تحلم بطلة القفز بالزانة الروسية إيلينا إيسينباييفا بأن تصبح أول لاعبة تتجاوز ارتفاع خمسة أمتار باعتبار أن هناك "في كل رياضة علامة سحرية وتجاوزها يصنع التاريخ ويضع من يحقق هذا الإنجاز في مرتبة خاصة. وفي منافسات القفز بالزانة للسيدات العلامة السحرية هي خمسة أمتار وبلوغها سيكون بمثابة الإنجاز الذي حققه الأوكراني سيرغي بوبكا في منافسات الرجال عندما أصبح أول لاعب يتجاوز ستة أمتار عام 1984. وتبدو فرصة تسجيل إيسينباييفا خمسة أمتار في المنافسات الكبيرة بعد أن أضافت الرقم القياسي العالمي للقاعات 83،4م إلى رقمها القياسي في الهواء الطلق 82،4م المسجل في لقاء غيتسهيد البريطاني العام الماضي، وقبل أن تخطفه منها سفيتلانا فيوفانوفا 85،4م. وكانت إيسينباييفا سجلت رقمها القياسي خلال لقاء الزانة الذهبية الذي ينظمه بوبكا سنوياً في مدينة دونتسك، وحطمت بالتالي رقم فيوفانوفا الذي سجلته العام الماضي في بطولة العالم داخل قاعة في مدينة برمنغهام الإنكليزية. وتتوقع إيسينباييفا أن يتحقق ارتفاع خمسة أمتار"خلال عام أو عامين وأتمنى أن أكون أنا من يسجله، فهو أحد أهدافي". وقالت: "تحقيق الرقم القياسي لا يزال يحمل الرقمين القياسيين العالميين داخل القاعة 15،6م وخارجها 14،6م سيسعدني كثيراً". ولطالما ردد بوبكا أنه سيعتبر اللاعبات من المنافسات الحقيقيات في قفز الزانة فقط عندما يقتربن من ارتفاع خمسة أمتار. وأضاف أخيراً في ضوء نتائج لقاء دونتسك أنه بات يستمتع بمتابعة منافسات السيدات وأصبحت تشهد اليوم منافسة وسرعة أكبر من مثيلاتها عند الرجال". وسيطرت إيسينباييفا وفوفانوفا على المنافسات في الأعوام الأخيرة بعد تفوقهما على بطلة العالم السابقة الأميركية البطلة الأولمبية ستيسي دراغيلا. وتنظر كلاهما إلى الأخرى كمنافسة حقيقية. وتكشف إيسينباييفا 21 عاماً "أنا أكرهها ولكننا مختلفتان ولسنا صديقتين حميمتين". وأضافت "المهم أن أنافس نفسي وألا أشعر بالقلق أبداً مما يمكن أن تحققه الأخريات". وتعتبر أن هدفها الفوز بذهبية دورة أثينا الأولمبية "لكنني أحاول أن أنسى ذلك الآن. واتطلع إلى لقب بطولة العالم للقاعات المقررة الشهر المقبل في بودابست، ما سيمنحني دافعاً قوياً لبقية استحقاقات الموسم". واكتشف المدرب يفغيني تروفيموف موهبة إيسينباييفا وهي في سن الخامسة عشرة، "كانت تزاول الجمباز آنذاك ولكن المدربين استبعدوها وقالوا إنها ليست لاعبة واعدة لأنها طويلة القامة. جاءت إليّ مع صديقة وبدأنا نعمل معاً ولم أكن آنذاك أدرب سوى الرجال ولكنني اكتشفت موهبتها الخاصة". ويبدو أن عائلة إيسينباييفا ساعدت في تنمية شخصيتها وفق ما يراه مدربها، "النشأة تؤثر بشكل كبير على سلوك الإنسان وهذا قد يكون حقيقياً ولكنني أعتقد بأن الجينات تلعب دوراً كبيراً. يتحدر والدها من داغستان الواقعة في منطقة القوقاز وهو هادئ الطباع ووالدتها من القوزاق الروس الذين استقروا منذ قرون على نهر دون ويتصف معظمهم بالعصبية والروح القتالية. هكذا اكتسبت إيلينا ما يمكن أن نصفه بمزيج من الجينات وهو مزيج متفجر ولكنه جيد بالنسبة للرياضة. وهي تحب التدريب مع الفتيان ولكنها لا تحب أن تهزم حتى أمام من هم أكبر منها".