أمر الرئيس جورج بوش أمس، بنشر مشاة البحرية الأميركية المارينز في هايتي فوراً، لوضع حد للفوضى في الجزيرة بعد تنحي الرئيس جان برتران أريستيد ومغادرته البلاد إلى المنفى. وتضاربت الأنباء عن وجهة أريستيد بعدما استقل طائرة، تاركاً مقاليد السلطة في عهدة رئيس المحكمة العليا بونيفاس ألكسندر الذي سارع إلى الاستنجاد بالقوات الأميركية لوقف أعمال العنف والسرقة في بلاده. راجع ص 8 وتحركت واشنطن وعواصم عدة معنية في مجلس الأمن، لاستصدار قرار يتيح نشر قوات دولية لحفظ السلام في هايتي، تكون نواتها الرئيسة القوة الأميركية التي تبدأ انتشارها صباح اليوم ، كما أعلن بوش. وقال أحد زعماء المعارضة الهايتية إيفانس بول إنها سحبت اعتراضاتها على خطة التسوية التي طرحها المجتمع الدولي لإرسال قوات لحفظ الأمن في البلاد، وذلك نتيجة تنحي الرئيس عن الحكم. وترك أريستيد وراءه بياناً أوضح فيه أنه قرر التنحي "لتجنيب البلاد المزيد من إراقة الدماء"، ثم استقل طائرة حطت به في جمهورية الدومينيكان للتزود بالوقود قبل إقلاعها إلى وجهة مجهولة. وفي وقت أعلنت مصادر في سفارة هايتي هناك أن طائرته في طريقها إلى المغرب، سارعت الرباط إلى إعلان رفضها استقباله أو منحه اللجوء السياسي. وكذلك فعلت دول عدة في مقدمها جنوب أفريقيا وبنما. وجاء في بيان للخارجية المغربية ان الرباط لم تتلق أي طلب لجوء اريستيد وليس في نيتها الاستجابة لأي طلب محتمل، مؤكدة انها لم تحصل على أي معلومات في هذا الشأن. ونُصب رئيس المحكمة العليا رئيساً موقتاً، فيما تنافس مسلحو المعارضة وآخرون موالون لأريستيد على نهب الممتلكات في بور أو برانس وضواحيها. ولم تسلم مراكز الشرطة من السطو، إذ جردت من محتوياتها. وسجلت حوادث عنف في وسط المدينة حيث اضرم اللصوص النيران للتمويه على سرقاتهم، وفتح مسلحون برشاشات "أم - 16" النار على السيارات. ووقعت أعمال نهب قبالة القصر الوطني مقر الرئاسة الذي انتشر في محيطه ما بقي من قوة الشرطة في البلاد، في محاولة لحمايته. وسارع وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان الموجود في اليابان إلى إعلان المصالحة مع هايتي وإرسال "مساعدة إنسانية عاجلة" إليها، مؤكداً أن "فرنسا مستعدة للعب دورها كاملاً في تعبئة الأسرة الدولية التي ينبغي الآن أن تساند هايتي".