كشف مصدر قريب من التحقيقات عن أن خلية "سبتةالمحتلة" كانت تخطط للقيام بأعمال تخريبية في هذه المدينة وكذا في مناطق أخرى داخل التراب الوطني، وأن مخططاتها كانت تمتد حتى التراب الإسباني حيث عملت على تشكيل خلية تابعة لها هناك مكونة أساسا من أفراد الجالية المغربية. ونجحت هذه الخلية التي كانت في طور التشكل قبل أن يسقطها تنسيق أمني محكم ما بين الأمن المغربي والإسباني في توريط عناصر أمنية ضمن مخططها الإرهابي. واستمع قاضي التحقيق المكلف قضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف في سلا، في إطار الاستنطاق التفصيلي، اول من امس لتسعة أظناء يتابعون ضمن هذه الخلية الإرهابية، وسبق لقاضي التحقيق أن استمع في وقت سابق إلى عميد شرطة وضابط ودركي يشتبه في تورطهم في هذا الملف. يذكر أن هذه الخلية جرى تفكيكها أواخر يونيو (حزيران) الماضي، وكانت تنشط بين المغرب وإسبانيا عبر مدينة سبتةالمحتلة، ووسعت نشاطها لتضم مجرمين من تجار المخدرات ومهربي السيارات من إسبانيا إلى المغرب. وسبق للقضاء المغربي أن حكم على "أبو ياسين" المتهم بترؤسه لهذه الخلية بسنتين حبسا نافذا. ويتابع حوالي 12 عنصرا ضمن هذه الخلية من أجل تهم تتعلق ب"تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إٍرهابية وجمع أموال بنية استخدامها في أعمال إرهابية والاتجار في المخدرات والسرقة وتهريب السيارات والمشاركة والتزوير في محرر رسمي والارتشاء وإفشاء السر المهني" كل حسب المنسوب إليه. وحسب المحاضر الأمنية فإن أفراد هذه الخلية، التي تضم ثلاثة إخوة يحملون الجنسية الإسبانية، كانوا يتعاطون لتهريب المخدرات في اتجاه إسبانيا، وكذا تزوير وثائق السيارات التي كانوا يبيعونها بالمغرب والتي تم حجز ثلاث منها مرقمة بسبتةالمحتلة. وكان زعيم هذا التنظيم الإرهابي، الملقب ب"أبو ياسين" يعمل منذ إطلاق سراحه في يوليو 2008 "على تشكيل هذه الخلية بسبتة، واضعا رهن إشارة أعضائها تجربته كناشط إسلامي متمرس ومهرب سابق للمخدرات في إسبانيا"، بحسب ما ورد في المحاضر.