قلل الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني الجزائرية عبدالحميد مهري من صدقية الانتخابات الرئاسية المقررة في 8 نيسان ابريل المقبل، معتبراً انها ستكون مثل اقتراع 1999 الذي فاز به الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بعد انسحاب منافسيه. وحذّر مهري وهو من المرجعيات البارزة في جبهة التحرير، في رسالة طويلة نشرتها صحف محلية، أمس، من أن الانتخابات الرئاسية "ستكون مثل سابقاتها إذا اقتصر تزيينها على مسحة من النزاهة والصدقية التقنية، وإذا افتقرت إلى النزاهة والصدقية السياسية التي ينتظرها الشعب والتي هي المفتاح الحقيقي لحل الأزمة". وانتقد مهري في شدة دوائر الحكم الجزائري في تعاملها مع جبهة التحرير خصوصاً محاولة إدخالها مجدداً "بيت الطاعة". وتناول الخلافات التي تعصف بالجبهة حالياً بعد تأسيس مؤيدي الرئيس بوتفليقة "حركة تصحيحية" تعارض الأمين العام علي بن فليس، مشيراً إلى أن ما يحدث فيها "ليس نتيجة خلاف داخل الحزب، ولكن نتيجة ممارسات خارجية تمليها الدوائر التي ترفض التعددية الحزبية الحقيقية وترفض ما تقتضيه من تغيير في علاقة جبهة التحرير الوطني بالسلطة، ومحاولات إعادة جبهة التحرير إلى بيت الطاعة لم تنقطع منذ الانتقال الشكلي للتعددية الحزبية". ويأتي موقف مهري من الانتخابات الرئاسية في وقت أعلنت جبهة القوى الاشتراكية مقاطعتها وانسحب رئيس الحكومة السابق مولود حمروش من السباق.