مجرد ورقة وهمسات * نغم أحمد * لم يكن في القمرة الخالية سوى ظلي الذي حاصرته في الركن الغائر من الظلام لم يتمرد ظل مستكيناً تحت وقع سياطي ظل أميناً على ثورتي المتقدة والتي حين انطفأت لم أجد مفراً مما يجب فتحت باب القمرة وعانقته الزهور التي قطفتها ذبلت بعد يومين وظلت زهور اللوحة كما هي القصيدة التي كتبتها ذبلت بعد يومين وظلت الورقة كما هي ... الثوب كان واسعاً جداً والجسد كان نحيلاً جدا لم يعرف أحدهما كيف يرتدي الآخر .. لماذا تصطك عظام ركبتي كلما لمست هذا الحرف الذي ينام على صدري ألأنه ينام على صدري؟!! هذا العام شتاؤنا كان ربيعاً لم يلدغنا البرد لأننا خبأنا في جيوبنا شمس الصيف الماضي أيتها الكلمات لا تُعبريني أنا لست جسراً يفضي بكِ إلى المعنى أنا المعنى .. كان لابد لنا من السؤال حتى نفهم وكان لابد لهم من الصمت حتى نفهم ... لماذا تُغادرني الآن لأنني لم أعد كما تُريد أم لأنني أصبحت كما أريد .. غادرنا المجنون دون أن يترك لنا عنوان ليلاه ترك لنا قصيدة تجادلنا كثيراً أخيرا سلمناها للمخفر ومضينا... لوهلة ظننا أن القادم من الطريق الشمالي هو ساعي البريد ولكنه لم يكن فهو لم يحمل في حقيبته أية رسائل لنا ... لا يهم إن ذهبت الرسالة في الاتجاه الخاطئ ستعيدها الرياح إلى صندوق بريدي سقط المطر على رأس الشجرة فلم تسقط زهورها الصفراء فقط سالت مع الماء ضربت الريح جذع الشجرة فلم تسقط زهورها الصفراء فقط طارت مع الريح البرد نافذة تُطل على شارع لا تعبره الفصول حينما أشعلت القصيدة فينا جمر الذاكرة احترقت أطراف الشتاء لن أبوح لكِ أيتها الورقة بأكثر مما فعلت سأظل محتفظة بأسراري في قلبي قلبي لن يميل مع الريح الفراشات أخذت تخفق طوال الليل بأجنحتها فوق برعم ورد وبرعم الورد الذي كان يحلم بها طوال الليل لم يفتح عينه حتى لا يطير حلم البارحة