شهد العراق امس مواجهات عدة بين قوات الاحتلال والمقاومة في مدن عدة في تصعيد خطر للوضع الامني عشية الذكرى الاولى للحرب. وسجل انفجار جديد في فندق في البصرة واسقاط مروحية اميركية قرب الفلوجة التي شهدت مواجهات واسعة مع دخول قوات اميركية المدينة. وقتل رجل اعمال عراقي متعاون مع قوات الاحتلال، فيما قتل ثلاثة من العاملين في محطة تلفزيون تتلقى دعماً من سلطة التحالف. أكدت مصادر طبية مقتل ثلاثة أشخاص، احدهم اقتصت منه الحشود معتقدة انه مدبّر الانفجار، وجرح ثلاثة آخرون أمس، في انفجار قرب احد فنادق وسط مدينة البصرة. واكدت الطبيبة منال نصاح في قسم الطوارئ في مستشفى الصدر الجامعي "تسلمنا قتيلين ورجلاً قضى بعد تعرضه للضرب من قبل الحشود التي كانت تعتبره مشبوهاً. وتوفي لدى وصوله الينا". واكد الملازم الاول حيدر عبد المهدي أن "الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة من نوع مرسيدس 200 قرب فندق البراق في شارع الاستقلال في وسط المدينة". ويستخدم الجيش البريطاني المسؤول عن الامن في البصرة ومسؤولو الادارة المدنية بالمدينة الفندق بانتظام في عقد لقاءات مع الصحافيين. ووقع الانفجار امام فندق متواضع من ثلاثة طوابق تم ترميمه مؤخرا ويتردد عليه العراقيون بشكل عام. هجوم بغداد وجاء هذا الانفجار غداة الاعتداء بسيارة مفخخة ضد فندق جبل لبنان في وسط بغداد اسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وشكل انفجار ساحة كهرمانة وسط بغداد الذي استهدف ليل أول من أمس فندق "جبل لبنان" الذي يقع قربها، صدمة خاصة في الشارع العراقي ومخيباً لأمال الذين كانوا يشعرون ببعض الطمأنينة عند حلول المساء. وقال مصدر أمني كردي ل "الحياة" ان بين 16 و18 سيارة مفخخة موجودة وتتحرك داخل مناطق في بغداد، وأن "أجهزة أمن بعض الاحزاب تتابع بعض هذه السيارات بعد ورود معلومات عن اوصافها".وقال عقيل الطائي، المسؤول البارز في حزب المؤتمر الوطني العراقي، ل "الحياة" إنه "طالما لم تجر عمليات تفتيش عن هويات الاشخاص في العراق، فإن الوضع الامني مرشح دائماً للتدهور"، ملمحاً الى احتمال اللجوء الى هذا الاجراء في الفترة المقبلة. وقال سمير أبي سعد، وهو احد شريكين لبنانيين يملكان الفندق، إن الفندق الذي دمر بالكامل في الانفجار كان يضم 30 غرفة في أربعة طوابق. وكان يعمل فيه 40 عاملاً عراقياً. وأصيب جهاد عزام، وهو شريك ابي سعد في الحادث. وتم نقله بعد ظهر أمس بالطائرة الى بيروت بعد تدخل القنصل اللبناني حسن حجازي الذي قال ان لبنانياً آخر يدعى جهاد ابي صالح أصيب في الحادث. ودار جدل حول العدد الحقيقي للقتلى والجرحى في وقت أكد الاميركيون أن العدد بلغ 27 قتيلاً و48 جريحاً. وأعلنت سلطات الاحتلال ووزير الصحة العراقي خضر عباس امس، ان ستة عراقيين وبريطانياً قتلوا وجرح 35 شخصاً في الاعتداء الذي استهدف الاربعاء فندقا في بغداد. وقال جنرال اميركي في مقابلة مع شبكة "اي بي سي" الاميركية للتلفزيون ان الاعتداء قد لا يكون هدفه الفندق الذي انفجر قربه في بغداد ليل الاربعاء. وقال الجنرال مارك كيميت مساعد مدير العلميات في قوات الائتلاف ان "إنفجار السيارة عندما كانت في وسط الطريق قد يدل على ان الفندق لم يكن مستهدفاً. يبدو ان السيارة لم تستطع الوقوف امام الفندق لكي تنفجر. ربما كان الارهابي يستهدف مكاناً آخر". الفلوجة وفي الفلوجة جرت مواجهات عنيفة استهدفت قوات المارينز الجديدة التي كانت تقوم أمس بأولى عمليات الانتشار في المدينة. وسقطت طائرة مروحية بعد الظهر بعدما تم ارسال تعزيزات جوية لمساندة القوة التي كانت ترافق المقدم درينكواين، قائد القوات الاميركية في الفلوجة والحبانية، خلال لقائه اعضاء مجلس الحكم المحلي. وتعرضت القوة التي أحاطت بمكان الاجتماع الى قصف بالهاون من ثلاث جهات وعلى هجمات بالقذائف المضادة للدروع ما أدى الى تدمير احدى المركبات وسقوط عدد من الاصابات في صفوف الجنود الاميركيين الذين حوصروا نحو الساعة. وتعرض رتل عسكري أميركي كان ماراً على الطريق السريع قرب حي الشهداء في الصقلاوية، شمال الفلوجة، إلى انفجار عبوة ناسفة من دون أن يسفر عن وقوع خسائر. وقامت القوات الأميركية باطلاق النار بصورة عشوائية ما أدى الى إصابة مواطن عراقي بجروح نقل على اثرها الى المستشفى. كذلك تعرضت قوة أميركية لهجوم بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة في الساعة العاشرة من صباح أمس، اثناء مرورها في الحي الصناعي في الفلوجة، بالقرب من معمل العلف. وقال علي محمد وهو أحد عناصر الشرطة كان في مكان الهجوم ان طفلا وشيخا من عشيرة اللهيب قتلا بنيران القوات الاميركية التي انطلقت بصورة عشوائية. وحلقت طائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة فوق الموقع الذي شهد توترا شديد على حد قول الشرطي. ودعا منشور وزع في الفلوجة امس، يحمل اسم "مجاهدي الفلوجة" المواطنين الى الابتعاد عن الدوريات الاميركية خلال دخولها المدينة متوعدا بتوجيه ضربة عنيفة لأي دورية تدخل المدينة. وأضاف ان ذلك رد على المداهمات الاميركية للمساجد في الفترة الماضية. مقتل جنديين اميركيين وأعلن بيان عسكري اميركي امس مقتل جنديين اميركيين وجرح ستة في هجوم بالهاون في شمال بغداد. وأوضح البيان ان "جنديا في قيادة قوات المساندة الثالثة الثالثة عشرة قتل وجرح سبعة آخرون في الهجوم بقذائف الهاون وقع الاربعاء واستهدف قاعدة سيتز اللوجستية" قرب مطار بغداد. مقتل رجل اعمال متعاون وفي الموصل،اعلنت الشرطة المحلية انه تم العثور على جثة رجل اعمال عراقي من الموصل يعمل مع القوات الاميركية غرب هذه المدينة الواقعة في شمال العراق. وصرح الضابط محمد ثانون "اختفى هادي فادي 23 سنة قبل ثلاثة ايام وعثر عليه مذبوحاً ومشوه الوجه". واضاف ان الشرطة فتحت تحقيقا مؤكداً ان كل ممتلكات القتيل تركت في مكان القيت فيه جثته. وتشهد الموصل اعمال عنف يومية تستهدف رجال الشرطة وبدأت تستهدف أخيراً اجانب وعراقيين يتعاملون مع التحالف. محطة تلفزيون وفي بعقوبة، قال مسؤولون في محطة تلفزيون عراقية تمولها الولاياتالمتحدة ان مسلحين اطلقوا النار امس، على حافلة ركاب صغيرة تقل موظفين يعملون بالمحطة الواقعة شمال شرقي العاصمة بغداد مما اسفر عن مقتل ثلاثة واصابة ثمانية آخرين. وقال المسؤولون ان موظفي محطة تلفزيون ديالى كانوا في طريقهم الى العمل بالمحطة عندما ترجل مسلحون كانوا داخل سيارة اخرى وأطلقوا النار. وشهدت الاستعدادات للذكرى السنوية الاولى لبداية الحرب التى قادتها الولاياتالمتحدة على العراق والتي تحل السبت تزايداً في الهجمات المميتة ضد الرعايا الأجانب في العراق وايضاً ضد عراقيين ممن ينظر اليهم على انهم متعاونين مع الاحتلال. وتعد محطة تلفزيون ديالى واحدة من قنوات تلفزيونية عراقية عدة انشئت بمساعدة من الادارة الاميركية للعراق . واعلنت الشرطة في كركوك شمال العراق ان شخصين قتلا بينما كانا يحاولان زرع متفجرات على جسر استراتيجي على نهر الزاب شمال شرق كركوك. وقال الضابط في الشرطة كريم علي جبوري انه "عُثر في المكان على جثتي شخصين يرتديان زياً تقليدياً عربياً وشحنات ناسفة". واضاف ان "الجثتين مشوهتان ومن الصعب التعرف عليهما".