انهمكت بغداد أمس في لملمة أشلاء ضحايا مجزرة جديدة، وبعد يوم على استهداف مقر للشرطة العراقية بسيارة مفخخة وسقوط 55 قتيلاً، طاول هجوم انتحاري أحد مراكز التجنيد التابعة للجيش العراقي الجديد وأوقع 48 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفيما اعتبر جنرال أميركي أن العمليتين في الاسكندريةوبغداد جزء من خطة لاشعال حرب أهلية في البلد، حرضت عليها وثيقة لقيادي في "القاعدة" هو "أبو مصعب الزرقاوي" نصها في الصفحة 14، ضاعف الجيش الأميركي مكافأة لاعتقال الزرقاوي لتصبح عشرة ملايين دولار، ووزع نسخاً عن الوثيقة. وتزامن الهجومان الانتحاريات اللذان أوقعا أكثر من مئة قتيل، مع تكتم طغى على نتائج لقاءات فريق الأممالمتحدة المكلف تقويم امكانات اجراء انتخابات في العراق قبل 30 حزيران يونيو موعد نقل "التحالف" السلطة إلى العراقيين. وحذر الرئيسان المصري حسني مبارك والتركي أحمد نجدت سيزر من "تفكيك" البلد. راجع ص2 و3 في بغداد، أعلن ناطق أميركي أن التحقيق في الهجوم الانتحاري الذي استهدف مركز التجنيد أمس أوكل إلى أجهزة بينها مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي، في حين اعتبر الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي محسن عبدالحميد ان "المقصود من هذه الجرائم عرقلة مسيرة الشعب العراقي نحو الاستقلال والسيادة". 10 ملايين دولار ثمن الزرقاوي وضاعف الجيش الاميركي المكافأة التي عرضها لاعتقال الأردني فضل نزال الخلايلة الملقب ب"أبو مصعب الزرقاوي" لتصبح 10 ملايين دولار، متهماً اياه بالتورط بالعمليتين الانتحاريتين في بغدادوالاسكندريةجنوب. وقال الجنرال تشارلز سواناك قائد الفرقة 82 المجوقلة المتمركزة جنوببغداد إن العمليتين جزء من خطة لاشعال حرب أهلية، مشيراً إلى وثيقة عثر عليها في أحد منازل بغداد، كان يستخدم مخبأ ل"القاعدة". وتابع الجنرال ان الاسكندرية 45 كلم جنوب العاصمة، تعتبر حداً فاصلاً بين المناطق السنّية والشيعية. وقال الناطق باسم "التحالف" دان سينور إن "الوثيقة تدعو بوضوح الى إثارة حرب أهلية"، معتبراً ان "الاستراتيجية فشلت، والمؤامرة ستفشل، إذا نقلنا السلطة الى العراقيين في 30 حزيران". رامسفيلد وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد شدد على تعذر "منع كل الهجمات"، فيما أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز ان تنظيم "القاعدة متورط كثيراً" بأعمال العنف في العراق. وأعرب عن تفاؤله بالأمن هناك على رغم التفجيرات، ورأى ان "نجاحاً كبيراً تحقق" في إعادة الاستقرار والأمن الى هذا البلد. في غضون ذلك، أعلن قائد الشرطة العسكرية الايطالية غويدو بيليني اعتقال حوالى ثلاثين شخصاً في الناصرية، يُشتبه في ضلوعهم بعملية تفجير مقر القوات الإيطالية في المدينة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وأكدت الشرطة العراقية مقتل عراقي من قوة الدفاع المدني وجرح ثلاثة جنود أميركيين قرب كركوك. واللافت ان صحيفة كردية نشرت اسمي منفذي عمليتي أربيل اللتين أوقعتا أكثر من مئة قتيل، وأشارت إلى معلومات عن تنظيم "جيش أنصار السنّة" الذي تبنى الهجومين، مؤكدة أن مؤسسه هو عربي، شقيق للزعيم السابق لجماعة "أنصار الإسلام" المتهمة بعلاقة مع "القاعدة". في غضون ذلك، تحدت الأممالمتحدة "الإرهابيين" أن تكون لديهم "الشجاعة لمقابلة" وفدها في العراق، واعتبرت أن العراقيين "أقوى مما يحدث"، ويريدون "خوض تجربة الديموقراطية". وقال الناطق باسم المنظمة الدولية أحمد فوزي لوكالة "فرانس برس": "إذا كانت لدى الإرهابيين رسالة للأمم المتحدة، يجب أن تكون لديهم الشجاعة ليقابلوا الوفد". وزاد ان الأممالمتحدة "تندد بكل أعمال العنف"، مشيراً إلى أن الوفد "مصر على انهاء المهمة عبر جمع المعلومات حول إمكان اجراء انتخابات". تركيا ومصر وفي أنقرة، حذر الرئيسان التركي والمصري من أن المس بوحدة أراضي العراق سيجلب الخطر وانعدام الأمن إلى الشرق الأوسط، ودعيا إلى استئناف مفاوضات السلام على المسارين السوري والفلسطيني. وقال مبارك للصحافيين في ختام محادثاته مع سيزر: "متفقون على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي العراق، وعلى الخطر الناتج من أي محاولات لتجزئته". وشدد على أهمية تبني العراق دستوراً لا يستند إلى أسس عرقية أو طائفية، فيما نبه الرئيسى التركي إلى أهمية حماية الوحدة السياسية والجغرافية للعراق. ونقلت وكالة "رويترز" عن الرئيس المصري قوله إنه يؤيد اعتراض تركيا على قيام أي نظام فيديرالي على أسس عرقية. وأبدى مبارك تأييده دوراً أكبر للأمم المتحدة في العراق، مطالباً بزيادة مشاركة الدول المجاورة في مشاريع الإعمار. وأبدى الرئيسان تأييدهما لسلام "عادل ودائم" بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال مبارك إن بلاده وتركيا قد تساهمان "بحسب التطورات" في استئناف مفاوضات السلام على أساس "خريطة الطريق". كما دعا إلى استئناف المفاوضات على المسار السوري - الإسرائيلي