سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير النقل تحدث إلى "الحياة" عن جهود تحويل سورية الى "حلقة وصل" بين الشرق والغرب "براً وجواً وبحراً" 3 بلايين دولار لتطوير البنية التحتية السورية وبناء 5 مطارات جديدة بمساهمة القطاع الخاص
يطرح وزير النقل السوري مكرم عبيد"خطة طموحة"للمساهمة في تحويل بلاده الى"حلقة وصل"لنقل البضائع والركاب بين أوروبا ودول الخليج العربي والعراق من جهة ولربطها بالمحور القادم من روسيا الى ايران والخليج العربي. ويقول عبيد في حديث الى"الحياة"ان هذه"الخطة الطموحة تتضمن اقامة خمسة مطارات وشركة مشتركة بين القطاعين العام والخاص لنقل الركاب والبضائع، اضافة الى مد خطوط جديدة للسكك الحديد وتطوير الطرقات البرية الى الدول المجاورة". رصدت الحكومة السورية لهذا الغرض 145 بليون ليرة سورية، نحو ثلاثة بلايين دولار اميركي، بين عامي 2001 و2005 منها 39 بليون ليرة كانت مخصصة لوزارة المواصلات لكنها حولت الى وزارة النقل بعد صدور قرار رسمي بنقل بند الطرقات الى وزارته بدلا من وزارة المواصلات، التي تخصصت في موضوعي التكنولوجيا والاتصالات. ومن المقرر استثمار نحو 8.8 بليون ليرة في السنة الجارية. وبعد قرار تعيين رئيس مجلس ادارة ل"مؤسسة الطيران المدني السورية"ستُتخذ اجراءات اصلاحية كبيرة تتضمن اقامة مطارات جديدة في البلاد. إذ يوجد حالياً خمسة مطارات في دمشق وحلب واللاذقية والقامشلي ودير الزور، لكن الخطة تتضمن اقامة مطارات في الحسكة والرقة شرق البلاد وتطوير مطاري تدمر وسط سورية والمزة الموجود في دمشق الذي كان يستعمل لاغراض عسكرية. ويقول عبيد:"سنبدأ العمل في النصف الثاني من السنة الجارية. ومن المقرر ان يكلف كل مطار نحو بليوني ليرة سورية". وكانت وزارة النقل انجزت المرحلة الاولى من دراسة مشروع اقامة"شركة التكسي الجوي"التي تتضمن تأسيس شركة مشتركة بين القطاعين العام والخاص"تملك او تستأجر طائرات من الحجمين الصغير والكبير لتشغيلها في المطارات السورية للنقل الداخلي او الاقليمي بين هذه المطارات والدول المجاورة او للنقل العارض تشارتر". ويقول وزير النقل السوري:"لن تكون هناك شركة خاصة، بل ابدى عدد كبير من المستثمرين السوريين رغبتهم في الاستثمار في هذا القطاع المشترك"، رافضاً ذكر اسم أي مستثمر. كما تتضمن الخطة فتح مجال الاستثمار في المطارات الداخلية لإقامة الاسواق الحرة ومراكز الشحن. ويضم الاسطول الجوي السوري حالياً 15 طائرة، منها ست من طراز"ايرباص 320"وست من طراز"بوينغ 727"وطائرتا"بوينغ 747"وطائرة من طراز"تي يو 134"اضافة الى طائرتي"باك 40"للنقل الداخلي. وكان عدد المسافرين على"الخطوط الجوية السورية"ارتفع من 785 الفاً عام 1999 الى حوالى 930 الفاً عام 2002 قبل ان ينخفض الى 913 الفاً العام الماضي بسبب الحرب على العراق، مع العلم ان اجمالي عدد المسافرين في المطارات السورية كان 2.3 مليون العام الماضي بانخفاض قدره 400 الف عن العام 2002. مناقصة دولية لشراء طائرات ويوضح عبيد:"هناك خطة لتبديل طائرات بوينغ 727 ودعم الاسطول بشراء بين أربع وست طائرات جديدة عبر اعلان مناقصة دولية بعد شهور". وتتوازى خطة تطوير النقل الجوي مع العمل على جهود لتطوير المرافئ السورية عبر تجديد الروافع وتوسيع ساحات الشحن. وتبلغ الطاقة القصوى لمرفأي طرطوس واللاذقية 17 مليون طن سنوياً، لكنهما لا يعملان الا بحدود 80 في المئة من الطاقة. لذلك فإن الخطة تقضي باستخدام الطاقة القصوى أولاً ثم رفعها الى 25 مليوناً سنوياً. ويشير عبيد الى وجود"دراسات أولية لإنشاء مرفأ للمنطقة الحرة فقط لبضائع الترانزيت بالتعاون مع وزارة الاقتصاد ومرفأ للمواد الملوثة من اسمدة وفوسفات، وربما سيطبق مبدأ فصل الادارة عن الملكية في المرافئ". وبلغت طاقة مرفأ اللاذقية نحو خمسة ملايين طن العام الماضي بعدما كانت 3.5 مليون عام 1999، كما ان طاقة مرفأ طرطوس ارتفعت من 4.8 في العام 1999 الى 8.4 عام 2002 قبل ان تنخفض الى 7.9 في العام الماضي بسبب الحرب على العراق. وتعول سورية على ان تكون بوابة لنقل البضائع من اوروبا الى العراق عبر استثمار خطوط لسكك الحديد والنقل البري. وكان عبيد وقع مع نظيره العراقي بهام زيابولص مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي في شأن شركتي النقل البري والبحري المشتركتين. ويبلغ رأس مال كل شركة 20 مليون يورو وترمي"الشركة السورية - العراقية للنقل البحري"الى شراء بواخر كبيرة وتم تشغيل"هاجر"باعتبارها اولى سفن الاسطول، في حين تضمن"الشركة العراقية - السورية للنقل البري"شراء 90 شاحنة نقل كبيرة على ان يتم توسيعها. وتعهد الجانب العراقي تمويل الشركتين مقابل ان يمول الجانب السوري حصته من عائدات عملهما. في هذا المجال يأتي تطوير الطرقات وخطوط الحديد، إذ أن"شركة عبدالمحسن الخرافي وأولاده"فازت بمناقصة لبناء طريق دولية بين اللاذقية واريحا لوصله بالطريق الدولي بين اريحا وحلب على ان يتم تطوير طرقات حلب الواصلة الى الحدود مع العراق. ويبلغ طول طريق اريحا - اللاذقية مئة كيلومتر ويتضمن اربع حارات و70 جسراً و15 عقدة و100 عمل هندسي تحويلة وتقاطع بكلفة تصل الى 8.8 بليون ليرة سورية وبتمويل بنسبة 40 في المئة عبر قرض من"الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي". طريق"باب الهوى" وتأتي عملية اقامة بوابات جديدة على الحدود السورية - التركية البالغ طولها اكثر من 850 كيلومتراً حيث توجد خمس بوابات حالياً. وقال عبيد:"بدأنا بتطوير طريقي باب الهوى الواصل من ادلب الى تركيا وكسب الواصل من اللاذقية الى تركيا". وكانت سورية وتركيا اتفقتا على فتح اربعة منافذ للتجارة الحدودية والتفاوض لتوقيع اتفاق للتجارة الحرة على أمل رفع قيمة التبادل التجاري من 800 مليون الى بليوني دولار اميركي السنة الجارية، ما يفسر الجهود الحثيثة التي تبذل لتطوير البنية التحتية بين البلدين. وقال وزير النقل السوري:"نعمل حالياً لتطوير وصلات سكك الحديد بين سورية وتركيا لتطوير العبور من تركيا الى العراق". ويعمل حالياً قطار من تركيا الى العراق عبر بوابة"نصيبين"على الحدود السورية - التركية قبل عبوره اليعربية على الحدود مع العراق، اضافة الى بوابة"ميدان اكبس"في حلب شمال البلاد. يضاف الى ذلك العمل على مد خط للسكك الحديد من دير الزور الى مدينة البوكمال السورية وصولا الى القائم العراقية بطول 150 كلم.كما بدأ العمل بمد خط من دمشق الى الحدود مع الاردن بطول 120 كلم. ويبلغ طول خطوط السكك الحديد في سورية 2803 كلم بينها 2465 من السكك القياسية في المانيا 38 مليون كلم مع العلم ان مساحتها تبلغ 357 الف كلم مربع مقابل 185 الفاً مساحة سورية. وتم نقل نحو مليون شخص العام الماضي بعدما كان عدد المسافرين في القطارات السورية 848 الفاً عام 1999. وارتفعت حمولات القطارات من 5.4 مليون طن عام 1999 الى نحو 6.3 مليون العام الماضي. ويشير عبيد الى وجود خطة لمد سكة حديد داخلية من دمشق الى المطار الدولي وانه اقترح ان يكون ذلك بنظام"بي او تي"لتشجيع المستثمرين في هذا القطاع، ذلك بعدما تم الاتفاق على استثمار"محطة الحجاز"وسط البلاد بعقد تبلغ قيمته 70 مليون دولار اميركي يتضمن اقامة سوق تجارية. كما تتضمن"طموحات"الوزير عبيد اعادة باصات النقل الداخلي في المدن السورية، اذ اشار الى وجود خطة لشراء 1800 باص جديد حيث تم تقديم عروض لتوريد 600 باص لتشغليها في دمشق حيث يوجد حالياً 53 باصاً وحلب التي تضم 99 باصاً وحمص 44 باصاً واللاذقية 21 باصاً، لافتاً الى ان القطاع الخاص سيبقى عاملاً في المدن لكن على خطوط محددة. وكان عبيد اقترح تشغيل نظام"راديو تاكسي"في المدن الكبرى مع التحكم مركزياً باشارات المرور في داخل المدن، مع العلم ان عدد السيارات في سورية لا يتجاوز 900 الف سيارة فقط من كل الانواع باصات، سيارات، شاحنات، بيك اب عدا سيارات الجيش والشرطة. ويقول عبيد:"هناك 60 الف سيارة تعود ملكيتها للدولة"مقابل ملكية نحو 18 مليون سوري لباقي السيارات.