انتقل نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى الهجوم المضاد في الجدل على اليورانيوم العراقي، والذي يطاول الرئيس جورج بوش. قال انه كان من غير المعقول تجاهل المؤشرات التي جمعتها أجهزة الاستخبارات الأميركية في هذا الشأن. وقال تشيني، في خطاب عن مكافحة الإرهاب في واشنطن أول من أمس، ان "تجاهل تلك المعلومات كان سيعتبر عملاً غير مسؤول. ورئيسنا لم يتجاهلها. لقد اتخذ القرار للقضاء على الخطر". وقرأ مقتطفات من تقرير للاستخبارات الأميركية في محاولة لتفنيد الاتهامات التي وجهت الى الرئيس بالمبالغة في المخاطر التي شكلتها أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة لتبرير الغزو. واختار المقتطفات من تقرير وضع في تشرين الاول اكتوبر عام 2002 يستند الى عمل ست وكالات، وحذر من ان العراق يملك أسلحة كيماوية وبيولوجية واذا ترك من دون مراقبة يمكنه ان يطور أسلحة نووية خلال عشر سنوات. لكن تشيني حرص ايضاً على عدم الاشارة الى جزء من التقرير يشكك في معلومات عن سعي العراق لشراء اليورانيوم من افريقيا. وعلى رغم الجهود التي يبذلها منذ أسابيع، لم يتمكن البيت الابيض من إخماد الجدل الناجم عن الإشارة المشكوك في صحتها إلى محاولات نظام صدام حسين شراء اليورانيوم من أفريقيا في خطاب الرئيس عن "حال الاتحاد" في كانون الثاني يناير الماضي. وقبل ثلاثة أشهر حذرت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه البيت الابيض من صحة تلك الوثائق المتعلقة باليورانيوم. وفي الشهور التي سبقت الحرب أكدت إدارة بوش ان الأدلة تزداد على حيازة نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل تهدد الولاياتالمتحدة وحلفاءها ومحاولاته حيازة أسلحة نووية. وقال نائب الرئيس الذي قاد الجناح الذي أيد غزو العراق داخل الإدارة الأميركية ان الاستخبارات كانت "واثقة بدرجة كبيرة" أن العراق يواصل وفي بعض المجالات يوسع، برامجه للأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية والصاروخية. ومنذ سقوط النظام العراقي، لم تعثر القوات الاميركية على أي من تلك الأسلحة. وتتهم الانتقادات الموجهة إلى الإدارة البيت الأبيض بتضخيم التهديدات العراقية لتبرير التدخل العسكري ضد صدام حسين. وأشار تشيني إلى أن بوش لم يقرر شن الحرب على العراق من دون حجج قوية، وأنه تحرك كي لا يترك أمن الأميركيين وحياتهم تحت رحمة صدام حسين، لأن أجهزة الاستخبارات كانت تعتبر أن العراق قادر على صنع أسلحة نووية إذا حصل على كميات وافية من اليورانيوم. وبعدما فشلت الادارة الأميركية في العثور على أدلة دامغة لوجود أسلحة دمار شامل في العراق، بدأت تتحدث إدارة بوش عن المقابر الجماعية كمبرر كاف لإطاحة الرئيس العراقي السابق. وأكد تشيني أيضاً انه من دون التدخل العسكري "فان صدام ونجليه كانوا استمروا في الحكم وواصلت غرف التعذيب عملها". واوضح ان الولاياتالمتحدة "عازمة على رغم الصعوبات على مساعدة العراقيين على بناء وطن حر سيد وديموقراطي يكون مثالاً للشرق الأوسط برمته".