بدأت القوات البريطانية الخاصة عملياتها في الجبال الوعرة في افغانستان لمطاردة فلول "طالبان" و"القاعدة" المختبئة هناك، فيما فتحت القوات الاميركية تحقيقاً في مقتل اربعة من عناصرها في انفجار خلال محاولتهم "تفكيك صواريخ" في منطقة قندهار. من جهة اخرى، نفت باكستان انباء عن طلب الولاياتالمتحدة موافقتها لشن غارات على الحدود الافغانية حيث قيل ان اسامة بن لادن مختبئ. إسلام آباد، بغرام، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - صرح مسؤولون بريطانيون امس، ان مئات من الجنود البريطانيين شنوا عمليات ضد قوات تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" في شرق افغانستان. وقال قائد الكتيبة البريطانية في قوات التحالف الدولي الجنرال روجر لين في قاعدة بغرام الجوية شمال كابول ان "هناك عدداً كبيراً من رجال الكتيبة الثالثة لفرق الكوماندوس يعملون في الجبال مع شركائنا في التحالف". وأكد الناطق باسم الكتيبة البريطانية الليوتنانت كولونيل بول هارادين ان مئات الرجال يعملون في الجبال في شرق افغانستان منذ "ايام عدة". وأوضح ان هؤلاء الجنود "شنوا عملية في منطقة معروفة بأنها معقل لتنظيم القاعدة وحركة طالبان وسيقومون بتطهير هذا القطاع" حتى لا يتمكن عناصر الجهتين من استخدامه بعد الآن. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية في بيان ان "قوات مشاة البحرية الخاصة الملكية بدأت العمل في الجبال الوعرة المغطاة بالثلوج في افغانستان". وجاء في البيان: "بدأت قوات مجموعة القيادة الرقم 45 عملية تطهير وادٍ يعتقد ان فلول طالبان والقاعدة تعمل فيه". وكانت بريطانيا اعلنت الشهر الماضي انها ستنشر مئات من قواتها الخاصة في افغانستان في اطار قوة قوامها 1700 جندي، تشكل اكبر نشر للقوات البريطانية خارج البلاد منذ حرب الخليج. طائرات أميركية إلى ذلك ابلغ شهود قدموا من ولاية كونار شرق أفغانستان "الحياة" في باكستان أمس، أن الطائرات الأميركية واصلت طلعاتها أمس وأول من أمس، في اجواء الولاية وهي تطلق قنابل مضيئة لمسح المنطقة ومعرفة أماكن انتشار مقاتلين تابعين للقائد العسكري المعروف كشمير خان الموالي للحزب الاسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار. وتتهم السلطات الافغانية كشمير خان بإيواء مقاتلين من "القاعدة" و"طالبان". وتزامن ذلك مع انباء مفادها أن واشنطن طالبت قادة تابعين للحزب الإسلامي بإعادة 18 صاروخاً من طراز "ستينغر" ارض -جو كان تسلمها إبان الغزو السوفياتي لأفغانستان، فيما نفت مصادر الحزب امتلاكها أياً من هذه الصواريخ، مشيرة إلى تسليم هذه الأسلحة وغيرها إلى "طالبان" عام 1996. القتلى الأميركيون من جهة اخرى، اعلن ناطق باسم الجيش الاميركي امس، ان القوات الاميركية فتحت تحقيقاً حول ملابسات الانفجار الذي اوقع اول من امس، اربعة قتلى بين الجنود الاميركيين الذي كانوا يحاولون تعطيل صواريخ في جنوبافغانستان. وقال الناطق الميجور بريان هيلفرتي ان "اربعة جنود اميركيين قتلوا صباح الاثنين، فيما كانوا يحاولون تعطيل صواريخ من عيار 107 ملم شمال مدينة قندهار"، مشيراً الى ان جندياً خامساً اصيب بجروح في الانفجار. وأضاف الناطق امام المراسلين في قاعدة بغرام ان "تحقيقاً يجري حالياً حول اسباب ما حدث". وأوضح ان القتلى "كانوا هنا منذ شهرين وهم مدربون في شكل جيد. اننا نعمل على معرفة ماذا جرى". وأشار الى ان الحادث وقع في منطقة يسميها الجنود الاميركيون "ممر الذخائر" لأن فيها الكثير من الذخائر غير المنفجرة. وكان القومندان براد لويل وهو ضابط من القيادة الاميركية الوسطى في تامبا فلوريدا اعلن ان الصواريخ كانت من نوع الذخائر التى كانت تستعمل في الحقبة السوفياتية. باكستان وبن لادن على صعيد آخر، نفت باكستان معلومات صحافية مفادها ان الولاياتالمتحدة تنتظر موافقة الرئيس برويز مشرف لشن غارات على الحدود الافغانية حيث يعتقد ان اسامة بن لادن مختبئ. ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية عزيز احمد خان وجود مثل هذا الطلب الاميركي، مضيفاً ان واشنطن عبرت مرات عدة عن ارتياحها ازاء تعاون إسلام آباد. وقال امام الصحافيين اول من امس ان "تدخل قوات خارجية ليس ضرورياً. وفي ما يتعلق باعتقال ارهابيين قدموا من افغانستان ودخلوا باكستان فإن عملنا كان ناجحاً وكاملاً". وأضاف: "نأمل في مواصلة البحث عن الارهابيين الذين يسعون للجوء الى هنا" لكنه لم يذكر بن لادن. كذلك اعتبر وزير الدفاع الباكستاني حميد نواز خان الذي يزور اذربيجان ان بن لادن لا يمكن ان يكون موجوداً على الاراضي الباكستانية. وقال امام صحافيين في باكو "لا معلومات لدي حول مكان وجود بن لادن، لكن ما اعرفه هو انه من غير الممكن ان يكون موجوداً حالياً في باكستان". وكانت مجلة "تايم" الاميركية اوردت في عددها الصادر اول من امس، ان الولاياتالمتحدة تنتظر موافقة اسلام آباد لشن غارة جوية على الجبال الواقعة على الحدود بين باكستانوافغانستان، حيث يختبئ في نظرهم اسامة بن لادن استناداً الى وثائق تمت مصادرتها ولاعترافات عناصر من "القاعدة".