هاريس: أسعى لخوض مناظرة ثانية مع ترامب    الأهلي يتغلّب على ضمك برباعية في دوري روشن للمحترفين    النصر يحقق أول فوز تحت قيادة بيولي بثلاثية في مرمى الاتفاق    غابري فيغا: عانينا كثيراً في المباراة واليوم افضل اداء لي مع الاهلي    هزة أرضية جنوب مدينة الشقيق قدرها 2.5 درجة على مقياس ريختر    رئيس جمهورية غامبيا يزور المسجد النبوي    أمانة القصيم توقع عقداً لمشروع نظافة مدينة بريدة    التعادل السلبي يخيم على مواجهة الخليج والفيحاء    ضبط مواطن بمحافظة طريف لترويجه أقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي    وزارة الداخلية تُحدد «محظورات استخدام العلم».. تعرف عليها    غوارديولا يعرب عن سعادته بعودة فودين للمشاركة في المباريات    بالزي السعودي.. «نيفيز» يعيد ذكريات زواجه    ب 2378 علمًا بلدية محافظة الأسياح تحتفي باليوم الوطني ال94    أمين الشرقية يدشن مجسم ميدان ذاكرة الخبر في الواجهة البحرية    برعاية وزير النقل انطلاق المؤتمر السعودي البحري اللوجستي 2024    جمعية إسناد تنفذ مبادرة نسمعهم لمستفيديها ذوي الاعاقة السمعية    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تحتفي باليوم الوطني 94 بفعاليات تشكيلية وسينمائية وتراثية وثقافية    مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ينظم مؤتمره الدولي الثالث    المراكز الصحية بالقطيف تدعو لتحسين التشخيص لضمان سلامه المرضى    جيش إسرائيل يؤكد مقتل الرجل الثاني في حزب الله اللبناني إبراهيم عقيل    نائب الشرقية يتفقد مركز القيادة الميداني للاحتفالات اليوم الوطني    المركز الوطني للأرصاد يحذر من المعلومات الفردية غير الرسمية عن مناخ المملكة    زعلة: ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الانتماء وتجدد الولاء    "الصندوق العالمي": انخفاض معدلات الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز والسل والملاريا    حركة الشباب تستغل النزاعات المحلية الصومالية    الذهب يرتفع بعد خفض سعر الفائدة.. والنحاس ينتعش مع التحفيز الصيني    حافظ :العديد من المنجزات والقفزات النوعية والتاريخية هذا العام    خطيب المسجد النبوي: يفرض على المسلم التزام قيم الصدق والحق والعدل في شؤونه كلها    "رفيعة محمد " تقنية الإنياغرام تستخدم كأداة فعالة لتحليل الشخصيات    خطيب المسجد الحرام: أعظم مأمور هو توحيد الله تعالى وأعظم منهي هو الشرك بالله    محافظ بيش يطلق برنامج "انتماء ونماء" الدعوي بالتزامن مع اليوم الوطني ال94    أمطار متوسطة على منطقة المدينة المنورة    محافظ حفرالباطن يرأس المجلس المحلي    وظيفةُ النَّقد السُّعودي    جمعية النشر.. بين تنظيم المهنة والمخالفات النظامية المحتملة    إسرائيل - حزب الله.. هل هي الحرب الشاملة؟    «الجيولوجيا»: 2,300 رخصة تعدينية.. ومضاعفة الإنفاق على الاستكشاف    5 محاذير عند استخدام العلم السعودي    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    التزامات المقاولين    الذكاء الاصطناعي يقودني إلى قلب المملكة    أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة    ماكرون: الحرب في لبنان «ليست حتمية».. وفرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين    قصيدة بعصيدة    جوشوا ودوبوا يطلقان تصريحات التحدي    مصادرة صوت المدرجات    حروب بلا ضربة قاضية!    قراءة في الخطاب الملكي    سوق المجلس التراثي بشقراء يواصل استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني 94    صحة جازان تدشن فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى"    أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    نائب أمير منطقة جازان ينوه بمضامين الخطاب الملكي في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى    اليابان تحطم الأرقام القياسية ل"المعمرين"    هيئتا الأمر بالمعروف في بلجرشي والمخواة تفعّلان برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد في حديث الى "الحياة" أن تنحي صدام خيار مطروح لكنه لن يقبل به ... وأن فرنسا وروسيا ستلجآن إلى الفيتو . أنان يستبعد إمكان الحل الديبلوماسي في العراق
نشر في الحياة يوم 07 - 03 - 2003

توقّع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في حديث خاص ل"الحياة" إمكان لجوء فرنسا وروسيا إلى استخدام حقّ النقض الفيتو في مجلس الأمن لمنع إصدار قرار ثان يتيح استخدام القوة ضدّ العراق. وفيما حذّر من انقسام داخل المجلس وما لذلك من آثار سلبية على الولايات المتحدة من حيث الشرعية والدعم الدوليين مشدداً على أنّ الشرعية الحقيقية الوحيدة في العالم هي لمجلس الأمن، أعرب عن استعداده للتوجّه إلى العراق في مسعىً أخير لحلّ الأزمة لكنه استبعد ذلك باعتبار أنّ الأوان قد فات. كما استبعد أنان أيضاً إمكان تنحّي الرئيس العراقيّ صدام حسين رغم أنّه اعتبره خياراً متاحاً. ونفى الأمين العام للأمم المتحدة أن تكون الولايات المتحدة أطلعت أو وافقت على منح مهلة 48 ساعة لإجلاء العاملين الدوليين من العراق قبل البدء بالعمليات العسكرية وقال إنّ هذه العمليات قد تسفر إضافة إلى الضحايا عن حوالى 1.2 مليون نازح وأنّها ستجبر الأمم المتحددة على تأمين الغذاء لنحو عشرة ملايين عراقيّ، مشيراً إلى أنّ اتفاق النفط مقابل الغذاء يوفّر الآن الغذاء لحوالى 60 في المئة من العراقيين. وفي ما يأتي نص الحوار:
تحدّث الدكتور هانس بليكس عن خطط طارئة لإجلاء المفتشين في حال أصبحت الحرب أمراً واقعاً. ألديكم خطط ماثلة لبقية موظفي الأمم المتحدة تنفّذ في غضون الثماني وأربعين ساعة المقبلة؟
- لدينا خطط طارئة دائماً لموظفينا في حال اندلاع الحرب. طبعاً نأمل جميعاً ألا تندلع، ولكن علينا أن نكون جاهزين فلا نؤخذ على حين غرة.
48 ساعة. أتلك المدّة الزمنية التي يتحتّم عليك فيها إيصال موظفيك إلى برّ الأمان؟
- ليس بالضرورة، ليست لدينا مدّة زمنية محدّدة بثمانية وأربعين ساعة أو 72 ساعة أو ما شابه إلا أنّنا جاهزون لإخلاء المكان إن كان علينا ذلك.
ما هو التدبير الذي سيعتمد؟ ما الذي سيحصل؟ هل ستخبرك الولايات المتحدة بذلك مسبقاً، على سبيل المثال، فتطلع الأمم المتحدة بدورك، أم ثمة سيناريو آخر؟
- سبق أن سحبنا موظّفينا في حالات أخرى. طبعاً في هذه الحال يبدو واضحاً أنّ الحرب آتية لا محالة لذا نودّ إجلاء مفتشينا قبل بدايتها. وآمل أن يعطوننا وقتاً معقولاً للتمكّن من التحرّك.
قال بليكس: "إذا لم يكن هناك من عراقيل". أتشعر بقلق حيال إمكان وضع العراقيين عراقيل أما موظفي الأمم المتحدة في العراق؟
- آمل ألا يفعلوا، لأنّ موظفي الأمم المتحدة خصوصاً أولئك العاملين في إطار برنامج "النفط مقابل الغذاء" وغيرهم موجودون في العراق للعمل مع الشعب العراقيّ على تحسين الحالة الإنسانية في هذا البلد. لذا لا ينبغي اعتبار هؤلاء أعداء للمصالح العراقية. آمل ألا يحصل ذلك.
هل ستطلب ضمانات من هذا النوع؟
لم أطلب ضمانات من هذا النوع وآمل أن يتنبّهوا إلى ضرورة عدم احتجاز هؤلاء أو الحؤول دون مغادرتهم البلاد.
لقد أشرت إلى غياب وثيقة أو خطة في الأمم المتحدة حول نظام العراق بعد الحرب. إلا أنّك أوضحت أنّ واجبك الأخلاقيّ يحتمّ عليك ضرورة التزوّد بخطط مماثلة. هل فكّرت بعض الشيء بهذا الموضوع وما فحوى تفكيرك؟
- أشرت بدقّة إلى أنّنا حضّرنا أنفسنا على الصعيد الانسانيّ استناداً إلى ما عهدناه من أزمات في الخليج في الفترات السابقة، بحيث نتمكّن من مساعدة الشعب العراقيّ. يعيش حوالى 60 في المئة من الشعب العراقي بمساعدة برنامج النفط مقابل الغذاء. وعلينا القيام بجهد كبير عند نشوب الحرب وأثناءها وبعدها لتوفير المعونة الغذائية لحوالى 10 ملايين شخص. وقد يقع على عاتقنا الاهتمام بحوالى مليوني نازح وقد يعبر حوالى 1.2 مليون شخص الحدود فيصبحوا بذلك من اللاجئين. ولا شكّ في أنّ الوضع الحالي هشّ فأرقامنا تشير إلى افتقار حوالى 5 ملايين شخص للمياه الصحية أو الصرف الصحيّ. وطبعاً ثمة مليون طفل يعانون من سوء التغذية المزمن. يبدو واضحاً بالتالي أنّ عدم جاهزيتنا لمواجهة أيّة أزمة إضافية سيزيد من مأساة الشعب العراقيّ وتلك من أهم اهتماماتنا. لذا تركّز خططنا الطارئة على الناحية الانسانية من الموضوع. أما بالنسبة إلى العراق ما بعد الحرب فبما أنّ مجلس الأمن لم يتّخذ أي قرار حول هذا الموضوع فقد تفادينا البحث في هذه المسألة. لقد تبادلنا الأفكار بعض الشيء حول ما ينبغي القيام به.
لا خطط سرية
يفترض وجود خطة سرية إن لم يكن على مكتبك فعلى مكتب نائبتك لويز فريشيت.
- لا خطة للأمم المتحدة في شأن الإدارة العراقية لما بعد الحرب أو هندسة شاملة حول كيفية إدارة العراق بعد مرور الأزمة. ثمة أفكار مبدئية طلب إليّ بعض زملائي إلقاء نظرة عليها والتفكير في القضايا التي سنواجهها في حال نشوب حرب حازت على موافقة مجلس الأمن أو في حال نشوب حرب لم يوافق عليها مجلس الأمن وما هي موجباتنا في الحالتين.
إذا ما توافرت هذه الظروف متى برأيك سيكون للأمم المتحدة دور في العراق؟ ثلاثة أشهر بعد نشوب الحرب مثلاً؟
- ذلك قرار يعود إلى مجلس الأمن ولا أعرف ما الذي سيفعله المجلس.
تباحثت بنفسك أو على الأقلّ تباحثت نائبتك مع جاي غارنر المتقاعد الذي يقال إنّه قد يصبح الحاكم الأميركي في عراق ما بعد صدام حسين. أتعتقد أنّ الإدارة الأميركية تحبّذ تدخلاً سريعاً من الأمم المتحدة أو بعد ثلاثة أشهر؟
- لا أعرف، لأنّني لم أتباحث معها في هذا الشأن. كما أنّ اللقاء الذي عقده جاي غارنر مع لويز فريشيت كان استيضاحياً ولم يركّز على هذا الموضوع بالضرورة لذا ليست لدي أدنى فكرة عمّا سيحصل.
أيمكنك التنبؤ في حال اقتضت الحاجة بالنموذج الذي سيصبح عليه العراق؟ أسيتبع في شأنه نموذج أفغانستان مثلاً عبر تعيين شخص مثل الأخضر الابراهيمي، أو أنّ دور الأمم المتحدة سيكون أوسع؟
- أعتقد أنّ لكلّ نزاع خصائصه وليس لأيّ كان أن يدّعي أنّ ما يلائم أفغانستان أو كوسوفو أو تيمور الشرقية سيكون ملائماً للعراق. كما أنّه علينا التعمّق في المسألة العراقية بحدّ ذاتها بغضّ النظر عن النزاعات الأخرى.
لا بدّ أنّك اطلعت على بيان باريس الصادر عن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وروسيا. ما رأيك به؟ ما الذي قرأته بين سطوره؟
- أعتقد أنّ موقفهم واضح. فهم أعلنوا رفضهم دعم القرار الموضوع على الطاولة. وأشاروا إلى استعدادهم لتحمّل مسؤولياتهم في حال اقتضت الحاجة.
أيعني ذلك بالنسبة إليك أنّهم سيستخدمون حقّ النقض؟
- هذا ما يفترض أن يعنيه البيان.
أطرح هذا السؤال لأنّ بعض المسؤولين الأميركيين يفسّرون البيان بطريقة مختلفة. يقول هؤلاء إنّ البيان أشار إلى عدم سماحهم بإصدار قرار يخوّل باستخدام القوة، ويشير الأميركيون إلى أنّ المسودة الأميركية لا تشير إلى استخدام القوة.
- أعتقد أنّه يحقّ لهم أن يفسّروا بيان باريس كما يشاؤون.
لكن تفسيرك الشخصيّ إنه رفض للحرب.
- هذا ما قرأته بين سطور البيان.
وحدة مجلس الأمن
إذاً ما هو الوقع الذي سيخلّفه ذلك على رغبتك الدائمة في توفير الوحدة بين أعضاء مجلس الأمن؟
- حاولت جاهداً في الأسابيع الماضية وما زلت أحاول مع أعضاء المجلس سواء هنا أو في العواصم الأخرى إيجاد تسوية وردم الهوة بينهم والمضي قدماً. مررنا بتجربة مماثلة مع القرار 1441 وكنا نعتقد أنّنا لن ننجح في مسعانا إلا أنّ القرار اتّخذ بالإجماع في نهاية المطاف. لكنّ هذا الوضع أكثر دقة وصعوبة بسبب تصلّب المواقف. وأجريت محادثات مع قادة عديدين وبالطبع كان هناك تباين في المواقف إلا أنّهم مقتنعون بوجهات النظر هذه وهم صادقون في شأنها لذا من الصعب تغيير موقفهم حول المسألة المطروحة.
ألديك أمل بالتوصّل إلى تسوية؟
- لم نتوصّل إلى تسوية بعد إلا أنّني لا أدخّر وسعاً للوصول إلى تسوية ولا تخور عزيمتي في ما يتعلّق بحشد الجهود ولكننا نفتقر إلى تسوية منذ اليوم ولا يمكننا التنبؤ بما يحصل في الأسبوع المقبل.
لا شكّ في أنّك سمعت عن الفكرة - أو أنّك صاحبها وأرجو أن تخبرني إن كنت كذلك - القائلة ان بعد اتخاذ قرار، في حال تمّ الاتفاق على ضرورة اتخاذ قرار ستعطى فترة 48 ساعة كإنذار قبل القيام بأيّ عمل عسكريّ. بمعنى آخر لن تقوم الولايات المتحدة بأي عمل عسكريّ قبل انقضاء مهلة 48 ساعة من تبنّي القرار.
- لم أشارك في أيّ محادثات حول هذا الموضوع.
أتعتقد أنّ هذا الأمر سيحلّ المشكلة وأنّ الأمم المتحدة ستتخذ قراراً في هذا الشأن؟
- لم نتوصّل إلى حلّ في الأسابيع الماضية ولا أرى كيف يمكن التلميح الى امكان التوصل اليه في غضون 48 ساعة.
أتعتقد إذاً أنّنا نتّجه نحو انقسام في المواقف ضمن مجلس الأمن وإمكان مضيّ الولايات المتحدة بحرب أحادية؟
- نشهد انقساماً في مجلس الأمن حالياً. أشارت الولايات المتحدة إلى رغبتها في اعتماد قرار كما أنّها أشارت إلى إمكان خوضها الحرب مع أو من دون قرار من مجلس الأمن، وحده المستقبل كفيل بإخبارنا بما ستؤول إليه الأمور.
عندما تتحدّث عن ضرورة الوحدة في الأمم المتحدة وصدقيتها أتحثّ بصورة غير مباشرة طرفاً أو بعض الأطراف على القيام بتنازلات؟ بمعنى آخر أتريد من فرنسا وروسيا وألمانيا أن تخفّف معارضتها بما أنّ الولايات المتّحدة أوضحت أنّها ستخوض الحرب وحدها إن لم تحصل على موافقة الأمم المتحدة؟
- لا خلاف في وجهات النظر في ما يتعلّق بالمسألة الأساسية أي نزع أسلحة العراق وموجبات القيادة العراقية. فقد أجمع الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن على هذا الموضوع. بالتالي إذا كان ثمة إجماع على هذا الهدف المشترك يسهل إيجاد طريقة لتذليل الإختلافات والتقدّم بالموضوع وكما أشرت غالباً ما تكون فاعلية المجلس في أقصى درجاتها عندما يجمع الأعضاء حول هدف موحّد. كما أنّ التوصّل إلى أرضية مشتركة يفترض القيام بتنازلات ويحتّم ذلك تعديل مواقف البعض للتوصّل إلى موقف مشترك. كنت أتمنى أن نحقّق ذلك ولكننا بعيدون كلّ البعد عن هذا الهدف.
قال السفير الروسيّ لدى الأمم المتحدة سيرغي لافروف أنّ اتخاذ قرار أحاديّ من ما يدعى بتحالف الدول الراغبة بالحرب في شأن خوض الحرب، خارج نطاق الأمم المتحدة يعتبر بمثابة انتهاك للقانون الدولي.
- أعتقد أنّ من الواضح، وأوضحت ذلك مراراً، عندما يتعلّق الأمر بمسائل شاملة حول الأمن والسلام الدوليين، وهي مسائل تطاول الأسرة الدولية بأكملها، لا يسعك الابتعاد عن شرعية مجلس الأمن. وتعلّق الشعوب، وليس الحكومات وحدها، اليوم أهميةً كبرى على ضرورة القيام بعمل ضمن شرعية مجلس الأمن كما يتناهى إلينا من التظاهرات في مختلف أنحاء العالم. بالتالي وحدها شرعية مجلس الأمن هي الشرعية الحقيقية والتمتّع بها أمر ضروريّ بالنسبة الى الكثير من الشعوب والدول وآمل أن يتمكّن مجلس الأمن من حشد الجهود والتقدّم بجهوده على هذا الأساس.
الشرعية الدولية
ولكن إذا قرّرت الولايات المتحدة أن تخوض الحرب أحادياً أتوافق سيرغي لافروف الرأي حين يقول إن ذلك منافٍ للقانون الدوليّ؟
- لا شكّ في أنّ الولايات المتّحدة ستفتقر إلى شرعية مجلس الأمن في حال خاضت الحرب أحادياً ولا شكّ في أنّ ذلك سينعكس على الدعم الذي سيوفّر لها للقيام بعمل عسكريّ. من جهة أخرى سبق وأشرت إلى أنّ الأمم المتحدّة ستعزّز صدقيتها بدرجة كبرى في حال نجحت في التحكّم بهذا الموضوع بفاعلية.
هل تأخّر العراق في إذعانه للمفتّشين؟
- سيتقدّم السيد بليكس بتقرير إضافي الجمعة. وأشار إلى وجود تطوّرات إيجابية مع التشديد على أنّ على العراق بذل المزيد من الجهود. وفي الواقع كان يمكن أن يقوم العراق بما يقوم به حالياً في وقت سابق، إلا أنّه اختار الإذعان اليوم، وهذا ما يبرّر وجهة نظر الدول الأعضاء التي تؤمن بوجوب إعطاء المفتشين فرصة سيّما وأنّها تأمل بأنّ الاستمرار في الضغط على العراق قد يؤدّي إلى نزع اسلحته سلمياً.
لا توافق إذاً بأنّ العراق فشل في انتهاز آخر فرصة قدّمها له القرار 1441؟
- هذا حكم يعود إلى مجلس الأمن. لقد أوضح القرار 1441 ان مجلس الأمن سيقرّر استناداً إلى تقارير المفتشين هل هناك خرق ماديّ إضافيّ فيتّخذ بالتالي التدابير اللازمة وما يترتّب من نتائج جديّة.
تدور الأحاديث حول الموضوع. وتخطّت الإمارات العربية المتحدة المحظورات بدعوتها الرئيس العراقيّ صدام حسين إلى التنحّي. أتعتقد أن تنحّي صدام هو الطريقة الوحيدة لتدارك الحرب؟
- ذلك أحد الخيارات المتوافرة إلا أنّني لست متأكداً من أنّ الرئيس صدام حسين سيتنحّى عن منصبه.
قابلت الرجل، ما الذي سيفعله برأيك؟
- لا أعتقد أنّه سيلجأ إلى بلد آخر.
أيمكن أن يطلب إليك مجلس الأمن الذهاب إلى العراق؟
- إنّني أؤمن بالنيات الحسنة بصفتي أميناً عاماً وبضرورة بذل ما أمكنني من جهود لحلّ المشكلة سلمياً. وبما أنّني أؤمن بأنّ الحرب كارثة بشرية وبأنّه لا ينبغي اللجوء إليها إلا عند انتفاء الوسائل الأخرى فإنّني لن أدّخر وسعاً في تقديم مساعدتي لتدارك الحرب ولكنّني لا أجد لمساعدتي من غرض في المرحلة الحالية.
إذاً فات الأوان.
- إذا كان لمساعدتي من فائدة لما ترددت في ذلك، لكنّني لا أجد كيف يمكننا استخدامها في الوقت الحالي.
أتعتقد أنّ العراق ما زال يملك أسلحة للدمار الشامل؟
- لا أعرف فهذا ما ينبغي أن يطلعنا المفتشون عليه.
أعطيت أسباباً مختلفة لشنّ هذه الحرب. فأوّل سبب كان يتمحور حول أسلحة الدمار الشامل، ثمّ وجود علاقة بين العراق والإرهاب وتنظيم القاعدة، ثمّ ضرورة تغيير النظام، ثمّ الديموقراطية. إذا ما شنّت الحرب ما هو السبب الحقيقيّ لها برأيك؟
- أعتقد أنّ المسألة الأساسية بالنسبة إلى الأمم المتحدة هي نزع أسلحة العراق. أما الأسباب الأخرى التي تعطى لشنّ الحرب فيصعب على الدول الأعضاء الأخرى قبولها. فهي لم تناقش هذه الأمور في مجلس الأمن وهي لم تتخذ مواقف حول الموضوع ولا ننتظر منها ان تتخذ موقفاً على هذه الأسس لذا تجدها تركّز على مسألة نزع الأسلحة.
برأيك، وأرجو أن تردّ بأكبر قدر ممكن من الصراحة وأنا أعرف أنّك في موقف حرج كونك الأمين العام للأمم المتحدة، ما هو شعورك الحالي؟ هل تعتقد أنّه يمكن إيقاف هذه الحرب في المرحلة الحالية؟
- حتى تبدأ لن نألو جهداً لإيقافها، ولا أدّخر وسعاً في سبيل ذلك.
خريطة الطريق
في ما يتعلّق بالملف الفلسطيني - الاسرائيلي، اشارت التقارير إلى النتائج الوخيمة الناجمة عمّا يعانيه الفلسطينيون. أتعتقد أنّكم بذلتم ما يكفي من جهد في هذا المجال؟
- إنّها مسألة مأسوية واعتقد أنّني بذلت جهوداً حثيثة مع شركائي في عملية السلام في الاتحاد الأوروبيّ، وروسيا الاتحادية والولايات المتحدة لحلّ المسألة. كنت أودّ لو تمّ إصدار "خريطة الطريق" رسمياً وثمة محادثات قائمة بين الأطراف حول هذه المسألة. إلا أنّ شركاءنا الأميركيين أشاروا إلى أنّهم يفضلون القيام بذلك بعد الانتخابات الإسرائيلية أو بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية. أشعر باستياء لعدم إحرازنا أيّ تقدّم في شأن المسألة الفلسطينية كما كان متوقعاً. أعتقد أنّنا نحلم جميعاً بقيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية جنباً إلى جنب إلا أنّنا لم نتّخذ أي خطوات ملموسة لتحقيق هذا الهدف.
حاولت بذل جهد بصفتك ممثلاً للأمم المتحدة ولكن ألا تعتقد أن الولايات المتحدة غيّرت موقفها في منتصف الطريق خصوصاً في ما يتعلّق بالخريطة؟
- لنقل أنّ الولايات المتحدة لم تكن جاهزة لدفع الموضوع إلى الأمام كما كنا نفعل. فعندما التقينا في واشنطن في العشرين من كانون الأول ديسمبر كنا نأمل بإصدار الخريطة رسمياً إلا أنّ الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لذلك، وبما أنّنا نعمل بتوافق الآراء عجزنا عن إصدارها لوحدنا. وعلى رغم أنّ الأطراف تملك نسخة عن الوثيقة إلا أنّها لم تستلمها في شكل رسميّ مع ما تحتويه من طلبات باتخاذ خطوات متزامنة لتحقيق هذا الهدف.
سؤالي الأخير: سمعت خطاب الرئيس جورج بوش وما قاله عن الخريطة والشروط المرتبطة بها. كما سمعت ما أوحى به من مسؤولية بعض الدول في المنطقة عن بعض الأعمال، فسّر البعض هذا الخطاب كتهديد لسورية. كما نشير إلى غياب ذكر السلام الشامل في خطابه. برأيك أيعني ذلك أولاً أنّ سورية هي التالية على لائحة العمليات العسكرية الأميركية المعنيّة؟ أتعتقد ثانياً أنّ ثمة فرصة لإحلال الديموقراطية في المنطقة كما أشار الرئيس الأميركي من دون معالجة مسألة الصراع العربي - الإسرائيلي؟
- أولاً لست على اطلاع بمحادثات السياسة الأميركية أو تخطيطها العسكريّ لذا لا يسعني الردّ مباشرةً على السؤال الذي طرحته حول سورية. أعتقد أنّ كل الدول والشعوب اليوم تعتنق الديموقراطية وترحّب بها. فقليلة هي الحكومات التي لا تعلن اتباعها الديموقراطية في حكمها بشكل أو بآخر. إلا أنّ الديموقراطية يجب أن تترعرع في ربوع البلاد نفسها وينبغي تشجيع الشعوب عليها. وقد يحصل هؤلاء على دعم ومساعدة من الأسرة الدولية ولكن كي تكون الديموقراطية طويلة الأمد عليها أن تنبع من صميم البلد نفسه. ونحن في الأمم المتحدة نساعد الحكومات على تعزيز مؤسساتها واحترامها لحقوق الإنسان وقد قدّمنا أخيراً تقريراً مهماً عن الشرق الأوسط لاقى ترحيباً من العالم عن كيفية مساعدتنا لهذه الحكومات والشعوب على تعزيز مؤسساتها الرسمية والانضمام إلى الاتفاقية الدولية. فمن المهم أن يعرف هؤلاء حقوقهم. واعتقد أنّ الشرق الأوسط شأنه شأن أي مكان في العالم يودّ اعتماد الديموقراطية والحرية وتوفير التعليم لأبنائه من الشباب وبناء المستقبل القائم على حكم القانون وتوفير الرفاه للجميع. إلا أنّ هذه القيادة ينبغي أن تنبع من قادة المنطقة أنفسهم.
أود أن أعرف إن كنت قلقاً وإن كنت تخشى على حياتنا في هذه الفترة؟
- تحدّثت مع الكثير من الناس، مسؤولين ومن عامة الشعب وثمة قلق فعلي والكثير من النيات الطيّبة. وطبعاً عندما تتعاطى مع مسائل تتعلّق بالحرب والسلام، مسائل تؤثّر في الأفراد وحياتهم، مسائل قد تنعكس سلبا على حياة هؤلاء وتقضّ مضجعهم، تشعر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقك فتكون قلقاً. كما أنّك تشعر بالقلق حتى إن لم تكن معنياً بالموضوع مباشرةً، تشعر بالقلق حيال ما قد يصيب إخوانك من البشر وحيال من يوقفك في الطريق طالباً إليك إيقاف الحرب. ما الذي نقوم به في هذا المجال؟ كيف يمكننا إيقاف الحرب؟ وتلك أسئلة ترافقك في النهار والليل وليست هذه المرحلة بفترة يسيرة ولكن علينا أن نتحلّى بالأمل ولدينا الكثير من العمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.