يمتلك شاطئ السوادي في عُمان نغمة موسيقية لها ذكريات البحر، فالذين يتحدثون عن زيارة للسوادي، هم بلا شك يقصدون نزهة بحرية في مساحة لها خاصية مميزة. ومع أن لعُمان شواطئ تمتد على آلاف الكيلومترات، فإن هذا الشاطئ يعتبر شاهد عيان على اختلاف الطبيعة الجغرافية والتغير المناخي بين شمال السلطنة وجنوبها. يتوافد السياح على شاطئ السوادي الذي يقع في ولاية بركاء على بعد حوالى 70 كيلومتراً من مطار السيب الدولي، ويمتد الطريق المتفرع من خط السير العام مسافة 8 كيلومترات بين منازل منطقة السوادي التي ترافق الزائر حتى قبيل وصوله إلى الشاطئ. ومن على الشاطئ تطل الجزر الصخرية الجميلة المتوزعة على مساحات متفاوتة، وهي عبارة عن صخور بارزة فوق صفحة المياه الزرقاء صاغتها أمواج البحر وعوامل التعرية. ويبتعد بعض هذه الجزر قليلاً عن الساحل فساعد وجودها هناك في أن تصبح من أهم المقومات السياحية التي يمتاز بها هذا الشاطئ. وهي تلعب دوراً أساسياً في إضفاء الصبغة الجمالية على الموقع من خلال إحتضانها أنواعاً عدة من الطيور المهاجرة والمستوطنة. والسوادي من أنشط الشواطئ من حيث الحركة السياحية إذ يتوجه اليه السياح أثناء الاجازات الرسمية كونه يمثل منتزهاً طبيعياً مفتوحاً يجد فيه السائح روعة التناسق الجمالي للطبيعة. كما وأنه يوفر مجالات لممارسة المشي على الرمال والاستمتاع بمشاهدة الطيور المتنقلة بين الشاطئ والجزر وركوب أمواج البحر للوصول إلى الجزر القريبة. واهتمت السلطات الحكومية العمانية بهذا الشاطئ، فأقامت المظلات السياحية المتناسقة مع وجود أشجار جوز الهند التي تمتد في موازاة مياه البحر. ويمتاز شاطئ السوادي، إضافة إلى نظافة رماله وجمال الطبيعة فيه، بوجود خور يعتبر من الأخوار الجميلة التي يقصدها السياح عادة لرؤية الطيور ومشاهدة بعض الأحياء البحرية خصوصاً سرطان البحر. وهو مقر وممر لطيور السواحل مثل البلشون والخواض والنورس ذي الرأس الأسود الذي يكثر عادة في شهري كانون الثاني يناير وشباط فبراير، وكذلك بعض الصقور التي تزور المكان ابتداء من آذار مارس وحتى تشرين الأول اكتوبر. ولذلك فإن الزوار المهتمين بالسياحة التخصصية، وبالتحديد مشاهدة الطيور، يفدون إلى السلطنة فقط للإستمتاع بمشاهدة الطيور في مواقع تجمعها وعلى وجه الخصوص الأخوار التي تحتضن الغالبية العظمى من هذه الطيور الجميلة بما فيها خور شاطئ السوادي الفريد بجماله الطبيعي.