سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الداخلية البريطاني يقلل من أهمية إفادات عن هجوم حتمي في بلاده . تقرير عن اعترافات خالد الشيخ للأميركيين : بن لادن أمرني بشن هجوم مدمر على مطار هيثرو
أفاد تقرير في لندن أمس، أن خالد الشيخ محمد مسؤول العمليات في تنظيم "القاعدة" اعترف للمحققين الأميركيين بأن زعيم التنظيم أسامة بن لادن أمره بشن هجوم كبير ومدمر على مطار هيثرو الدولي غرب العاصمة البريطانية، لمعاقبة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي وصفه بأنه "عدو رئيسي". وجاء هذا التقرير ليعزز المخاوف لدى الرأي العام البريطاني من تعرض البلاد لهجوم إرهابي كبير، لكن وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت سعى إلى تطمين المواطنين من خلال تقليله من أهمية تقارير وتلميحات مسؤولين إلى هجوم حتمي في بلاده بعد الاعتداءات الدموية على قطارات مدريد أخيراً. نشرت صحيفة "ذي صنداي تايمز" البريطانية أمس، أن أسامة بن لادن أبلغ خالد الشيخ محمد "مسؤول عمليات القاعدة" بالإعداد لشن هجوم على مطار هيثرو، وذلك خلال لقاء بينهما في كابول بعد فترة قصيرة من هجمات 11 أيلول. وقالت الصحيفة إنها اطلعت على محاضر التحقيقات المطولة التي أجريت مع خالد الشيخ وهي تتعلق بفترة أربعة أشهر من عملية الاستجواب التي جرت معه، عقب القبض عليه في باكستان قبل عام تقريباً. وتوضح تلك المحاضر أن "إرهابيين من القاعدة" تم ارسالهم من باكستانوأفغانستان للعمل في إعداد "عملية هيثرو". ومضت الصحيفة قائلة إن التحقيقات تشير إلى أن خالد الشيخ محمد الذي كان العقل المدبر لهجمات 11 أيلول التي راح ضحيتها 2818 شخصاً في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، كان يخطط أساساً لخطف عشر طائرات وتدميرها فوق أهداف على الساحل الشرقي والغربي في أميركا. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم التقديم لكل جلسة تحقيق مع خالد الشيخ بتحذير: "إن من المعروف أن هذا المعتقل كان قد أخفى معلومات أو سعى إلى التضليل عمداً". ولكن البيانات التي أدلى بها خالد الشيخ تمت مراجعتها مع كبار المحتجزين الآخرين من "القاعدة". وقالت "ذي صنداي تايمز" إن المزاعم التي أطلقها خالد الشيخ تعطي ثقلاً للتحذيرات التي أطلقها السير جون ستيفنز قائد شرطة لندن من أن وقوع هجوم على العاصمة البريطانية يعتبر "عملاً محتوماً ولا مفر منه". وقال ستيفتز إن اعتداءات مدريد الإرهابية في 11 الشهر الجاري، ينبغي أن تكون بمثابة "جرس إنذار" لبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي. وكانت الحكومة البريطانية ذكرت مرات عدة أنها تلقت تحذيرات عدة بشأن مطار هيثرو. ولكن ما ذكره خالد الشيخ يعتبر التأكيد الأول لخطة كانت "القاعدة" أقرت تنفيذها ضد المطار. التحضيرات للهجوم وأبلغ خالد الشيخ المتخصصين بأن رجال "القاعد"ة تلقوا أموالاً وأبلغوا بأن يبدأوا في عمليات المراقبة للمطار وتقويم نقاط الصندوق فيها والتعرف إلى المواقع التي يمكن من خلالها إسقاط طائرات. وكانت حال طوارئ أعلنت في محيط مطار هيثرو في شباط فبراير من العام الماضي، وذلك بعد أكثر من عام من التوجيهات التي صدرت من جانب بن لادن إلى "القاعدة" وقبل أسابيع عدة من القبض على خالد الشيخ. وأحاطت دبابات وقوة عسكرية تضم 400 جندي بالمطار. وكانت اتهامات وجهت إلى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأنه أثار هذه الضجة لدعم التأييد لغزو العراق الذي كان وشيكاً عندئذ. ولكن بلير يصر على أنه تلقى معلومات استخبارية تشير إلى احتمال وقوع هجوم على المطار. ولكن خالد الشيخ يقول إن عملية هيثرو لم تتقدم إلى ما هو أكثر من عملية المراقبة، ووجه اللوم في ذلك إلى مصاعب في الاتصال مع العناصر النشطة المعنية وذلك بعدما بدأ الأميركيون في قصف أفغانستان وتمت إطاحة حكومة "طالبان". ويقول خالد الشيخ إن عمليات 11 أيلول في أميركا كانت "أكثر نجاحاً إلى حد أكبر مما تخيلناه"، ومضى قائلاً إنه هو وزملاءه دهشوا من رد الفعل العالمي. وقال: "وبعد ذلك لم يتح لنا الوقت لكي نلفظ أنفسانا وقد أصبحنا على الفور في حال هروب وفرار". وفي الوقت نفسه ذكر تقرير صحافي آخر، أن أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء البريطاني قد أبلغه بأن الخطط الخاصة بحماية بريطانيا من وقوع هجوم بقنبلة "قذرة" تشنه "القاعدة" تعتبر قاصرة وستؤدي إلى إثارة تهديد مأسوي للأمن القومي البريطاني. وذكرت صحيفة "ذي صنداي تايمز" في مقال آخر، أن تقريراً سرياً يقول إن برنامجاً لإقامة "حاجز دفاعي" في الموانئ والمطارات الرئيسة في بريطانيا لوقف الإرهابيين عن تهريب مواد ذات إشعاع نووي، تتعرض للتهديد وذلك نتيجة لنقص الموارد. وحصلت الصحيفة على رسالة تسربت إليها كانت موجهة إلى توني بلير من السير بيتر غيرشون كبير مستشاري الحكومة البريطانية، توضح أن الأخير قلق جداً إزاء هذه الخطط لدرجة أنه اعتبرها بمثابة "علامة إنذار حمراء". ويحذر هذا الخبير رئيس الوزراء البريطاني من "أنه إذا لم يعمل هذا المشروع بنجاح فإن آثاراً مأسوية ستلحق بالخدمات العامة الرئيسة وكذلك بالأمن القومي. وكان هذا الخطاب إلى بلير قد كتبت عليه عبارة "سري" وكان تاريخ إرساله هو 11 آذار مارس الجاري، وهو اليوم نفسه الذي وقعت فيه تفجيرات مدريد التي راح ضحيتها 190 شخصاً. بلانكيت يقلل من شأن المخاطر وفي غضون ذلك، رفض وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت أمس، تلميحات تفيد بأن تعرض بريطانيا لهجوم أمر "حتمي" عقب انفجارات القطارات في مدريد. وقال إنه يخشى من أن وجهة النظر هذه التي تتسم بالاستسلام للقضاء والقدر قد تجعل الجماهير أقل حذراً. وقال في حديث مع صحيفة "صنداي تلغراف": "لا بد أن يكون هناك توازن بين قول الصدق والطمأنة وإلا سيصاب الناس بالتوتر من دون أن يكون لهذا أثر طيب". وقالت الصحيفة إن تصريحات بلانكيت تمثل توبيخاً لقائد الشرطة البريطانية جون ستيفنز الذي قال عقب انفجارات مدريد إن تعرض بريطانيا لهجوم أمر حتمي. وقال بلانكيت للصحيفة في إشارة إلى تكهن ستيفنز "أنا لا أستخدم هذه العبارة". وتابع: "بالطبع لا يمكنني التأكيد بنسبة 100 في المئة أننا لن نتعرض لهحوم بسبب طبيعة التهديد ومخاطر المفجرين الانتحاريين".