نقش الاسكتلندي اليكس فيرغسون اسمه بحروف من ذهب في قائمة انجازات كرة القدم الانكليزية عندما اصبح رسمياً انجح مدرب في تاريخها بقيادته مانشستر يونايتد الى احراز 14 لقباً منذ عام 1986، متقدماً بفارق لقب واحد عن مدرب ليفربول في عقدي السبعينات والثمانينات بوب بايزلي. وبإحرازه لقب بطل انكلترا قبل أيام قليلة بات فيرغسون المدرب الوحيد الذي أحرز فريقه هذا اللقب في ثلاثة مواسم متتالية، كما اصبح مانشستر يونايتد النادي الرابع بعد ارسنال وليفربول وهدرسفيلد في تحقيق هذا الانجاز. ورفع مانشستر رصيده من القاب الدوري الى 14 لقباً كان أولها عام 1908 ومتخلفاًَ بفارق 4 القاب عن غريمه ليفربول، الذي عادله باحراز 7 ألقاب في 9 مواسم. والقاب فيرغسون الذي سيتقاعد في نهاية الموسم المقبل، مع مانشستر هي بطولة الدوري 7 مرات 1993 و1994 و1996 و1997 و1999 و2000 و2001، وكأس دوري أبطال أوروبا عام 1999، وكأس انكلترا 4 مرات 1990 و1994 و1996 و1999، وكأس ابطال الكؤوس الاوروبية عام 1991، وكأس المحترفين عام 1992. اللقب... هدية "تفاجأت بخسارة ارسنال على أرضه أمام ميدلزبره... وانا سأحتفل الآن"... هذا كان تعليق فيرغسون عند الإعلان عن فوز فريقه ببطولة الدوري رسمياً بعد خسارة ارسنال، واضاف: "كنت اتوقع ان نتوج السبت المقبل بفوزنا على مانشستر سيتي، ولكن النصر جاء باكراً واقرب مما توقع جميع الخبراء والمعنيين... فأهلاً به". والواقع ان الفرق الاخرى فشلت في منافسة مانشستر جدياً، بل ان نتائجها غير المتوقعة في كثير من الأحيان مهدت الطريق لحامل اللقب كي يبتعد في الصدارة منذ مطلع العام الحالي... وبالتالي تتويجه قبل النهاية بخمس مراحل. وعلى رغم تعليق فيرغسون أنه "مسرور لفوز فريقه بأعظم دوري في العالم"، الا ان فارق ال16 نقطة الحالية عن ارسنال لا تشير الى اي منافسة، وهو مرشح لتحطيم رقمه القياسي في فارق النقاط الذي سجله العام الماضي وكان 18 نقطة. لكن فيرغسون شدد على ان "ليدز وليفربول وارسنال سيشكلون تهديداً حقيقياً لفريقه في الموسم المقبل"، علماً ان هزائم مانشستر الثلاث التي تعرض لها في الدوري هذا الموسم كانت امام ليفربول صفر - 1 وصفر - 2 وامام ارسنال صفر - 1. لكن هذه الفرق اضافة الى تشلسي خيبت الآمال لأسباب عدة، فارسنال اهتزت صفوفه في كثير من الأحيان بغياب القائد طوني ادامس وزميله في الخط الدفاعي مارتن كيون، واوضحت خسارته أمام مانشستر يونايتد تحديداً 1-6 قبل نحو 3 أشهر بغيابهما مدى عمق مشكلاته. وتعرض ليدز لهزة كبيرة في بداية الموسم، إذ قبع في الأشهر الثلاثة الأولى في النصف الأسفل من الترتيب بسبب اصابات نجومه وبسبب انشغاله في منافسات دوري الأبطال التي تألق فيها. وأثر غياب جانلوكا فيالي عن تشلسي، وفشل المدرب الجديد الايطالي كلاوديو رانييري في التأقلم سريعاً مع الاجواء الجديدة عليه في ابتعاد الفريق اللندني من المنافسة. في حين ظهر ليفربول في تحسن مستمر، الا ان تركيزه على المنافسة في كل المسابقات حرمه من الاقتراب أكثر من البطل. وفوز مانشستر اللافت لا يمنع انه خاض موسماً عادياً من ناحية اداء لاعبيه، فمهاجموه عانوا من فقدان المستوى والاصابات، ولا يزال دوايت يورك يبحث عن مستواه المرتفع الذي كان عليه قبل عامين، واندي كول لم يجد علاجاً لأزماته واصاباته المتلاحقة، واولي سولسكيار فقد توازنه ما بين مشاركته الباهتة اساسياً والمتألقة حين يلعب بديلاً، ولم يكن تيدي شيرنغهام العجوز 34 عاماً الذي يتصدر لائحة هدافي الفريق ب20 هدفاً في جميع المسابقات اكثر من عامل مساعد لان الاصابات والارهاق بسبب عامل السن أثرا عليه. وفي خط الوسط تأرجح مستوى ديفيد بيكهام في بعض الأحيان، ما ارغم مدربه على التخلي عنه في احدى المباريات للمرة الأولى منذ قدومه للفريق الأول، كما لاقى بعض النقد العلني من فيرغسون، وغيبت الاصابات راين غيغز الذي لعب أفضل مبارياته السبت الماضي منذ سنوات، وغابت اهداف بول سكولز في الفترة الأخيرة، في حين ظل القائد روي كين صمام الأمان والثابت في الأداء على مدار الموسم. وعانى الدفاع من غياب الهولندي ياب ستام بداعي الاصابة، لكن حين يتواجد في الفريق يزيده صلابة، وتألق الى جانبه الصاعد ويز براون الذي وجد طريقه الى صفوف المنتخب الانكليزي، في حين استغنى المدرب عن خدمات فيل نيفيل ودنيس اروين ليثبت غاري نيفيل وميكايل سيلفستر اقدامهما في الفريق. وتألق الحارس الفر نسي فابيان بارتيز في موسمه الأول في الذود عن عرين البطل مذكراً بالأسطورة الدنماركي بيتر شمايكل، لكن الاصابة ارغمته في الأسابيع الأخيرة على "المشاهدة" فقط. اللافت ان فيرغسون يقول دائماً انه لا يعرف عدد الألقاب التي أحرزها او انه يدرك انه الأكثر احرازاً لها، لكنه اكد ان هناك من يذكره دائماً بها.