وجه وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت في لندن نقدا شديدا الى قائد الشرطة البريطانية جون ستيفينس بسبب تحذيرات اطلقها اخيرا بشأن حتمية تعرض لندن لهجوم ارهابي على غرار الهجمات التى شهدتها العاصمة الاسبانية مدريد. وقلل بلانكيت في مقابلة مع صحيفة "صنداي تيلغراف" في عددها الصادر امس من دقة تلك التحذيرات او ان تكون بريطانيا هدفا لهجوم ارهابي يشنه تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن. ونبه الي ان اطلاق مثل تلك التحذيرات لا يخدم اي غرض بقدر ما يسبب الذعر وسط الشارع البريطاني وقال انه يتعين على السلطات في البلاد ان تكون متوازنة بين تحذير الناس من خطر محدق وبين تذكيرهم بخطر الارهاب وامكانية وقوعه. وقال ان رئيس الشرطة كان مخطئا عندما حذر من حتمية وقوع هجوم إرهابي على لندن لانه يسبب الذعر لدى العامة دون سبب. وكان ستيفينس قد قال في 16 مارس الجاري اي بعد خمسة ايام من هجمات مدريد نحن نعلم باننا اوقفنا بالفعل هجمات ارهابية في لندن . ولكن كما قال رئيس الوزراء ووزير الداخلية فان وقوع هجوم ارهابي امر حتمي ولكن مهمتي هي التأكد من عدم حدوث ذلك. وقال بلانكيت في هذا الاطار ان تعليقات ستيفنيس اثارت الشارع البريطاني من دون سبب ونفى ان يكون قد استخدم عبارة "حتمي" في التحذير من الهجمات الارهابية في اشارة الى تصريح ستيفنيس الذي نسب هذه الكلمة اليه والى رئيس الوزراء. واضاف لم استخدم قط في اي تصريح صحفي كلمة "حتمي" للتحذير من الارهابيين كما انني بالطبع لا استطيع الجزم باننا لن نتعرض لهجوم ارهابي وذلك بسبب طبيعة التهديد وخطر الهجمات الانتحارية. واضاف انه ربما اراد ستيفينس اثارة الشارع البريطاني لدفعه الى القبول باجراءات مثيرة للجدل قد تساعد في ضرب الارهابيين ومنعهم من شن اي هجوم محتمل. وشدد وزير الداخلية البريطانية في هذا الاطار على ضرورة منع مثل هذا الهجوم وقال يجب ان نسعى الى منعه وليس التعامل مع اثاره، المرونة مهمة في التعامل مع نتائج اي هجوم إرهابي محتمل ولكن ما نركز عليه هو منعه.