وافق الرئيس التشادي ادريس دبي على طلب من نظيره السوداني عمر البشير برعاية مؤتمر تعتزم الخرطوم عقده لإنهاء الحرب الدائرة في غرب البلاد منذ اكثر من عام. وتعهد إجراء اتصالات مع "متمردين دارفور" لاقناعهم بالمشاركة في المؤتمر. وقللت الحكومة السودانية من اتهامات مسؤول دولي بانتهاج "سياسة الأرض المحروقة" وتشجيع التصفية العرقية وتقييد المساعدات الانسانية في دارفور. وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين عقب زيارة قصيرة الى نجامينا انه نقل رسالة من البشير الى دبي طلب اليه خلالها رعاية مؤتمر لإقرار السلام والتنمية في دارفور وتحديد موعده، وكلفه اجراء اتصالات مع قادة دارفور والمتمردين بهدف الوصول الى سلام في الاقليم. وذكر ان دبي ابدى استعداده لمواصلة جهوده السابقة التي اثمرت عقد مؤتمر في مدينة أبشي التشادية بين الحكومة و"متمردي دارفور" انتهى باتفاق وقف اطلاق النار بينهما في ايلول سبتمبر الماضي، لكنه انهار بعد ثلاثة اشهر. وتحدثت معلومات امس عن استمرار مساع اميركية - فرنسية لترتيب لقاء بين الحكومة و"متمردي دارفور" في 25 نيسان ابريل المقبل على رغم اعلان الخرطوم في وقت سابق رفضها أي وساطة اجنبية. وعلم ان واشنطن وباريس حصلتا على موافقة الفصائل المسلحة في دارفور وتجريان اتصالات مع نجامينا. وتقترح الدولتان عقد المؤتمر في بلجيكا أو تشاد يرجح الأخيرة نسبة الى ارتباطها بالاقليم. الى ذلك، قللت الحكومة السودانية من اتهامات منسق العمليات الانسانية للأمم المتحدة في السودان موكيش كابيلا الذي اعتبر النزاع الدائر في دارفور اكبر كارثة عالمية على الصعيد الانساني وانتهاك حقوق الانسان تعيد الى الاذهان عمليات الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في العام 1994. لكن وزير الخارجية السوداني قال انه التقى كابيلا قبل ثلاثة ايام وأبلغه بالتحسن الكبير الذي طرأ على الأوضاع الانسانية في دارفور. وأعلن مكتب المتحدث باسم الجيش امس ان أحد الصينيين المخطوفين تمكن من الفرار من خاطفيه خلال مطاردة الجيش قوات التمرد التي هاجمت مدينة برام أخيراً، ووصل الى منطقة حكومية، موضحاً ان المخطوف الآخر تمكن ن الفرار ايضاً. وفي أسمرا، اتهمت "حركة تحرير السودان" القوات الحكومية بارتكاب مجزرة شمال دارفور وقتل العشرات. وأكدت مصادر في الأممالمتحدة "استمرار ميليشيات الجنجاويد الموالين للحكومة في حرق القرى". وقالت ان 14 جندياً مسلحاً اغتصبوا 41 تلميذة ومدرّسة في منطقة طويلة، مشيرة الى خطف 16 تلميذة الاسبوع الماضي. وفي السياق ذاته أكد رئيس "حركة تحرير السودان" المحامي عبدالواحد محمد نور ل"الحياة": "مقتل أكثر من 100 مدني في مجزرة جديدة، في منطقة كورمة على بعد 14 كيلومتراً من مدينة الفاشر في شمال دارفور". وأوضح: "ان المجزرة تمت عن طريق القصف الجوي والمدفعي المكثف طيلة اليومين الماضيين". وأشار نور الى استمرار المواجهات المسلحة بين المتمردين والقوات الحكومية.