانية تأكدت بأن "المتطرفين الاسلاميين يستعملون اموال المخدرات لأهدافهم الارهابية"، بعد اعتقال المغربي حميد احميدان ابن عم الانتحاري جمال احميدان الملقب بالصيني في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، والعثور في منزله على كميات من الحشيش و "حبوب الانتعاش" اكستازي ونحو 20 ألف يورو نقداً. واضيف ذلك الى معلومات كشفتها التحقيقات عن ان الاسباني اميليو سواريس باع منفذ اعتداءات مدريد متفجرات لقاء مخدرات ومبلغ من المال. ودفع تلك المعلومات المحققين الى التوجه في تحقيقاتها نحو منطقة سبتة، خصوصاً انهم يشتبهون في ان المعتقل عبد الاله فؤاد الذي اوقف في الثاني من الشهر الجاري هو "امين صندوق" الخلية، خصوصاً انه من تطوان مثل آل احميدان، ويعيش في سبتة. ويرتبط فؤاد بعلاقة مع "سبتي" آخر هو عبدالعزيز حيشو الذي تعتبره الرباط احد ممولي اعتداءات الدار البيضاء العام الماضي. وتعتقد اجهزة مكافحة الارهاب في اسبانيا ان جمال احميدان كان يدير مجموعة مهربي المخدرات في شمال افريقيا. وافادت مصادرها ان اشارة صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية الى ان تحضير اعتداءات مدريد جرى على صعيد دولي، كانت في مكانها باعتبار ان خيوط التحقيق شملت حتى الآن الى المغرب واسبانيا، فرنساوبريطانيا والمانيا وايطاليا والدنمارك. وتناقلت وسائل الاعلام الاسبانية امس، ما نشرته "دايلي تلغراف" نقلاً عن "مصادر سرية في مكافحة الارهاب الاوروبية" عن ان "عمليات السرقة التي قامت بها خلية فرنسية لتنظيم القاعدة في صناديق السحب في فرنسا اخيراً، موّلت الاعتداءات" الاخيرة في اسبانيا. تزايد مخاطر هجمات كيماوية في غضون ذلك، نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" الصادرة في لندن امس، عن مسؤول فرنسي في مجال مكافحة الارهاب، ان الخطط الارهابية لشن هجمات كيماوية ضد اهداف في اوروبا، لم تأخذ ما تستحق من الاهتمام من قبل الاجهزة الامنية. وحذر المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته من ان الارهابيين خطوا خطوات متقدمة جداً في مشاريعهم هذه. وذكرت الصحيفة ان مجموعات صغيرة من الخبراء في الكيمياء تم رصدها في عدد من الدول الاوروبية، قامت بتطوير وسائل للاتصال في ما بينها وتتيح لها ايضاً تجنب اكتشافها. وقال المسؤول نفسه ان "الذين يتمتعون بمعرفة في الكيمياء منظمون جداً"، مشيراً الى ان النشاط الابرز في هذا المجال كان لخلايا ذات امتدادات باكستانية وشيشانية. وكانت آخر خلية اعتقلت للاشتباه في تحضيرها لهجوم كيماوي، تضم خمسة من اصول باكستانية اوقفوا في بريطانيا الاسبوع الماضي، بعد العثور على مخزن لمواد كيماوية. ويأتي ذلك بعد توقيف مجموعة في فرنسا لها علاقات بالشيشان وب"ابو مصعب الزرقاوي"، والحملة التي شنها رجال شرطة مكافحة التجسس الفرنسيين في منطقة ليون في كانون الثاني يناير الماضي، لمطاردة شمال افريقيين مرتبطين بتلك المجموعة.