تفاوتت المواقف السياسية في لبنان أمس بين التعليق على جلسة استجواب الحكومة في موضوع الهاتف الخلوي الأخيرة، والتصريحات التي تناولت استحقاق الانتخابات البلدية المقبل والرد على مواقف وزير الصحة سليمان فرنجية التي هاجم فيها رئيس الحكومة رفيق الحريري وبعض المعارضة. بحث الرئيس اللبناني اميل لحود مع وزير الاتصالات جان لوي قرداحي في الخطوات المتعلقة بموضوع مناقصة تلزيم تشغيل الهاتف الخلوي الذي أقره مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة. وأطلع قرداحي لحود على الطلبات التي وردت حتى الآن من شركات عالمية للمشاركة في المناقصة المفتوحة للتشغيل "التي أظهرت اهتماماً عالمياً بالمناقصة". وشدد وزير النقل نجيب ميقاتي على "ضرورة بناء دولة حديثة وعصرية تبدأ باقرار قانون انتخابي يعكس التمثيل الحقيقي". وسأل: "لمصلحة من التشكيك في المؤسسات وعلى رأسها الحكومة والمجلس النيابي؟"، معتبراً ان "سقوط السقف وهبوط الهيكل سيقعان على رؤوس الجميع من دون استثناء". واعتبر وزير التنمية الادارية كريم بقرادوني ان "أفضل الصيغ الممكنة" في الانتخابات البلدية في بيروت هو "ايجاد لائحة توافقية متوازنة. لكننا في الوقت نفسه مستعدون لكل الاحتمالات". وقال: "اذا تعذر التوافق فسنخوض معركة ديموقراطية بلوائح تنافسية". وردت النائبة نائلة معوض على كلام وزير الصحة العامة سليمان فرنجية الذي قال ان لبعض المعارضة خطوطاً سرية مع دمشق، بالتأكيد ان "الجميع يعرف خطي الواضح وليس لدي شيء تحت الطاولة لا في السياسة ولا في العمل او التجارة". وقالت بعد لقائها البطريرك الماروني نصرالله صفير ان "لبنان لا يحكم ضد سورية ولبنان لا يحكم من سورية". وأضافت "نحن مع علاقة استراتيجية وتاريخية مع سورية تحترم سيادة البلد واستقلاله وتؤسس لشراكة لبنانية - سورية حقيقية على غرار العلاقات في الاتحاد الاوروبي". وقالت معوض: "اذا كان الوزير فرنجية يعرف اكثر من هذه الامور نتمنى ان يقولها بوضوح". واعتبرت ان "الانتخابات البلدية هي استحقاق سياسي وليست استحقاقاً لسياسة الزواريب"، داعية الى "اعادة اعطاء البلديات دورها الانمائي الحقيقي". وأشارت الى استحقاق رئاسة الجمهورية "الذي يجب ان يحصل في وقته لتكريس الممارسة الديموقراطية في البلاد واحترام الدستور وكل المؤسسات الدستورية". وأعلن النائب اسامة سعد في ختام مسيرة نفذت في صيدا في ذكرى استشهاد معروف سعد ان "لا تحالف ولا تفاهم مع تيار السلطة في الاستحقاق البلدي". ودعا الطاقات المخلصة في صيدا الى "اخذ موضوع الانتخابات البلدية بكل جدية وتفعيل الحوار في ما بينها". ودعا النائب السابق حبيب صادق "المتضررين والمقهورين من سلوك الادارة الحاكمة بكل اركانها وأجهزتها وحماتها" الى "الاتحاد والوقوف في وجه عملية الانهيار المتسارع". وقال: "ان المواطن لم يفاجأ برؤية هذا المزيج العجائبي بين المهزلة والمأساة الذي شاهده على مسرح المجلس النيابي"، معتبراً ان "الارقام الحقيقية التي وعد بالوقوف عليها من طرفي النزاع حول "طاحون الخلوي" لم تظهر الا في صورة التعمية والتضليل". وعلق الأمين العام للاتحاد العمالي العام سعد الدين حميدي صقر على ما اعلنه فرنجية من انه لم يفهم شيئاً عن وضع الخلوي على رغم كل المناقشات في المجلس النيابي، قائلاً: "اذا كان عدد من الوزراء الاساسيين لم يفهموا ما يجري في قطاع الخلوي فكيف يمكن المواطن تحصيل هذه المعرفة". واعتبر ان "حفلة الاستجواب انتهت بانتصار اصحاب المال والشركات واصحاب الحصص وبهزيمة المواطن العادي ومصلحته". "الأحرار" ينتقد ادعاءات السلطة من ناحية ثانية، اعتبر "حزب الوطنيين الاحرار" ان "المحصلة الحالية لممارسات أهل السلطة تدحض ادعاءاتهم على كل صعيد وتؤكد نموذج الحكم الذي فرض بعد الطائف". واذ استحسن الحزب استرداد الحكومة مشروع القانون القاضي بانضمام لبنان الى المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو" من المجلس النيابي، سأل: "كيف يوفق من يقف وراء هذا المشروع بين مراميه ونتائجه الحتمية وبين ادعائهم الحرص على العيش المشترك وعلى طابع لبنان التعددي ورسالته ودوره؟ وما هو موقف من تقع عليهم مسؤولية السهر على الدستور وعلى الوحدة الوطنية وميثاق العيش المشترك والحرص على التوازن الوطني وعلى تأمين مستلزماته؟".