سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتقال 134 شخصا في الموصل والانبار وايطاليا تؤكد استمرار مساهمتها العسكرية . مقتل جندي اميركي وإصابة اثنين في بغداد واستمرار اغلاق المقر العام لقوات الاحتلال في البصرة
قتل جندي اميركي وجرح آخران في انفجار عبوة ناسفة امس في بغداد، وجرح جندي آخر في انفجار في الفلوجة، وأصيب ثلاثة عناصر من الشرطة العراقية في هجوم بقذائف الكاتيوشا على مقرهم في كركوك. وواصلت القوات الاميركية عمليات الدهم واعتقلت 67 شخصاً في الموصل و67 آخرين في محافظة الانبار. وفيما تظاهر عراقيون أمس امام المقر الذي قتل فيه 19 جندياً ايطالياً في الناصرية أكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني عزم بلاده على مواصلة عمل الوحدة الإيطالية ضمن قوات التحالف. وأبقي المقر العام للتحالف في البصرة مغلقاً أمس بهدف مراجعة الاجراءات الامنية. وطالبت البرتغالالولاياتالمتحدة وبريطانيا بإطلاق الصحافي البرتغالي. أعلنت ناطقة عسكرية أميركية ان جندياً اميركيا قتل واصيب اثنان آخران بجروح في انفجار عبوة ناسفة امس لدى مرور دوريتهم في بغداد. واشار شهود الى وقوع الانفجار في حي تونس شمال شرقي بغداد، موضحين انه أدى الى اصابة جنود عدة وتضرر آلية "هامفي". وبمقتل الجندي يصل الى 161 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في معارك في العراق منذ الاول من ايار مايو تاريخ اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش نهاية العمليات العسكرية الرئيسية في العراق. وقال مسؤولون عسكريون اميركيون ان قواتهم تواجه الآن نحو 30 هجوماً يومياً في العراق. وردت القوات الاميركية في بغداد بشن عملية تحمل اسم "المطرقة الحديد" خلال الايام الثلاثة الماضية باستخدام قصف جوي لتدمير مبان يقولون ان المقاومين يستخدمونها. وقال شاهد ان جنديا اميركيا اصيب بجروح أمس في انفجار شحنة ناسفة لدى مرور قافلة عسكرية في الفلوجة. وقال العامل احمد علي حسين 28 سنة: "اصيب جندي اميركي بجروح والسيارة التي كان يستقلها بأضرار". ووقع الحادث على الطريق السريع بين بغداد والرمادي على بعد عشرة كيلومترات من مدينة الفلوجة غرب بغداد. ودوى انفجار قوي سمع في وسط بغداد أمس، فيما ارتفعت سحابة من الدخان الاسود في الهواء بعد الانفجار من منطقة قريبة من مقر الادارة الاميركية في بغداد، فيما حلقت مروحيتان اميركيتان في سماء المنطقة قرب المجمع. وقال ناطق من الفرقة الاولى المدرعة الاميركية المسؤولة عن الامن في العاصمة العراقية ان وحداتها اطلقت قذائف هاون على مقاومين في التوقيت نفسه تقريباً الذي سمع فيه دوي الانفجار. موضحاً: "اطلقنا قذائف مورتر قبل 20 دقيقة تقريباً ولكن ليس قرب المجمع". واضاف انه ليست لديه معلومات عن الانفجار. وأشار شهود الى ان الانفجار وقع قرب المتحف الوطني في بغداد وشوهد دخان اسود يتصاعد قرب المتحف. وفي كركوك قال ضابط في الشرطة العراقية ان ثلاثة من عناصر الشرطة اصيبوا بجروح فجر أمس في هجوم بقذائف الكاتيوشا على مركزهم في كركوك شمال العراق. وقال حسين حسن علاوي، الضابط في مركز شرطة العروبة: "اصيب ثلاثة من عناصر الشرطة بجروح، اثنان اصابتهما بالغة، اثر سقوط صاروخي كاتيوشا واحد على مدخل المركز والثاني على الطريق المؤدي اليه". واضاف ان القذائف اطلقت من خارج المدينة التي تقع على بعد 225 كلم شمال بغداد. وكانت شرطة مركز العروبة، الذي يقع شرق المدينة، اوقفت في 22 تشرين الاول اكتوبر "العقل المدبر" المفترض لهجمات عدة نفذت ضد قوات التحالف والشرطة العراقية في منطقة كركوك، وهو علي محمد علي 35 عاما بحسب مسؤولي مركز العروبة. وسلم المشتبه فيه الى القوات الاميركية التي نقلته الى قاعدتها في مطار كركوك. ولا تزال الشرطة تبحث عن أربعة اشخاص يشتبه في انهم شركاء له. وتشهد مدينة كركوك النفطية منذ اسابيع عدة هجمات متكررة على القواعد الاميركية ومراكز الشرطة استخدمت فيها عبوات ناسفة وقذائف هاون وقذائف مضادة للدبابات ار بي جي وكاتيوشا. اعتقالات في الموصل والانبار وذكر الجيش الاميركي في بيانين أمس ان القوات الاميركية اعتقلت 67 شخصا منذ الاربعاء في منطقة الموصل شمال و67 آخرين في محافظة الانبار غرب بغداد. وقال بيان ان جنود الفرقة 101 المجوقلة اعتقلوا الجمعة في منطقة الموصل ثمانية اشخاص يشتبه في انهم شنوا هجمات على التحالف، وذلك "بفضل معلومات قدمها مواطنون عراقيون". وبذلك يرتفع الى 67 عدد المعتقلين في منطقة الموصل منذ الاربعاء، حسب البيان. من جهة اخرى، ذكر البيان ان "التحالف من اجل الوحدة الوطنية العراقية"، وهو حركة تدعم الجهود الاميركية، قام بتسليم قوات التحالف الاميركي - البريطاني صاروخ ارض - جو و11 صاروخاً مضاداً للدبابات و38 قذيفة مضادة للدبابات آر بي جي. وفي محافظة الانبار، التي تضم مدينتي الرمادي والفلوجة، اشار بيان اميركي الى اعتقال 67 شخصا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. وقامت قوات الفرقة 82 المجوقلة ب163 دورية صادرت خلالها تسع قذائف من عيار 120 ملم و38 بندقية هجومية "كلاشنيكوف" وذخائر. الى ذلك، اتهم مزارعون عراقيون القوات الاميركية بتهديدهم بقصف منازلهم اذا لم يقدموا معلومات عن رجال المقاومة. وابلغ سبعة قرويين ان الجنود الاميركيين، الذين يشنون حملة جديدة ضد رجال المقاومة، يضغطون عليهم من اجل مساعدتهم في تعقب المقاتلين. وقال احمد محمد 30 عاماً: "جاؤوا الى هنا وطلبوا منا مساعدتهم في ضبط رجال المقاومة وإلا ستدمر طائراتهم منازلنا وسيتم اعتقالنا"، وأضاف: "لكنني مزارع ولست شرطياً. فماذا أفعل". وقال الناطق العسكري الاميركي اللفتنانت كولونيل جورج كريفو ان هذه ليست الطريقة التي تعمل بها القوات الاميركية. وأضاف: "هذه منطقة يوجد فيها بعض الناس الموالين للنظام السابق. ولا يعني مجرد قولهم ذلك انه حقيقي. يتعين على هؤلاء المزارعين التقدم بشكوى. وسيتم التعامل معها اذا كانت صحيحة". وقال مزراعون في مكان قريب من سجن ابو غريب قصفته القوات الاميركية انهم يدفعون ثمن صراع لم تظهر علامات على تراجعه. وكثيرا ما يطلق رجال المقاومة نيران الهاون على القوات الاميركية التي تتولى حراسة ذلك السجن. وقال جندي اميركي: "انهم يطلقون النار من كل مكان كل ليلة. ولكن الان قلت الهجمات لاننا استدعينا 300 جندي آخرين هنا". وامسك احمد محمد قطع شظايا من ثماني قذائف هاون اميركية أمام منزله وقال: "انهم يهددوننا فقط. انهم لا يبحثون عن المقاتلين انهم يستفزون فقط العراقيين". واشار مزارعون آخرون الى حفر نجمت عن سقوط قذائف في الحقول، وقالوا ان السياسة الاميركية، بالتشدد مع المقاتلين الذين تقول انهم موالون لصدام او متشددون اسلاميون أجانب، لن تؤدي إلا الى تأثير عكسي. وقال جاسم محمود: "لا يمكن للاميركيين ان ينتصروا على المقاومة، لان كل العراقيين يريدون خروجهم. كيف تستطيع الامساك بكل العراقيين". وكانت شبكة الأخبار "سي ان ان" التلفزيونية ذكرت نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية أن عضواً سابقاً في حزب البعث مسؤول عن تنظيم وتمويل الهجوم على فندق الرشيد في بغداد وعن إسقاط مروحية أميركية قرب مدينة الفلوجة. ونقلت عن تلك المصادر أن ما أسفر عنه استجواب بعض المعتقلين العراقيين فضلا عن معلومات أجهزة الاستخبارات تشير إلى أن خميس سرحان المحمدي هو مدبر الهجمات المذكورة. ويحمل المحمدي المسؤول البارز السابق في حزب البحث بمدينة كربلاء رقم 54 في القائمة الاميركية بأسماء المطلوب القبض عليهم من رموز النظام العراقي السابق. وتواصل أمس، ولليوم الثاني على التوالي، اغلاق المقر العام للتحالف في البصرة بهدف مراجعة الاجراءات الامنية اثر الاعتداء الدامي الذي استهدف قاعدة ايطالية في الناصرية. وقال الناطق باسم المقر العام للتحالف في البصرة دومينيك دانجلو: "لم نعاود فتح المقر. ولا يمكن لأي موظف عراقي الدخول". واضاف: "سنراجع الوضع اليوم وسنعاود فتح المقر غداً اليوم الاحد على الارجح". واوضح: "لا نعتقد ان ما جرى في الناصرية يمكن ان يحدث هنا في البصرة" بسبب اختلاف المباني التي يتمركز فيها التحالف. ففي الناصرية كان رجال الدرك الايطالي يحتلون مبنى من ثلاث طوابق يقع على شارع مزدحم في حين يتمركز التحالف في البصرة في قصر سابق لصدام حسين. واضاف: "لكن علينا التأكد من ان هجوما مماثلا لن يقع هنا. ولذلك يجب مراجعة الاجراءات الامنية". وتحاط معظم مكاتب التحالف وقواعده في البصرة بتحصينات كبيرة وتخضع لحراسة مشددة. غير ان المدينة كانت الاسبوع الماضي مسرحا لتفجيرات عدة. وطلبت الحكومة البرتغالية من السلطات الاميركية والبريطانية تقديم المساعدة من اجل العثور على الصحافي البرتغالي كارلوس راليرا الذي خطفه صباح الجمعة في العراق مسلحون بالقرب من الحدود الكويتية. وجاء في بيان لوزارة الداخلية البرتغالية ان "العسكريين البريطانيين يقومون حاليا بعمليات بحث في الضواحي التي وقع فيها الحادث في حين ان الحرس الوطني الجمهوري الدرك يتابع الوضع على الارض". وكان الموفد الخاص لاذاعة "تي اس اف" كارلوس راليرا قد خطف مع سيارة الجيب التي كان على متنها في حين اصيبت مراسلة التلفزيون الخاص "سيك" ماريا جواو رويل بجروح في ساقها خلال هجوم تعرضت له مجموعة من الصحافيين البرتغاليين في جنوبالعراق، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع الكويت. واشار البيان الى انه "تم تحذير الصحافيين من انهم في حال قرروا البقاء في العراق فإن البرتغال لا تملك الوسائل لضمان أمنهم خلال تنقلهم على الاراضي العراقية". كما طالبت منظمة "مراسلون بلا حدود" للدفاع عن حرية الصحافة بالافراج "الفوري وبلا شروط" عن الصحافي البرتغالي. وطالبت في بيان "القوات البريطانية التي تشرف على المنطقة استخدام كل وسائل البحث والتحقيق الضرورية للعثور بأسرع وقت ممكن على خاطفي الصحافي". وأعرب الامين العام للمنظمة روبير مينار عن "القلق على مصير هذا الصحافي"، مشيراً الى ان الظروف الامنية مقلقة كثيرا بالنسبة الى كافة الصحافيين العاملين في العراق". الى ذلك، أكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني عزم بلاده على مواصلة عمل الوحدة الإيطالية المتواجدة ضمن قوات التحالف في العراق. واشار الى ان ما تعرضت له الوحدة الاربعاء الماضي بفعل "عمل ارهابي لن يثنينا عن هذا العزم"، واضاف فراتيني "ان تظاهرات التضامن التي اعلن بها سكان الناصرية مع القوة الايطالية، دليل على العلاقة الودية التي تمكنا من بنائها مع العراقيين". واعتبر فراتيني "ما تقوم به بعض اجهزة الاعلام شبيهة بالحض على العنف والارهاب عندما تطلق على عدد من الارهابيين الذين يقتلون الابرياء صفة المقاومة" مشيراً الى ان "المقاومة هي غير هذه ولا ينبغي استغلال هذه الصفة للحديث عن الارهاب". جاء ذلك في مداخلة القاها وزير الخارجية الايطالي في ندوة علمية تحت عنوان "حوارات فينيسيا" نظمتها جمعية "ليبيرال" الايطالية. وذكرت محطة التلفزيون الايطالية الحكومية "راي" ان عدد القتلى الايطاليين في اعتداء الناصرية ارتفع الى 19 شخصاً بعدما وافقت عائلة عسكري ايطالي جريح، كان في حالة موت سريري في مستشفى في الكويت، على وقف الاجهزة التي تبقيه على قيد الحياة. وفي الناصرية تظاهر عراقيون أمس امام المقر الذي قتل فيه 19 ايطالياً وتسعة عراقيين الاربعاء في هجوم انتحاري، للتعبير عن تضامنهم مع قوات التحالف. ورفع المتظاهرون، ومعظمهم من الطلاب، لافتات كتب عليها "لا للارهاب نعم للحرية والسلام" و"هذا العمل الاجرامي سيوحدنا". وقال الاستاذ الجامعي نجم الطائي "جئنا لتقديم تعازينا لاسر الضحايا كما قمنا بتقديم تعازينا للاسر العراقية". وقال رئيس الجامعة رياض شنطا: "ندين هذا العمل الاجرامي. عملنا طوال الوقت مع الايطاليين لحماية السلام في المنطقة"، لكنه دعا الايطاليين الى نقل معسكراتهم الى خارج المدينة لتأمين أمنهم بشكل افضل وكذلك أمن السكان. ونقل 20 جريحاً الجمعة الى ايطاليا ومن المقرر ان تصل السبت جثث القتلى، في حين تستعد البلاد لتنظيم جنازة وطنية الثلثاء المقبل الذي أعلن يوم حداد وطني عندما تقام الجنازة في كنيسة سان بول احد اكبر الكنائس بروما.