حملت دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس سلطات الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية انهيار الممر المؤدي الى "باب المغاربة"، احدى بوابات الحرم القدسي الشريف، ودقت ناقوس الخطر الذي يحدق بالمباني الأثرية والمقدسات في البلدة العتيقة، خصوصا المسجد الاقصى المبارك. أكد مسؤولون في "الاوقاف" من بينهم مديرها عدنان الحسيني ل"الحياة" ان السبب الرئيس وراء انهيار الطريق المؤدي الى المسجد الاقصى من الجهة الجنوبية هو "اعمال الحفريات الاسرائيلية التي لم تتوقف ولو للحظة في منطقة باب المغاربة، وآخرها تفريغ التراب من التلة التي استند عليها الممر المنهار واستبدالها بهياكل معدنية، الأمر الذي أدى الى هذه الكارثة"، ونفوا ان يكون الانهيار حدث بسبب الهزة الارضية الصغيرة التي ضربت القدس او العاصفة الثلجية الاخيرة. واوضح الحسيني ان الممر المذكور يقع تحت سيطرة اسرائيل منذ اعوام بعد ان صادرت هذه المنطقة بحسب قانون "وضع اليد" مشيراً الى ان الدولة العبرية تمنع اي عربي او مسلم من استخدامه. واكد ان استمرار سلطة الآثار الاسرائيلية ب"تفريغ التراب" في محيط المسجد الاقصى، يهدد وجود المسجد الذي لا يمكن ان يحتمل هذه الحفريات، و"اذا وقع زلزال آخر، لا سمح الله، فان هذا يتهدد جميع المباني الاثرية والمقدسة في البلدة القديمة في القدس". واتهم الحسيني دائرة الآثار الاسرائيلية ب"العمل من دون عقل اسفل الحرم القدسي وفي اساساته من دون الاخذ في الاعتبار تداعيات ذلك على البلدة الاثرية المقدسة". واضاف: "المطلوب ببساطة هو وقف كل اعمال الحفريات وفورا. كيف لأساسات الحرم القدسي ان تتحمل حفر انفاق اسفله وتفريغ التربة تحت سطح مبان مضى على تشييدها اكثر من 1500 عام؟". ودعا الحسيني "منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة" يونيسكو الى الاطلاع على مدى التدمير والتصدعات التي احدثتها اعمال الحفريات في الموقع. وتواصل اسرائيل منذ احتلالها الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967 عمليات الحفريات والتنقيب على "هيكل سليمان" الذي تدعي انه يقع اسفل الحرم. واسفرت هذه الحفريات عن اكتشاف آثار وقصور تعود الى العهدين العباسي والأموي، ولم تعثر على دلائل تشير الى وجود الهيكل المزعوم. وفي المنطقة التي وقع فيها انهيار الممر، عمدت قوات الاحتلال الى تدمير حيي "المغاربة" و"الشرف" في اعقاب حرب الايام الستة وشيدت على انقاض المباني الاثرية والتاريخية هناك "حارة المغاربة"، وحرمت على الفلسطينيين دخولها فيما حولت "حائط البراق" الذي تسميه اسرائيل "حائط المبكى" الى وجهة لصلاة اليهود. وذكر الحسيني ان سلطات الاحتلال تمنع منذ خمس سنوات ممثل "يونيسكو" المنتدب لمراقبة الآثار التاريخية في الموقع من الحصول على تأشيرة دخول الى اسرائيل للقيام بمهمته. واشار الى ان المؤتمر العام ل"يونسكو" كان انتدب خبير آثار عام 1981 للقيام برحلتي استطلاع ومتابعة للحرم القدسي الشريف في العام الواحد. وكانت حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو افتتحت نفقاً اسفل ساحات الحرم القدسي من الجهة الجنوبية بطول 460 مترا وعرض متر ونصف المتر عام 1996، ما ادى في حينه الى اندلاع موجة من المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال عرفت ب"انتفاضة النفق"، وراح ضحيتها مئات الفلسطينيين بين شهيد وجريح. وسخر المهندس عصام عواد المسؤول عن اعمال الترميم في منطقة الحرم القدسي من الاتهامات الاسرائيلية لدائرة الاوقاف الاسلامية وتحميلها مسؤولية انهيار الممر، مشيرا الى ان الممر ومنذ سنوات يخضع لسيطرة سلطات الاحتلال، في حين يمنع مسؤولو الاوقاف حتى من الدخول الى المنطقة بعد ان صادرت اسرائيل مفتاح "باب المغاربة" منذ احتلالها المدينة. واحدثت الحفريات التي تقوم بها الجهات الاسرائيلية اسفل الحرم القدسي تصدعات في الجدار الجنوبي للمتحف الاسلامي داخل الحرم قبل نحو اربعة اشهر. واكد عواد ان الاتهامات الاسرائيلية تأتي في اطار المساعي الاسرائيلية لاغلاق "المصلى المرواني" الذي تحاول اسرائيل اغلاقه منذ افتتاحه اواخر القرن الماضي. كما تسعى الى الاستيلاء على هذا الموقع الذي يقع اسفل الحرم القدسي والذي عرف باسم "اسطبلات سليمان". وتمنع الشرطة الاسرائيلية دخول اي مواد بناء منذ نحو اربع سنوات للحيلولة دون اتمام اعمال الترميم داخل الحرم، متهمة دائرة الاوقاف الاسلامية بالقيام بأعمال بناء في هذه المنطقة. "حماس" تتوعد في غضون ذلك، هددت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس برد يفوق التصور الاسرائيلي اذا مست اسرائيل بالمسجد الاقصى، معتبرة ان "انهيار جزء من الممر المؤدي الى باب المغاربة، ناقوس خطر ورسالة تحذير شديدة للمسلمين في كل مكان بأن المؤامرة على الاقصى مستمرة، وقد يفيقون يوما ليجدوه مدمرا فعلا". ووصفت الحركة في بيان لها حصلت "الحياة" على نسخة منه ما حدث بأنه "جريمة صهيونية نكراء". وحذرت "قيادة العدو بأن رد المقاومة الفلسطينية على تماديها في مخططات تدمير المسجد الاقصى سيكون فوق تصورها وستقلب الامور على رأس الصهاينة باذن الله".