استقبل مجلس الحكم الانتقالي بعثة الأممالمتحدة برئاسة الأخضر الابراهيمي امس بموقفين، أحدهما يؤيد دعوة المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الى اجراء انتخابات عامة، وآخر يدعو الى تأجيلها لأن الوقت داهم. وطالب السيستاني عشية استقباله البعثة بحكومة مركزية ذات صلاحيات واسعة، منبثقة عن الانتخابات. وفيما شدد الابراهيمي على ان مهمته تنحصر الآن في الاستماع الى كل الأطراف قبل اعطاء اي رأي في امكان اجراء الانتخابات، قال رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" عضو مجلس الحكم عبدالعزيز الحكيم انه قدم للبعثة الدولية "دراسة علمية" تؤكد امكان اجراء الانتخابات. ورحب السيد عبدالمهدي السلامي، مدير مكتب السيستاني في كربلاء، بزيارة الابراهيمي وابدى استعداد الحوزة للتعاون معه "خدمة لمصالح الشعب العراقي". واكد في تصريح الى "الحياة" ان مشكلة عدم امتلاك بعض العائلات العراقية البطاقة التموينية وسط العراق وجنوبه "قابلة للحل"، كما ان الاحصاء السكاني للمناطق المذكورة يعد "من المسائل الهينة ويمكن اجراؤه بسهولة في ظل الاستقرار النسبي الذي تشهده البلاد في الوقت الحاضر". وطالب بتشكيل "حكومة مركزية ذات صلاحيات واسعة لخدمة المواطن العراقي بغض النظر عن انتمائه العرقي والديني والطائفي". وقال الدكتور محسن عبدالحميد، الرئيس الدوري الحالي لمجلس الحكم ل"الحياة" ان المجلس يرحب ببعثة الأممالمتحدة، مبدداً بذلك الانطباع الذي ولده تصريحه أول من أمس وأعلن فيه ان قرار البعثة ليس ملزماً للمجلس. وأضاف: "قدومهم كان بطلب منا لأنهم أهل خبرة في قضايا الانتخابات. أشرفوا على الانتخابات في أكثر من 20 دولة. ودعوناهم ورحبنا بهم. وسمعوا تصريحي ولم يقولوا شيئاً تعليقاً عليه". واشار الى وجود "خلاف داخل مجلس الحكم ليس بين السنة والشيعة، بل بين موقفين سياسيين، لا مذهبين، لا يمكن الخلط بينهما. أولهما يقول انه لا يمكن اجراء انتخابات عامة شاملة ويدعو الى الاكتفاء بانتخابات المحافظات. ورأي آخر يقول لا بد من انتخابات عامة لكن الوقت لا يكفي". وقال سلامة الخفاجي، عضو مجلس الحكم، ل"الحياة" ان الاجتماع مع بعثة الاممالمتحدة سمح باستعراض وجهات النظر وتأكيد التزام الاممالمتحدة تجاه العراق. واضاف ان "اعضاء المجلس أبدوا عدم رفضهم للانتخابات" في حين أشاد زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني بفكرة السيستاني المنطقية حول الانتخابات، ودعا ممثل احمد الجلبي الى "انتخابات تعطي شرعية للدولة الجديدة واتفاقاتها". وقال الحكيم اثر لقائه الابراهيمي امس انه قدم اليه "دراسة علمية" تؤكد امكان اجراء انتخابات عامة. واضاف: "نعم هناك امكانية لاجراء الانتخابات حسب رأينا، قدمنا دراسة علمية قام بها فنيون في هذا الموضوع". وتابع: "قدمنا الكثير من الأدلة التي تؤكد امكان اجراء الانتخابات" ووصف اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة مع الابراهيمي بأنه كان "ناجحاً". وقال الابراهيمي ان "هدف الوفد هو تمكين العراقيين من الوصول الى انهاء الاحتلال واستلام السلطة بالطريقة الافضل". الى ذلك، يعقد وزراء خارجية الدول المجاورة اجتماعاً السبت والاحد المقبلين في الكويت لبحث الوضع في العراق. وعلمت "الحياة" ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيبدأ في 16 الجاري جولة اوروبية يزور خلالها سويسرا وبلجيكا وبولندا. وذكر مصدر سعودي مسؤول في الرياض انه سيلتقي عدداً من نظرائه الاوروبيين ليبحث معهم في تنسيق عربي أوروبي لإعادة تفعيل عملية السلام في الشرق الاوسط.