من خلال متابعتي لبرنامج "ستار اكاديمي" ارى ان هذه المجموعة من الصبايا والشباب الطلاب يشكلون اسرة متحابة متعاطفة. وحبهم وتآلفهم مرده الى بعدهم عن اهلهم وأوطانهم. غالبيتهم من بلدان شقيقة، ثم ان العيش في مكان واحد لا يبرحونه، وجو اكاديمي تعليمي، موسيقى وغناء ورقص وعزف ويوغا وتسلية، مع توفير الوسائل المريحة والسهر، من قبل الأساتذة ومعدي البرنامج، على راحتهم وتوجيههم، احال المجموعة الى اصدقاء يربط بينهم العيش المشترك، والهدف البعيد الذي يطمحون إليه: ان يصبح واحدهم في نهاية الشوط "ستار اكاديمي" نجماً عربياً وربما عالمياً متألقاً. المجموعة الشبابية براعم في عمر الورود، وأفرادها يدركون انهم مراقبون. الكاميرا تلاحقهم، تحصي عليهم حركاتهم في فضول الى الخاص والحميم من علاقاتهم، ودقائق حياتهم، ومع ذلك تأتي تصرفاتهم عفوية بعيدة من الصنعة والتكلف. فإذا بدر عن احدهم هفوة، سرعان ما يعتذر، ويتم الغفران. على سجيتهم يبكون. واحدة بكت لأن من خرج بالتصفية لم يقل لها وداعاً. وأخرى، ثالثة اثنين، مرشحة للخروج بكت. التفت حولها رفيقاتها، وروحن عنها. يعيشون حياة دعة، لكنها آنية. يدركون ان اقامتهم موقتة، وعليهم الرحيل بالتراتب. كل اسبوع يخرج واحد منهم، مشيعاً امانيه، باكياً على فراق الالفة والمحبة والانسلاخ عن المجموعة التي ربطت افرادها مودة ومحبة. والبكاء له ما يبرره. الحلم تبخر والأوقات الهنية مرت كسحابة صيف. لقد نجح البرنامج في انشاء اسرة فنية من صبايا وشباب بلا احقاد ولا ضغائن. وهذا وحده كاف. كأني بمعدي البرنامج هدفهم ابعد من الفن والتشويق، الهدف خلق مجتمع مصغر "طوباوي" خال من الكراهية، ينبض بعواطف انسانية تغمر جميع افراده. طرابلس - محمد زهري حجازي عضو اتحاد الكتّاب اللبنانيين.