احدى النتائج المؤكدة عندما يتوجه 3.4 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع اليوم أن الرئيس المقبل لسلفادور سيكون "فلسطينياً". فالمرشحان الرئيسان في هذه الانتخابات، أنطونيو السقا من التحالف الجمهوري اليميني الحاكم أيرنا وشفيق حنظل من "جبهة التحرير الوطنية - فارابوندو مارتي" اليسارية المعارضة أف أم أل أن ينحدران من عائلات هاجرت إلى السلفادور من فلسطين. لكن الرجلين مختلفان إلى حد بعيد. اذ أن السقا 39 عاماً رجل أعمال ومقدم برامج إذاعية سابق، فيما حنظل الذي كان رئيس مجموعة حرب عصابات في وقت ما لا يزال متشبثاً بالنهج الشيوعي المتشدد حتى وهو في سن ال 74 عاماً. ومرة أخرى تواجه السلفادور 6.5 مليون نسمة خياراً صعباً بين نقيضين مما يرجع صدى الانقسامات التي شابت الحرب الاهلية الوحشية خلال حقبة الثمانينات، عندما كان التحالف الجمهوري اليميني يضم كبار ملاك الاراضي والبرلمانيين من ذوي النفوذ فيما كانت جبهة التحرير تضم رجال حرب عصابات وتشن حربا ضد الحكومة. وفي تلك الفترة كان السقا الذي يتقدم سباق الرئاسة حصل على تأييد 37 في المئة في استطلاعات الرأي طالباً يدرس الصحافة ومحرراً رياضياً. أما حنظل الذي يحل في المرتبة الثانية 31 في المئة فكان قائد جماعة مسلحة تخوض حرباً ضد الجيش الذي كان يحظى وقتئذ بمساندة أميركية. وفي بيت لحم في الضفة الغربية تنتظر عائلتان فلسطينيتان بفارغ الصبر نتائج الانتخابات السلفادورية اليوم الاحد, فعائلتا المرشحين المتنافسين تتحدران من بيت لحم. يقول توفيق ابراهيم حنظل ابن عم المرشح شفيق انه يملك مفاتيح المنزل الذي بني عام 1880 والذي كان يقيم فيه اهل المرشح في المدينة القديمة من بيت لحم قبل ان يهاجروا عام 1924 . يتذكر توفيق، وهو تاجر بلغ الواحدة والاربعين ان حنظل "زار المنزل حين جاء الى فلسطين عام 2000 ، وزار ايضاً كنيسة المهد حيث تزوج والداه". واضاف "انه يحب بيت لحم وفلسطين". وخلال زيارته استقبل شفيق حنظل كضيف شرف في مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله. ويقول توفيق حنظل ان "بعض العائلات القديمة" في بيت لحم مهتمة بسير الحملة الرئاسية في السلفادور وتجري اتصالات بين الحين والاخر للحصول على اخبار جديدة. من جهته يؤكد فيكتور عيسى السقا 45 عاماً، قريب المرشح الاخر للانتخابات الرئاسية، انه على اتصال هاتفي مستمر مع عائلته في السلفادور للاطلاع على سير الحملة الانتخابية. وقال "انني متفائل جداً في ما يتعلق بالياس. في حال انتخابه، سيكون ذلك شرفاً كبيراً لبيت لحم ولفلسطين". واضاف ان وفداً من سفارة السلفادور في اسرائيل جاء الى بيت لحم قبل ايام للتعرف الى افراد عائلة السقا التي هي أصغر بكثير من عائلة حنظل. وقال فيكتور عيسى السقا انه يفكر هو ايضاً بالهجرة بسبب الوضع الاقتصادي والسياسي السيء في الاراضي الفلسطينية. وانتقد محطات التلفزة العربية التي لا تولي اهتماماً كبيراً للانتخابات في السلفادور "رغم ان المرشحين فلسطينيان... ذلك مصدر اعتزاز كبير لكل الامة العربية". وللمفارقات فإن مهى السقا، خمسينية، تدعم حنظل في مواجهة المرشح من عائلتها. وقالت "أود ان يفوز حنظل في الانتخابات لأنه يساري وله مواقف واضحة في سبيل القضية الفلسطينية". المفارقة الاخرى انالسلفادور التي سيحكمها رئيس من اصل فلسطيني، هي الدولة الوحيدة في العالم، مع كوستاريكا، الممثلة في اسرائيل بسفارة اقيمت في القدس التي لم تعترف المجموعة الدولية ابدا بضم القسم العربي الشرقي منها الذي قامت به اسرائيل. يشار الى ان كل السفارات الباقية تتخذ من تل ابيب مقرا لها. والفلسطينيون الذين سيكون لهم "رئيسهم" في اميركا اللاتينية، لهم رئيس تحتجزه قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ نحو ثلاثة أعوام، لا يزالون يناضلون من اجل الاستقلال ليتمكنوا من اعلان القدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.