تعرضت قاعدة اميركية في شرق افغانستان لهجوم صاروخي لم يسفر عن وقوع ضحايا، فيما أعلن الناطق باسم التحالف الدولي بريان هيلفرتي انه عثر على مخبأ ذخيرة يعود الى قوات "القاعدة". واعتبر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان مقاتلي "طالبان" و"القاعدة" يعيدون تنظيم صفوفهم لشن هجماتهم مع حلول فصل الربيع. ومن جهة اخرى لا تزال المناقشات الاميركية - الباكستانية مستمرة حول احتمال مشاركة قوات اميركية في عمليات ضد مقاتلي "القاعدة" داخل الاراضي الباكستانية. بغرام، شانون ايرلندا، واشنطن، إسلام آباد، بشكيك قيرغيزستان - أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن الناطق باسم التحالف الدولي ضد الارهاب في افغانستان الميجور الاميركي بريان هيلفرتي امس، ان صاروخاً سقط قرب قاعدة متقدمة للقوات الاميركية شرق البلاد اول من امس الخميس. وقال هيلفرتي: "تعرضت احدى قواعدنا المتقدمة لهجوم في شرق افغانستان امس اول من امس الخميس وسقط صاروخ بالقرب من القاعدة من دون ان يسفر عن اصابات" مؤكداً انه لم يقع داخل القاعدة. واعتبر ضابط اميركي آخر ان القذيفة يمكن ان تكون اطلقت خلال تبادل النيران بين زعماء حرب متخاصمين. وأضاف: "مرة اخرى لا نعرف بالتأكيد ما اذا كنا مستهدفين ام لا". وأشار الميجور هيلفرتي الى ان القوات الاميركية عثرت على مخبأ جديد للاسلحة شرق البلاد، يحتوي على ذخائر واسلحة خفيفة وقذائف هاون تعود لقوات "طالبان"، بحسب ما قال سكان محليون في تلك المنطقة. واعتبر هيلفرتي ان العثور على هذا المخبأ يثبت ان السكان المحليين مستعدون للتعاون مع جهود التحالف. خوست افادت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية التي تتخذ من باكستان مقراً لها ان ثلاثة اشخاص قتلوا في معارك بين زعيمين متنافسين على السيطرة على مدينة خوست شرق افغانستان. واوضحت الوكالة نقلاً عن سكان في خوست عاصمة ولاية باكتيا ان جنوداً معززين بدبابات تابعين لزعيمي الحرب المتنافسين باشا خان وزكيم خان، اتخذوا مواقع استراتيجية في مختلف انحاء المدينة. وتوقفت حركة السير تماماً بعدما سيطرت المجموعتان على الطرق في هذه المنطقة. واضافت الوكالة ان الجهود التي بذلها اعيان لاجراء مفاوضات سلام لم تسفر عن نتيجة. رامسفيلد من جهة اخرى، حذر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس من امكان ان يعيد مقاتلو تنظيم "القاعدة"الذي يتزعمه اسامة بن لادن وحركة "طالبان"، تنظيم صفوفهم لشن هجوم في فصل الربيع ضد الحكومة الافغانية الموقتة والقوات الغربية المنتشرة هناك. وقال رامسفيلد الذي تحدث اثناء سفره الى آسيا الوسطى للبحث في الوضع الامني المقلق مع زعماء افغانستان والدول المجاورة، ان المقاتلين المناهضين للغرب اختبأوا في جبال الشرق الافغاني بعد الهزائم التي لحقت بهم في الشتاء. وقال للصحافيين في طريقه من واشنطن الى بشكيك في قيرغيزستان حيث القاعدة الجوية الرئيسية التي تستخدمها القوات الاميركية والحليفة منطلقاً للحملة على افغانستان: "انطباعي هو ان مقاتلي القاعدة وطالبان يتجنبون في الوقت الراهن على الاقل تركيز انفسهم في مجموعات كبيرة". وأضاف: "اعتقد انه في الربيع ومع تحسن الجو والعثور على وسائل للاتصال مع بعضهم بعضاً، ربما يحاولون مرة اخرى مهاجمة السلطة الافغانية الموقتة والجماعات المعارضة لهم في البلاد والقوات الاميركية وقوات التحالف". وتوقفت طائرة رامسفيلد في ايرلندا للتزود بالوقود وقال للصحافيين المرافقين له في المرحلة الاولى من الجولة التي تستمر اربعة ايام، انه ذاهب الى فغانستان اساساً للبحث في سبل تحسين الامن في هذه الدولة غير المستقرة التي ترأسها حكومة موقتة بزعامة حميد كارزاي. ويخطط للاجتماع في وقت لاحق مع القوات الاميركية وقوات التحالف الاخرى في مطار ماناس الدولي القريب من بشكيك، كما انه سيجري محادثات مع كبار المسؤولين في الجمهورية السوفياتية سابقاً التي تقع شمال شرقي افغانستان. وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان البحث عن اسامة بن لادن لم يعط اي نتيجة ملموسة، ولكنه اكد ان العمليات العسكرية ستستمر في افغانستان خلال الاشهر المقبلة للقضاء على اعضاء شبكته بالكامل. وفي لقاء مع الجنود الاميركيين في بشكيك، وجه احد الطيارين الى رامسفيلد سؤالاً جريئاً قلما سمعه في واشنطن، وهو: "اذا القينا القبض على بن لادن هل نتفاوض معه او نصفيه مباشرة؟"، ورد رامسفيلد "في الواقع سنترك له الخيار". وأضاف رامسفيلد: "سنلاحقه. انه يختبئ الآن، ولم نسمع عنه شيئاً منذ كانون الاول ديسمبر" الماضي. ومن الملاحظ ان رامسفيلد اصبح يتفادى في لقاءاته العامة الحديث عن بن لادن، ما لم توجه اليه اسئلة مباشرة عنه. الى ذلك، اعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون امس، ان السلطات الاميركية تجري محادثات مع السلطات الباكستانية حول احتمال مشاركة قوات اميركية في عمليات ضد مقاتلين من تنظيم "القاعدة" في باكستان. ونفى مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته معلومات نشرتها صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" عن ان "مجموعات من الجنود الاميركيين يجوبون باكستان". ولكنه اضاف ان مناقشات جارية قد تتيح لفرق تضم عناصر من الجيش واجهزة الاستخبارات الاميركية بالاسراع في اتخاذ خطوات، في حال توافر معلومات عن وجود عناصر من تنظيم "القاعدة" في المنطقة الحدودية. وفي حال موافقة السلطات الباكستانية، سيسجل العمل المباشر للفرق الاميركية في باكستان مرحلة جديدة من تعاون هذا البلد مع حملة مكافحة الارهاب التي باشرتها الولاياتالمتحدة بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر. وأعلن الناطق باسم البنتاغون بريان وايتمان: "ما زالت علاقات التعاون وثيقة جداً مع باكستان". وأضاف ان "قواتنا في باكستان موجودة بدعوة من الحكومة الباكستانية"، وامتنع عن التعليق على وجود "عمليات خاصة" في باكستان. وفي إسلام آباد، نفت وزارة الخارجية الباكستانية ايضاً امس مشاركة قوات اميركية او مستشارين عسكريين اميركيين في عمليات بحث مع الجيش الباكستاني عن عناصر من تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" في مناطق قبلية في الاراضي الباكستانية. وقال مسؤول باكستاني "ليس صحيحاً، هذا لم يحصل".