أثار الكشف أن مجموعة "الصفا" الخيرية الاسلامية في الولاياتالمتحدة، المتهمة بدعم تنظيمات ارهابية، تبرعت عملياً للحملات الانتخابية لعدد من السياسيين الأميركيين وأعضاء في الكونغرس، ضجة واسعة في أوساط الرأي العام الأميركي. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس إن الأشخاص المرتبطين بمجموعة "الصفا" التي تدير حوالى مئة شركة ذات منفعة عامة والتي تخضع حالياً لتحقيق واسع من جانب أجهزة الأمن الأميركية في شأن علاقتها المالية مع حركتي "حماس" و"الجهاد" في فلسطين، تبرعوا أيضاً لمرشحين إلى عضوية الكونغرس وعدد من الحركات السياسية داخل الولاياتالمتحدة. وأضافت الصحيفة ان المعلومات المتوافرة لدى مكتب مراقبة تمويل النشاطات السياسية في الولاياتالمتحدة تكشف أن بين الذين تلقوا تبرعات من "الصفا" وزير الطاقة الأميركي الحالي سبنسر أبراهام، من الحزب الجمهوري الحاكم، والذي تلقى مبلغ 5.500 دولار، اضافة الى مبلغ آخر تبرعت المجموعة به إلى لجنة سياسية يديرها شخص قريب جداً الى إدارة الرئيس جورج بوش، لم تكشف الصحيفة اسمه. وذكر مكتب المراقبة أن عضو الكونغرس الديموقراطي البارز جيم موران تلقى من المجموعة مبلغ 15 ألف دولار، لكنه أعاده الى المتبرعين بعد سماعه أن شكوكاً تحوم حول علاقة "الصفا" بالتنظيمات الإرهابية. وقال موران: "لا أريد أن أكون مرتبطاً بأي شكل من الأشكال مع مجموعة تؤيد أي شكل من أشكال الإرهاب وتدعمه". كذلك تبين أن العضو السابق في الكونغرس الديموقراطية سينثيا ماكيني تلقت من المجموعة 600،10 دولار. واشتهرت ماكيني بدعمها اللوبي العربي في الولاياتالمتحدة ودعواتها المستمرة الى منح القضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط الأهمية اللازمة. كما تلقى عضو الكونغرس السابق الديموقراطي لي هاملتون، مبلغ 4 آلاف دولار من المجموعة نفسها. وكانت الطريقة التي نفذ فيها رجال الشرطة الفيديرالية إف بي آي عملية دهم مكاتب الشركات التابعة لمجموعة "الصفا" مزودين أوامر لإجراء التفتيش، أثارت ردود فعل واسعة في الولاياتالمتحدة، نظراً الى فظاظتها، مما اضطر وزير المال بول أونيل إلى استقبال وفد عن المجموعة لسماع شكواهم في هذا الخصوص، خصوصاً أنه حتى الآن لم تقدم أي لوائح اتهام ضد المجموعة أو أي من العاملين فيها، وأن العملية كلها قائمة على مجرد شكوك لا غير. ونقلت "نيويورك تايمز" عن تقرير لوزارة الداخلية أن قائمة أسماء الشخصيات المرتبطة بمجموعة "الصفا" تضم كلا من يعقوب ميرزا وجمال بارزنجي وأحمد توتنجي ومحمد أشرف وهشام الطالب وشريف صدقي ومحمد جغليت وطه العلواني. تجدر الإشارة إلى أن العلواني الذي يحمل الجنسية الأميركية يدير معهداً دينياً إسلامياً تخرج منه تسعة من الأئمة العاملين في الجيش الأميركي. كما ذكرت اسمين آخرين مرتبطين بالمجموعة هما خالد الصفوري، وهو رئيس "مؤسسة السوق الحرة الإسلامية" التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، والذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع عدد من المسؤولين الأميركيين، وعبدالرحمن العامودي، مؤسس المجلس الإسلامي - الأميركي، وهو وجه إسلامي بارز في الولاياتالمتحدة حظي في الماضي بزيارتين للبيت الأبيض بدعوة من الرئيس السابق بيل كلينتون وأخرى من الرئيس جورج بوش تقديراً لخدماته في مجال العمل الإسلامي. لكن الصحيفة أشارت إلى أن الرئيس بوش وهيلاري كلينتون، زوجة الرئيس السابق، أعادا مبالغ تبرع بها العامودي لحملتيهما الانتخابيتين العام 2000 بعد ظهوره في شريط فيديو وهو يعلن تأييده ل"حماس" و"حزب الله" اللبناني.