قرر الرئيس جورج بوش رسمياً أول من أمس الترشح لولاية رئاسية ثانية فيما تشهد شعبيته ارتفاعاً مستفيدة من الانتصار على العراق إلا أنها تبقى معرضة للتأثر بالوضع الاقتصادي السيئ الذي تشهده الولاياتالمتحدة. وقدم البيت الأبيض للجنة الانتخابية الأميركية الوثائق الضرورية لترشيح بوش للانتخابات التي ستجرى في تشرين الثاني نوفمبر 2004. وهذه الاجراءات ستسمح للرئيس الأميركي بجمع التبرعات لتمويل حملته الانتخابية اعتباراً من الشهر المقبل. وأقر الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر ذلك من دون مواربة وقال في مؤتمر صحافي: "هذا واحد من الأسباب التي قدمت الوثائق من أجلها". وكان بوش تمكن من جمع 100 مليون دولار لتمويل حملته الانتخابية عام 2000. وأكد فلايشر أن الهدف لحملة 2004 يتجاوز هذا المبلغ ولكنه لن يصل إلى 200 مليون. وفي تصريح للصحافيين أدلى به قبل توجهه إلى مقره الرسمي في كامب ديفيد لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، قال بوش "إن الأميركيين سيقررون ما إذا كنت استحق ولاية ثانية". ويحظى الرئيس المرشح بشعبية كبيرة تصل الى 65 في المئة يغذيها الانتصار على العراق ورده الحازم على هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. لكن الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع نسبة البطالة التي بلغت ستة في المئة، وهي أعلى نسبة منذ 1994، قد تشكل نقاط ضعف. ويدرك بوش ذلك جيداً، وهو بدأ يجوب البلاد متغنياً بسياسته الهادفة إلى انعاش الاقتصاد عبر خفض الرسوم الضريبية. وحصل بوش للتو على موافقة الكونغرس الأميركي على خفوضات ضريبية جديدة سيكون حجمها النهائي أقل من مبلغ 726 بليون دولار الذي طلبه الرئيس أصلاً. وفي مواجهة الرئيس الجمهوري، يبدو المرشحون الديموقراطيون التسعة منقسمين وموزعين بين الجناح اليساري المعارض للحرب والجناح اليميني الذي لا تبدو سياسته تختلف كثيراً عن سياسة إدارة بوش. وسيبدأ المرشحون التسعة خوض المعركة في ما بينهم اعتباراً من منتصف كانون الثاني يناير المقبل أثناء الانتخابات التهميدية داخل الحزب التي ستؤدي إلى اختيار المرشح الذي سينافس بوش. أما في الجانب الجمهوري فلم يتجاسر أحد حتى الآن على إعلان منافسته للرئيس. وكان جورج بوش الأب الذي تولى الرئاسة من عام 1989 حتى 1993، اضطر أثناء انتخابات 1992 أن يواجه أيضاً مرشحاً مستقلا هو روس بيرو الذي حرمه من أصوات ثمينة ما أسهم كثيراً في هزيمته أمام الديموقراطي بيل كلينتون. وقلل البيت الأبيض أول من أمس من خطر تعرض جورج بوش إلى مزيد من الهجمات من الديموقراطيين بعدما أعلن ترشحه لولاية ثانية. وقال فلايشر: "إذا اعتبرنا أن الديموقراطيين مولعون بمهاجمته بوش قبل إعلان ترشحه، فلا أرى فارقاً كبيراً الآن، فهم هاجموه سابقاً ويهاجمونه حالياً، وسيهاجمونه مستقبلاً". ولم يتوان الناطق باسم البيت الأبيض من أن يسخر من وفرة المرشحين الديموقراطيين معتبراً أن "لديهم الكثير من الوقت والكثير من المسائل السياسية داخل صفوفهم قبل أن ينتقلوا إلى منافسة الرئيس".