في خطوة وتطور ايجابي مفاجيء يعبر عن تحريك لملف الأسرى واختراق في قضية الصراع بين المغرب والبوليساريو، أعلنت قطر امس أن مساعيها لدى جبهة البوليساريو لاطلاق عدد من الأسرى المغاربة نجحت بالإفراج عن مئة أسير. ونسبت وكالة الأنباء القطرية الى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أمس أن مساعي الدوحة جاءت "انطلاقاً من الدوافع الإنسانية وحرصاً على لم شمل أسر الأشقاء"، وقال المصدر إن "قطر ستقوم بالخطوات اللازمة والضرورية وفقاً لقواعد القانون الدولي والإنساني وبالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإعادتهم الأسرى المئة الى بلدهم". وأكدت الدوحة أن مساعيها مستمرة لاطلاق المزيد من الأسرى. اعرب مسؤول مغربي بارز عن امل بلاده في انهاء مشكلة الاسرى المغاربة "المحتجزين في تيندوف" جنوب غربي الجزائر، واوضح في تصريح الى "الحياة"، تعليقاً على الوساطة قطرية، ان قرارات مجلس الامن الدولي دعت الى الافراج الفوري عن جميع الاسرى الذين كان عددهم يزيد على 600 قبل الاعلان عن اطلاق مئة اسير. ورأى ان "الدوافع الانسانية تفوق اي خلافات سياسية بهذا الصدد" وان "المبادرة القطرية كما الوساطة الليبية السابقة تندرجان في سياق الفصل بين البعدين السياسي والانساني" في ملف الصحراء. لكنه نفى وجود اسرى يتحدرون من اصول صحراوية في المغرب. وقال ان المغرب "اصدر عفواً سياسياً عن صحراويين يعيشون الآن في بلادهم المغرب ويرحب بأي مسعى لانهاء المشكل". وشهدت العلاقات بين المغرب وقطر في الفترة الاخيرة تحسناً ملحوظاً طاول مجالات التعاون العسكري والامني والسياسي وقطاع الاستثمارات بعد تدهور ادى الى سحب السفير المغربي السابق محمد العربي الدلائي من قطر اثر ورود معلومات عن صفقة اسلحة بريطانية تدخلت فيها قطر تردد ان بعض معداتها كانت موجهة الى الجزائر. لكن زيارة امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى المغرب وزيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس الى قطر اسهمتا في تحسين العلاقات بين البلدين. واهتمت قطر في غضون ذلك بالقيام بوساطة بين المغرب والجزائر لكنها رهنت استمرار مساعيها بقبول الطرفين. وكشف الاعلان عن موافقة ابوليساريو على المبادرة القطرية عن خطوط اتصال وعلاقة وثيقة بين الجانبين. وفي الجزائر أوضحت وكالة الانباء الصحراوية أن قرار اطلاق الاسرى يعد "تعبيراً عن النية الطيبة والارادة الحسنة لجبهة بوليساريو في ان لا تدخر اي جهد بقصد المساهمة في اقرار سلام عادل ونهائي في الصحراء الغربية على اساس الاحترام الصارم لحقوق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". وبهذه الخطوة ارتفع عدد اسرى المغرب الذين اطلقتهم بوليساريو الى 1743 اسيراً منذ ابرام اتفاق وقف النار مع المغرب سنة 1991، واشارت بوليساريو الى استمرار المغرب في "اخفاء150 محارب صحراوي وما يفوق عن 500 مفقود مدني".