اعتبر الرئيس السابق للجنة "انموفيك" هانز بليكس أن أهم الدروس المستفادة من الحرب على العراق أن نزع سلاح دولة عن طريق الحرب "صعب، وكذلك جلب الديموقراطية الى بلد عن طريق الاحتلال". ورأى كبير المفتشين السويدي ان التفتيش عن الاسلحة وسيلة فاعلة كما في حال العراق، وأن من الممكن استخدامه ايضاً في حال كوريا الشمالية. وعاد بليكس الى الاممالمتحدة بعد ثمانية شهور على تقاعده من قيادة فرق التفتيش، للترويج لكتابه الجديد "نزع سلاح العراق". وانتقد بشدة تضخيم الولاياتالمتحدة مسألة التهديد الذي شكله نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال بليكس في مؤتمر صحافي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك إن "صدام لم يكن يمثل خطرا على جيرانه، ولم يكن مهدداً للعالم. كان مرعباً لشعبه. هذه هي الحقيقة. آلة الدعاية أرادت ان تصوره كخطر ماثل لبقية العالم، وهذه مبالغة". وقال بليكس انه كان مقتنعاً مثل كثيرين نهاية عام 2002 بأن العراق يملك اسلحة دمار شامل "لأننا رأينا المراوغة العراقية لسنوات"، لكنه أوضح أن المفتشين عادوا الى العراق في تلك الفترة ولم يثمر بحثهم في المواقع التي اقترحتها عليهم اجهزة الاستخبارات الغربية في العثور على اي اسلحة. وزاد: "نتيجة لذلك زادت شكوكي" في وجود اسلحة دمار شامل في العراق. وأخرج المفتشون من البلد قبل وقت قصير من اندلاع الحرب في آذار مارس 2003، لكن بليكس قال انه عرف ان العراق لا يملك اسلحة بحلول أيار مايو الماضي، لأن الاميركيين حققوا مع عدد كبير من العلماء العراقيين وعرضوا مكافآت مالية في مقابل معلومات لكنهم لم يحصلوا على شيء. واتهم الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بتضخيم مسألة الاسلحة العراقية، وتضليل الرأي العام، واضاف انهما "كانا مقتنعين تماماً بوجود هذه الاسلحة في العراق". وعندما سئل بليكس هل كان يعتقد بأن الحرب كانت مقررة منذ سنوات، قال: "تخطيط مسبق، نعم. لكن، قرار مسبق، لا". واضاف ان "الامر مثل وضع عربة قطار على السكة الحديد، انها ستتحرك الى أمام، لكن هناك مهندساً في مكان ما يستطيع ابطاء سيرها، او وقفها. يعتمد ذلك على ما سيحصل". واعتبر ان صدام "أخطأ قراءة الاوضاع في بداية آذار 2003، واعتقد ان الحرب ليست قريبة". ورأى أن التظاهرات ضد الحرب ومعارضة عدد من الدول لها ربما كانت السبب في توصل صدام الى تحليل خاطئ. ولاحظ ان من النتائج التي اثبتتها الحرب، أن التفتيش كان ناجحاً لافتاً الى ان "النظام العراقي حوصر بواسطة مزيج من الضغط الخارجي والعسكري والديبلوماسي، وبوجود المفتشين داخل العراق. يبدو الامر الحصار ناجحاً من دون ان نكون نعلم ذلك". وختم بأن الدرس المستقبلي هو أن "التفتيش قد يكون مطلوباً في كوريا الشمالية".