سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السودان يدرس مبادرتين أميركية وأوروبية لحل نزاع دارفور والمتمردون يتحدثون عن مقتل 70 مدنياً . تمديد وقف النار بين الخرطوم وقرنق ولا تقدم في مفاوضات المناطق "المهمشة"
اتفقت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها العقيد جون قرنق على تمديد جديد لوقف النار، في حين ظلت المفاوضات بين الطرفين على تقاسم المناطق المهمشة الثلاث تراوح مكانها وسط اقتراح حكومي بشراكة سياسية بين الخرطوم وقرنق. وعلمت "الحياة" ان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون افريقيا تشارلز سنايدر والمندوب الأميركي الدائم المتابع المفاوضات جيف ملنغتون التقيا أمس في ضاحية نيفاشا الكينية النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق. وأفيد ان اللقاء الأميركي مع رئيسي عملية المفاوضات اقتصر على تشجيع الطرفين وحضهما على إكمال عملية السلام في أسرع وقت، إضافة الى الاطمئنان على استمرار وقف الأعمال العدائية. ولم يقدّم الوفد الأميركي اقتراحات خاصة بعملية التفاوض. وفي السياق ذاته، افيد ان طه وقرنق اتفقا على تمديد العمل بوقف النار شهراً جديداً حتى آخر آذار/ مارس، في حين يحاول الطرفان ايجاد حلول لقضية المناطق المهمشة. وقالت مصادر مطلعة ان المفاوضات لم تحرز منذ بدئها في الأسبوع قبل الماضي أي تقدم في ملف المناطق الثلاث، وان الوفد الحكومي قدّم اقتراحاً "للشراكة في الحكم" خلال الفترة الانتقالية. لكنها أضافت ان التفاوض على الشراكة ما زال في "الإطار الفلسفي لمفهوم الشراكة في الحكم والسلام". وقالت ان قرنق يشترط للشراكة "التحول الديموقراطي وحقوق الانسان واشراك القوى السياسية في الحكومة الانتقالية وتحقيق السلام الشامل، بما في ذلك انهاء الحرب في دارفور غرب وشرق السودان". على صعيد آخر، اتهمت "حركة تحرير السودان" الناشطة في غرب البلاد القوات الحكومية بارتكاب مجازر ضد المدنيين أمس في ست قرى في شمال دارفور وغربها. وأشار الناطق باسم المتمردين حسن ابراهيم مانديلا الى مقتل عشرات المدنيين في غارات نفذتها ميليشيات الجيخاويد الموالية للخرطوم. ونقلت وكالة "اسوشيتد برس" من نيروبي عن مانديلا قوله في اتصال هاتفي من داخل السودان ان نحو 300 مقاتل من الميليشيات الموالية للحكومة المركزية هاجموا ظهر الجمعة تارني وهي قرية تبعد 1500 كلم من الخرطوم وأحرقوا منازل وقتلوا المقاومين وأجبروا الالاف على النزوح. وتابع ان الميليشيات استولت في الساعات القليلة التي تلت الهجوم على خمس قرى مجاورة، وقتلت ما لا يقتل عن 70 شخصاً مما أدى الى نزوح 50 الف شخص الى مناطق أكثر أمناً. وفي الخرطوم، كشفت الحكومة السودانية انها تدرس مبادرتين من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة لوقف الحرب المستمرة في اقليم دارفور في غرب البلاد منذ اكثر من عام، على رغم اعلانها في وقت سابق اغلاق الباب أمام اي وساطة اجنبية وشروعها في عقد مؤتمر في الخرطوم لحل الأزمة في اذار مارس المقبل. وقال الناطق باسم الوفد الحكومي الى محادثات السلام مع "الحركة الشعبية" سيد الخطيب في تصريح الى شبكة "ايرن" الاخبارية ان حكومته تدرس مبادرتين من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لمعالجة مشكلة دارفور. ورأى ان هناك احتمالاً لقبولها هذه الوساطات. لكنه شدد على ضرورة اشراك تشاد في أي مبادرة لحل أزمة دارفور. الى ذلك، كشف وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وثائق ومستندات عُثر عليها بعد "دحر متمردي دارفور" تؤكد ضلوع "مننظمة الشعب النروجية" في نشاطات لدعم المتمردين.