تنادت الاحزاب والتيارات الشيعية في العراق لتوحيد الصف، بعد خلافات حادة عقب سقوط النظام السابق والاستحقاقات التي تحتمت على الاحتلال الأميركي للعراق. وتقوم فكرة التوحيد التي يتبناها الدكتور ابراهيم الجعفري، عضو مجلس الحكم رئيس حزب "الدعوة" على التوفيق بين أفكار هذه الاحزاب والتيارات، وتوحيد مواقفها مما هو حاصل. وقال قاسم السهلاني، أحد قيادي حزب "الدعوة"، إن "المشروع يََعبر عن التوجه الفكري للحزب في هذه المرحلة لمواجهة الاخطار المحدقة بالشعب العراقي، وتوحيد الكلمة وان الكل في انتظار عودة الدكتور ابراهيم الجعفري الى العراق لاطلاق هذه المبادرة". أما حميد الموسوي، أحد المسؤولين في "منظمة بدر" التابعة ل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"، فيقول ل"الحياة" ان "استعدادات ومحادثات جريئة تجري بين قادة التيارات والاحزاب الشيعية لتوحيد الصفوف ومواجهة المرحلة المقبلة فالعراق مقبل على مرحلة عصيبة وموجعة بسبب اهمية عملية انتقال السلطة الى العراقيين ومحاولة الوصول الى حل توفيقي بين حالتي الانتخابات العامة والجزئية". ويضيف ان الخلافات بين المنظمة وانصار الزعيم الديني مقتدى الصدر تعود الى مرحلة والده محمد صادق الصدر، اذ ان "المجلس الاعلى" كان يتهمه بالتواطؤ مع النظام السابق وتأججت هذه الخلافات بعد سقوط النظام وهي ما زالت مستمرة. ويحاول حزب "الدعوة" و"المجلس الأعلى" ومقتدى الصدر تجاوز نقاط النزاع لبدء صفحة جديدة. ويؤكد الشيخ احمد المطيري، رئيس تحرير صحيفة "انصار المهدي"، الناطقة باسم تيار مقتدى الصدر أن هذه الخطوة الهادفة الى تعزيز وحدة الشيعة جاءت بناءًً على اقتراحات الصدر ووردت في احدى خطبه التي يلقيها خلال صلاة الجمعة، محذراً من أن "مشروع المصالحة يقوم على مبدأ أن من يقبل الصلح فهو مع الحق ومن يرفض القدوم معنا يتحمل النتائج". ويشدد أعضاء في "جيش المهدي" على أن تيار الصدر هو القوة الوحيدة لدى الشيعة التي تحدت الأميركيين في مناسبات عدة. ويوضح نعيم الشميلاوي، أحد المسؤولين في "جيش المهدي" الموقف من المصالحة بقوله إن "السيد مقتدى الصدر التزم الخط الذي سلكه والده من قبل حين كان الوحيد من زعماء الحوزة العلمية الذي واجه صدام واستشهد بسبب ذلك". ويضيف ان ولده مقتدى الصدر "يواصل بعد والده تصديه للمؤامرات التي تدبرها أطراف محسوبة على الشيعة والمحاولات الاميركية المماثلة". وعلى صعيد ذي صلة شكك احد اعضاء المجلس البلدي في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية "في توصل الشيعة والسنة الى اتفاق بسبب الخلافات الحاصلة بين تيارات المذهب الواحد". وقال هذا المسؤول: "ان المصالح الخاصة وغياب النيات الحسنة والأحقاد القديمة تشكل عقبة امام أي مصالحة بين اطراف المذهب الواحد". وحذر صلاح الميامي، عضو المجلس البلدي لمنطقة الاسكان من انه اذا "لم يتمكن الشيعة من توحيد صفوفهم فسيكونون الخاسر الاكبر خلال المرحلة المقبلة".