قال تقرير للاتحاد الاوروبي امس، ان الهجمات التي تستهدف اليهود زادت في عدد من دول الاتحاد، خصوصاً في فرنسا، وأن غالبية الجناة من الشبان البيض. وجاء التقرير الذي أعده مركز المراقبة الاوروبية للعنصرية وكراهية الاجانب ليتناقض مع نتائج توصلت اليها دراسة مثيرة للجدل في برلين العام الماضي، القت باللوم في تصاعد العداء لليهود على الشبان العرب والمسلمين. وقال المركز في تقريره مستنداً الى الاوضاع في بلجيكاوفرنسا وهولندا وبريطانيا وألمانيا: "هناك تصاعد في حوادث معاداة السامية في خمس دول في الاتحاد الاوروبي... على رغم أنه ليس من السهل اصدار أحكام عامة، فإن أكبر فئة من الجناة هي من الشبان الاوروبيين البيض الساخطين على ما يبدو". وأشار التقرير الى "مصدر آخر لمعاداة السامية في بعض الدول، هو شبان مسلمون من أصل شمال افريقي او آسيوي. وعادة ما تقوم جماعات معادية للسامية منتمية الى اليمين المتطرفبدور في اثارة الرأي". وكانت فرنسا من أكثر الدول التي ظهرت فيها أعمال عنف معادية للسامية، اذ تضاعف عدد الهجمات ستة أمثال في عام 2002 عن العام السابق. واتهمت منظمات يهودية المفوضية الاوروبية بمعاداة السامية بعدما رفض المركز، وهو جهة مستقلة تابعة للاتحاد الاوروبي، اصدار دراسة برلين وسط اتهامات بأنها تنطوي على كراهية لأنها تخص بالذكر المهاجرين المسلمين والجماعات المؤيدة للفلسطينيين. وحلت المفوضية الاوروبية والجماعات اليهودية بعد ذلك الخلافات في ما بينها. وعقدت اجتماعاً مشتركاً في كانون الثاني يناير الماضي، تناول محاربة معاداة السامية. كما أصدر المركز تقرير باحثي برلين على رغم كتابته ملحوظة يتنصل فيها من التقرير. وسجل التقرير الجديد الذي استند في بحوثه الى وحدات المركز في الدول الاعضاء حول حوادث العداء للسامية عامي 2002 و2003، 313 حادثة عنصرية أو معادية للسامية أو متعلقة بكراهية الاجانب في فرنسا عام 2002، من بينها 193 حادثاً استهدفت الجالية اليهودية بزيادة ستة أمثال عن عام 2001. وزاد عدد الحوادث في بلجيكا بواقع المثلين، بما في ذلك تفجير ممتلكات يهودية واعتداءات بدنية خطيرة. وفي المانيا، انخفضت حوادث معادية للسامية عام 2002. ولكن الحوادث التي تضمنت عنفاً، ارتفعت من 18 عام 2001 الى 28 عام 2002. وفي السويد ظلت مستويات الجرائم المعادية للسامية على حالها خلال السنوات القليلة الماضية. ووقعت حوادث محدودة في دول عدة، بما في ذلك ايرلندا والبرتغال. وكان وقوع حوادث معادية للسامية نادراً في اليونان والنمسا وايطاليا واسبانيا. ... ورأي معاكس في فرنسا وفي باريس الحياة اظهر استطلاع للرأي اجراه معهد "بي في أ" لحساب اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان ان غالبية الفرنسيين تعتبر ان العرب والمسلمين عموماً اكثر عرضة للعنصرية من اليهود. وأفاد الاستطلاع ان 47 في المئة من الأشخاص الذين شملهم يعتبرون ان العرب والمسلمين اكثر استهدافاً من سواهم في مقابل 13 في المئة يعتبرون ان اليهود هم المستهدفين. وأشار الى ان 79 في المئة يعتبرون ان العمال المهاجرين يساهمون في بناء الاقتصاد الفرنسي وأن 71 في المئة منهم يرون ان وجودهم مصدر إثراء ثقافي.