سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير الأوقاف الإسلامية في القدس : السيادة عليها فلسطينية - إسلامية وستبقى كذلك . إسرائيل تحاول السيطرة على أجزاء من الحرم القدسي عبر "ترميم ضروري" للجهة الجنوبية من الحائط الغربي
نفى مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المهندس عدنان الحسيني الادعاءات الإسرائيلية بشأن تعرض الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك حائط البراق للخطر واحتمالات انهيار الجهة الجنوبية منه، مؤكداً أن الهدف من وراء حملة التحريض التي تشنها غير جهة إسرائيلية بهذا الشأن هو فرض إسرائيل سيادتها على أجزاء من الحرم القدسي الشريف الذي يطلق عليه الإسرائيليون اسم "جبل الهيكل" وتغيير "الوضع القائم" منذ احتلال إسرائيل للجزء الشرقي من المدينة المقدسة في العام 1967. وأكد الحسيني في تصريح خاص ل"الحياة" أن السلطات الإسرائيلية هي التي تمنع الفنيين الفلسطينيين من القيام بأعمال الترميم في حائط البراق وتريد أن يعمل هؤلاء "تحت أمرتها". وكان رئيس بلدية القدس الإسرائيلي ايهود أولمرت طالب الحكومة الإسرائيلية أمس ب"ممارسة سلطتها الطبيعية في جبل الهيكل". وقال أولمرت للإذاعة الإسرائيلية أمس إنه يجب "منع الكارثة التاريخية والإنسانية" التي ستقع "إذا انهارت الجهة الجنوبية من الحائط الغربي" للمسجد الأقصى. وأضاف: "وصلنا إلى لحظة الحقيقة. لا يوجد خيار لدى الحكومة الإسرائيلية سوى أن تقرر ممارسة سلطتها الطبيعية في ما يتعلق بجبل الهيكل". وتدعي إسرائيل أن "هيكل سليمان" الذي يرمز إلى "المملكة اليهودية" يقع أسفل الحرم القدسي الشريف، وان الحائط الغربي للمسجد الأقصى أحد أجواء هذا الهيكل. وقال الحسيني: "الجدار الغربي هو جزء من المسجد الأقصى سواء من الداخل أو الخارج، ونحن فقط المسؤولون عن ترميم كل الأسوار وصيانتها، وقد رممنا بالفعل ما يزيد على 20 في المئة من حائط البراق، علماً أن ما يتحدث عنه الإسرائيليون من حدوث بروز في هذا الحائط وقع منذ العام 1997 ولم تحدث أي زيادة في هذه البروز من وقتها، غير أن السلطة الإسرائيلية تتحجج به لغرض سيطرتها وتحويل قرارها ضم القدس كعاصمة إسرائيل الموحدة إلى واقع ملموس، وهذا لن يكون". وأضاف: "ولحل هذا الاشكال طلبنا تدخل جهات فنية مثل منظمة اليونيسكو أو غيرها للاطلاع على الأمر". وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن "الأوقاف" قبلت باحضار فنيين من الأردن بصفته دولة عربية مجاورة لمعاينة الوضع قبل نحو عشرة أيام. واحضر الفنيون معداتهم وأجهزتهم لفحص وضع الحائط، غير أن إسرائيل منعتهم من العمل ورفضت السماح لهم بمباشرته إلا بمشاركة مهندسين إسرائيليين، الأمر الذي رفضه المهندسون الأردنيون. وقال الحسيني: "نحن الذين نطالب بالسماح لممثل المجلس التنفيذي الأعلى لليونيسكو بالقدوم وإسرائيل ترفض منحه تأشيرة دخول منذ أربع سنوات ولم يحرك أحد ساكناً". وأقر المجلس التنفيذي الأعلى ل"يونيسكو" أن يزور أحد ممثليه مدينة القدس مرتين في العام، غير أن إسرائيل ترفض منذ أربع سنوات السماح له بالقدوم. وأوضح الحسيني: "القضية ليست انقاذ آثار تاريخية ولا جدران أثرية. إسرائيل تضع أهدافها السياسية في هذا القالب ونحن سنرفض ذلك. ان السيادة على الحرم القدسي هي إسلامية - فلسطينية وستبقى كذلك". وأشار الحسيني إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع ادخال مواد بناء منذ سنتين تستخدمها الأوقاف لترميم المسجد الأقصى "وهو من أقدم المساجد وبحاجة إلى صيانة مستمرة"، وفقاً لما قاله المهندس الحسيني. وكانت مجموعة إسرائيلية تطلق على نفسها "مجموعة حماية آثار الهيكل" بعثت برسالة مستعجلة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون تطالبه فيها بالتدخل والسماح للإسرائيليين بالعمل في الحائط الذي يقدسه اليهود ويقيمون صلواتهم في باحة قبالته التي بُنيت بعد حرب حزيران يونيو 1967 وتتسع لنحو 10 آلاف شخص. وأشارت المجموعة في رسالتها إلى أن عدم العمل بهذا الشأن يهدد المصلين إذا ما انهار عليهم. وزادت الضغوط على دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس من جانب مجموعات يهودية متطرفة في أعقاب ترميمها إحدى الساحات التابعة للمسجد والمعروفة باسم المصلى المرواني. ويقع المصلى الجديد بمحاذاة الجدار الغربي للمسجد الأقصى. ويعتقد الفلسطينيون بأن إسرائيل تحاول استغلال الأوضاع السياسية القائمة لحسم ما تعتبره الدولة العبرية نزاعاً إسلامياً يهودياً على واحد من أقدم المواقع الدينية قداسة لدى المسلمين.