جدد الرئيس الأميركي جورج بوش دفاعه عن الحرب على العراق أمس، في الذكرى الأولى للغزو الذي قادته واشنطن لاطاحة نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. واكد أن الحرب ازالت سبباً رئيسياً من اسباب عدم الاستقرار في الشرق الاوسط. وقال بوش ان العراق "أصبح مثالا للمنطقة" بعد اطاحة نظام صدام. وكان امر ببدء الهجمات الجوية على احد قصور صدام في بغداد في 20 آذار مارس 2003، معلنا بذلك الحرب. واطيح النظام العراقي في التاسع من نيسان ابريل واعتقل صدام في كانون الاول ديسمبر. لكن الحرب تبقى مثيرة للجدل على المستوى الدولي، بسبب معارضة بعض حلفاء واشنطن الرئيسيين للحرب، والفشل في العثور على اسلحة الدمار الشامل التي استندت اليها الادارة الاميركية لتبرير الغزو. واعلن بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي ان الحرب كانت "ناجحة"، وقال: "عندما ينظر الرجال والنساء في انحاء الشرق الاوسط الى العراق، يرون لمحة لما تكون عليه الحياة في بلد حر". وزاد: "قبل سنة دخلت قوات برية لتحالف قوي العراق، لتحريره من حكم طاغية، وكان ذلك بالنسبة الى الشعب العراقي بداية الخلاص. تحرير العراق كان امراً جيداً للشعب العراقي ولاميركا والعالم. ان سقوط الديكتاتور العراقي ازال مصدراً للعنف والاعتداء، وعدم الاستقرار في الشرق الاوسط". زال اسوأ نظام في المنطقة ليخلي السبيل لما سيصبح قريباً نظاماً من أفضل الأنظمة". ولم يتطرق الرئيس الاميركي الى الجدل الدائر حول عدم العثور على اسلحة دمار شامل في العراق، لكنه قال: "انتهت سنوات من قيام الديكتاتور بتطوير اسلحة سرية". واشار الى ان ادارته مصممة على مساعدة العراق "لنقله بنجاح الى الديموقراطية"، مؤكداً ان "التحالف" الذي تقوده الولاياتالمتحدة يهدف الى تسليم السلطة في العراق الى حكومة عراقية موقتة في 30 حزيران يونيو المقبل. وتابع: "عزم تحالفنا قوي ... لن نسلم العراق ابداً الى ارهابيين ينوون تدميرنا. ولن نخذل الشعب العراقي الذي وضع ثقته فينا. ومهما تطلب الأمر سنقاتل ونعمل لضمان نجاح الحرية في العراق". ووجه بوش التحية الى القوات الاميركية التي تقاتل في العراق، وقال: "بفضل خدمتكم وتضحيتكم اعلم ان العدالة والحرية ستتغلبان على الارهاب والطغيان". ولا تزال العاصمة العراقية تشهد هجمات يومية، كما يواجه بوش انتقادات دولية بسبب الحرب. وأكدت كوريا الجنوبية انها ستعاود النظر في التزامها نشر قوات في العراق، فيما قال الرئيس البولندي الكسندر كفاشنيفسكي ان بلاده "خدعت" في ما يتعلق بأسلحة العراق، لكنه سحب تصريحه لاحقاً. اما رئيس الوزراء الاسباني المنتخب خوسيه لويس ثاباتيرو فوضع شروطا لابقاء القوات الاسبانية في العراق، وقوامها 1300 جندي. واتهم جون كيري المنافس الديموقراطي لبوش في الانتخابات الرئاسية، الرئيس الاميركي بخداع الناخبين حول اسلحة العراق وتكلفة الحرب، وأكد الجمعة ان بوش "رفض ولا يزال يرفض مصارحة الشعب الاميركي حول تكلفة الحرب، ولم يقل الحقيقة".