أقدمت مجموعة من العرب الأميركيين على المشاركة في تمويل الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي جورج بوش. وأدرجت أسماؤهم على لائحة الشرف ومنحوا رتب روّاد 100 ألف دولار وما فوق وحرّاس 200 ألف دولار وأكثر، في خطوة تتناقض مع استطلاعات الرأي إلتي تشير إلى تراجع شعبية بوش في صفوف العرب والمسلمين الأميركيين. وشكّلت الحرب على العراق حافزاً لبعض الأثرياء العرب الأميركيين لخوض المعركة وبناء صداقات داخل الإدارة الأميركية، ما ترجم بدعوة عدد كبير منهم إلى البيت الأبيض لمناسبة عيد الميلاد والحلول ضيوفاً على مزرعة الرئيس في كراوفورد تكساس، إضافة إلى عشاء عمل جمعهم مع مسؤولين في الإدارة. وكان اللبناني يوسف غافاري الذي يملك مؤسسة هندسية، أبرز المتبرعين. وهو أحد أشهر وجوه ديترويت، ويعتبر ان هجمات 11 أيلول سبتمبر أضرّت بالعرب. كما انه يدعم بوش لأخذه مبادرة باطاحة صدام حسين إضافة إلى إيمانه بقدرة الرئيس على حل مسألة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وجمع غافاري وهو مسيحي عربي هاجر إلى الولاياتالمتحدة عام 1972، 350 ألف دولار لحملة بوش، وهو أكبر مبلغ قدمه عربي حتى الآن. وظهر أيضاً اسم المحامي اللبناني جورج سالم، رئيس المعهد العربي - الأميركي المستشار السياسي السابق للرئيسين رونالد ريغان وجورج بوش الأب. وهو يرى ان جعل العرب يؤيدون بوش، اكثر صعوبة في الوقت الراهن بسبب قانون "باتريوت" لمكافحة الإرهاب. وينظر سالم إلى بوش كأول رئيس في التاريخ الحديث ينادي باستقلال فلسطين، مادحاً إقدامه على تعيين عربيَين في مركزين مهميّن، هما وزير الطاقة سبنسر إبراهام ومدير مكتب الإدارة والموازنة ميتشل دانييلز جونيور السوري الأصل. كما أدرج اسم الفلسطيني تيم عطا الله على لائحة المتبرعين 2000 دولار، وسبق أن دعي إلى اللقاءات الفلسطينية - الإسرائيلية في البيت الأبيض. ومن المتبرعين الفرس على اللائحة العربية الإيراني فريد بيزيشكان الذي يصنف نفسه جمهورياً أصيلاً، ونجح في جمع 200 ألف دولار للحملة المذكورة. وهو يؤمن بقدرة الرئيس الأميركي على نشر الديموقراطية في الشرق الوسط. كذلك الإيراني موري حسيني المدير التنفيذي ل"أي سي آي" للمشاريع السكنية ويقيم في دايتونا منذ 13 عاماً. وجمع عبر عائلته ومعارفه 200 ألف دولار. ومكنته تبرعاته السخية من حضور حفلة عيد الميلاد في البيت الأبيض وعقد اجتماع مغلق مع الرئيس. وبرز اسم مالك حسن وهو باكستاني أميركي ورئيس تنفيذي سابق لمؤسسة الأنظمة الصحية في دنفر، وتبرع بأكثر من 200 ألف دولار. ولم يحل حضوره عشاء البيت الأبيض ولقاؤه بوش، دون توقيف الشرطة الأميركية ابنه في احد المطارات أخيراً، لا لسبب سوى كونه مسلماً. التكنولوجيا في الدعاية في غضون ذلك أ ب، سخر الرئيس الأميركي ومنافسه الديموقراطي جون كيري وسائل التكنولوجيا المتطورة لمصلحة حملتهما الانتخابية، للحصول على أصوات الناخبين عبر تسخير وتقويم الصيغة الجديدة على بعث رسائل إلكترونية هي عبارة عن تسجيلات فيديو يتلقاها المواطنون من الديموقراطيين والجمهوريين، بهدف تحريكهم وزيادة نسبة التبرعات. وتعتبر هذه الطريقة أكثر فاعلية من البريد التقليدي الذي يلقى في سلة المهملات من دون النظر إليه. ويقول ماثيو داود مدير حملة بوش - تشيني أن 6 ملايين مواطن أميركي تسلموا رسائل إلكترونية وتفاعلوا معها في أسبوع واحد، معتبراً هذه الوسيلة أكثر سهولة وسرعة من الوسائل الإعلامية التقليدية.