يرى انصار مانشستر يونايتد في المثل "لكل جواد كبوة" افضل ما يعكس حال فريقهم المتردية، فيما يرى مدرب الفريق اليكس فيرغسون في المثل "عندما يقع الجمل تكثر السكاكين" افضل ما يعبر عما عاناه من نقد لاذع، خصوصاً بعدما تعرض فريقه لهزات واخفاقات في الاسابيع الاخيرة تجلت في خروجه من دوري ابطال اوروبا وخسارته امام غريمه التقليدي مانشستر سيتي 1-4 في بطولة الدوري، ما زاد تخلفه عن مواكبة المتصدر ارسنال الى 12 نقطة. وعلى رغم الفوز على توتنهام 3-صفر السبت الماضي، الا انه لم يمنع فيرغسون من التعليق "الجميع يتوق الى الرقص على قبرنا"، في اشارة الى نهاية احتكار "الشياطين الحمر". ويختلف المتابعون على نقطة بداية الانهيار غير المتوقع، فالبعض يعيد نقطة التحول والخلل الى 11 شباط فبراير الماضي عندما اراح فيرغسون قائده روي كين وبدأت سلسلة اخفاقات في الفوز في 6 مباريات متتالية في بطولة الدوري المحلي ودوري ابطال اوروبا. فيما يرى آخرون ان الشقوق ظهرت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي عندما رفع المدرب دعوى قضائية على ابرز حاملي الاسهم في النادي جون ماغنر بسبب خلاف على قسمة ارباح خيل للسباق... فيما يبرز آخرون يوم 23 ايلول سبتمبر الماضي عندما فشل نجم الدفاع ريو فرديناند في حضور اختبار روتيني للكشف عن المنشطات في موعده المحدد، ما قاده تلقائياً الى عقوبة الايقاف 8 اشهر وهز الخط الخلفي في الفريق وأفقده ثقته على رغم سنوح فرصة الاستئناف على القرار والابقاء على مشاركته الى حين النظر في الاستئناف الذي حدث الجمعة الماضي وخسر المدافع الدعوى. لكن، كان في امكانه نشل الفريق من حال الغرق التي كان عليها في الشهرين الماضيين، عدا عن سناح فرصة تعويض غيابه خلال فترة انتقالات اللاعبين الشتوية في كانون الثاني يناير الماضي، لكن فيرغسون آثر شراء المهاجم لويس ساها من فولهام على ضم مدافع يعوض الغياب. ويعتقد بعض المتابعين ان مشكلات الفريق بدأت قبل بداية الموسم، وتحديداً في 15 شباط فبراير 2003 عندما خسر الفريق على ارضه امام ارسنال صفر-2 في كأس انكلترا... ووقتها عبر فيرغسون عن غضبه بركل حذاء في وجه نجم الفريق المدلل ديفيد بيكهام، ما قاده تدريجاً الى الرحيل الى ريال مدريد بعدها من دون تعويضه... خصوصاً انه صانع الالعاب الابرز الى جانب الارجنتيني خوان فيرون الذي انتقل الى تشلسي. وجاءت الطامة الكبرى بعدما فشل فيرغسون في تأمين خدمات البرازيلي المتألق رونالدينيو الذي "سرقه" برشلونة من بين انيابه الصيف الماضي بعدما ماطل النادي الانكليزي في تقديم عرض مرض... فأصاب المدرب الذعر وضم لاعبين لا يرفعون من مستوى الفريق ولا يعوضون غياب الراحلين امثال البرازيلي كليبرسون والكاميروني ايرك دجيمبا دجيمبا والبرتغالي كريستيانو رونالدو وعلى رغم عروضه الواعدة، فإن انتقاله صاحبته شكوك بالمبالغ التي دفعها مانشستر 3،12 مليون جنيه، خصوصاً ان ناديه السابق بنفيكا اعلن قبوله 7 ملايين قبل اسابيع من عرض مانشستر. في بداية الموسم جمع مانشستر يونايتد 22 نقطة في تسع مباريات، وتأهل بسهولة للدور الثاني من دوري ابطال اوروبا... لكن تعرض النروجي اولي غونار سولسكيار الذي كان من المفترض ان يعوض غياب بيكهام، وقلة الفرص المصنوعة خصوصاً من الجهة اليمنى اعادا الى الواجهة اهمية دور بيكهام في الفريق ومدى افتقاده والتشكيك في حكمة فيرغسون بالتخلي عنه. لكن تقهقر نتائج الفريق بدأ في مطلع العام الجديد عندما خضع فرديناند لعقوبة الايقاف، ومنذ ذلك الوقت خسر مانشستر يونايتد امام الصاعد الجديد والمرشح بقوة للهبوط ولفرهامبتون صفر-1، وتعادل على ارضه مع صاحب المركز الاخير ليدز 1-1 وتلتهما عروض متواضعة قادت الى خروجه من دوري الابطال والخسارة الكبيرة امام مانشستر سيتي. ومن خلف الكواليس، فإن رحيل مساعد فيرغسون البرتغالي كارلوس كيرويز لتدريب ريال مدريد خلف ثغرة كبيرة في الجهاز التدريبي وزاد الحمل على عاتق فيرغسون الذي لم يعين مساعداً له الا قبل نحو اسبوع بقدوم مدرب ايفرتون السابق والتر سميث. ومن باب "نظريات المؤامرة"، فإن فيرغسون يأخذ بثأره من ماغنر الذي اخضعه وأجبره على سحب دعواه القضائية مكتفياً بتسوية قيمتها 2,5 مليون جنيه من حصته في الخيل "روك اوف جيبروتا"، بعدما طالب بأكثر من 90 مليوناً، لان اخفاقات الفريق تؤثر في قيمة اسهم النادي التي يملك ماغنر الحصة الكبرى منها... فيما تبرز اشاعة اخرى عن استعداد فيرغسون لاستلام مهمة تدريب تشلسي بدءاً من الموسم المقبل، عدا عن تأثير المشكلات الصحية وعدم انتظام دقات القلب التي يعانيها المدرب الاسكتلندي اثناء عمله... ولكنه كعادته رفض كل الاشاعات "قد نكون نعاني من انف مدم، ولكن الامبراطورية ليست في خطر ولا انا على وشك الانهيار".