أكد الرئيسان السوداني عمر البشير ونظيره التشادي إدريس دبي، أمس، «طي صفحة الخلافات نهائياً» بين البلدين بعد نحو خمسة أعوام من التوتر والقطيعة بسبب اتهام كل بلد للآخر بدعم مجموعات مسلحة متمردة. وفي وقت حذّر الرئيس البشير من أن معارضي التقارب السوداني - التشادي، والذين لم يسمهم،- سيتدخلون مجدداً من أجل نسف العلاقات، دعا الرئيس دبي متمردي دارفور إلى وقف الأعمال العدائية في الإقليم السوداني المجاور للحدود مع بلاده، وأكد دعمه المفاوضات التي تُحضّر لها الوساطة القطرية - العربية - الافريقية في الدوحة بين متمردي دارفور والحكومة السودانية. كما كان لافتاً أن الرئيس التشادي دعا معارضي بلاده الذين يتخذون من السودان قاعدة انطلاق لهم إلى العودة إلى بلادهم والمشاركة في الحياة السياسية بما في ذلك الانتخابات المقبلة، متعهداً ضمان أمنهم وسلامتهم في حال التزموا دستور البلاد. وقال البشير في مؤتمر صحافي مع دبي في مطار الخرطوم في ختام زيارة الرئيس التشادي التي استمرت يومين: «بهذه الزيارة وضعنا حداً نهائياً للمشاكل بيننا... وأقول لشعبينا في السودان وتشاد نحن بهذا طوينا صفحة المشاكل بيننا نهائياً واتفقنا على العمل سوياً لتحقيق الأمن والاستقرار وجعل الحدود بيننا منطقة لتبادل منافع». واضاف: «عندما أُبلغنا بأن الرئيس دبي سيأتي إلى الخرطوم فوجئنا ولكنها مفاجأة سارة ولكنها غير مستغربة». ووجه دبي نداء عاجلاً إلى حاملي السلاح في دارفور لوقف العدائيات. وقال إن حكومته ترى أن منبر الدوحة هو الأفضل لحل أزمة دارفور وإن تشاد «تقف مع هذه الجهود من دون تحفظ». ودعا الخرطوم إلى التحلي بالمرونة وتشجيع المتمردين على الحوار لإلقاء السلاح والعودة الى وطنهم. وكان البشير ودبي اجريا اتصالات هاتفية مع زعماء عرب، خصوصا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك وامير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني. وفي الدوحة، رحّب رئيس وفد «حركة العدل والمساواة» الى مفاوضات دارفور في العاصمة القطرية أحمد تقد بالتطور الحاصل في العلاقة التشادية - السودانية. وقال: «نحن موجودون داخل السودان وكذلك معسكراتنا هناك، ولا تأثير أبداً لا من قريب أو بعيد لتطبيع العلاقات (بين الخرطوم ونجامينا) على حركة العدل، بل نحن المستفيد الأول من ذلك». ومعروف أن «حركة العدل» تُعتبر من أقرب فصائل التمرد في دارفور إلى الحكم التشادي وينتمي زعيمها خليل إبراهيم إلى قبيلة الزغاوة التي ينتمي إليها دبي.