عاد 300 أسير مغربي لدى جبهة "بوليساريو" أمس الى بلدهم، إثر وساطة ليبية بدأت قبل حوالى أربعة شهور. لكن مصادر ديبلوماسية رأت في تحديد موعد بدء الوساطة الليبية صيغة لتجنب الرباط بين الخطوة وبين اندلاع الأزمة الجديدة بين المغرب والجزائر في شأن ما تردد عن خلافات حدودية. وكانت منظمات انسانية ودولية عدة طالبت بتسريع اطلاق الأسرى المغاربة. وأعلنت البعثة الدولية الى الصحراء المغربية مينورسو أول من أمس عن الأمل في أن يتم الاسراع في الافراج عن جميع أسرى الحرب المغاربة الذين ما زالوا معتقلين في خيمات "بوليساريو" في تندوف جنوب غربي الجزائر، في اشارة الى نحو 660 أسيراً، ما زالوا معتقلين. لكن موقف الرباط تمثل في اعلان اتصال هاتفي بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والقذافي. وتجنب المغرب سابقاً اعلان وساطات في هذا الشأن قامت بها اسبانيا، بسبب حساسية الموقف. وسبق للمغرب أن حمّل الجزائر المسؤولية عن استمرار احتجاز الأسرى، كونهم محتجزين فوق أراضيها. وصرح الوزير المغربي المنتدب في الخارجية الطيب الفاسي الفهري أمام البرلمان قبل أيام ان الجزائر "مسؤولة عن الخروقات الخطيرة للقانون الدولي حيال الجنود المغاربة" المحتجزين في تندوف. وفي الجزائر أ ف ب، أفادت اوساط "بوليساريو" أمس ان الجبهة سلمت الأسرى المغاربة ال300 اول من أمس الجمعة الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر كان زعيم الجبهة محمد عبدالعزيز اعلن الافراج عنهم الخميس الماضي. وقال مسؤول في الجبهة لوكالة "فرانس برس" ان "اعضاء اللجنة الدولية للصليب الاحمر سيستمعون الى الاسرى فرداً فرداً. كما ان الأسرى سيخضعون لفحص طبي. وفور الانتهاء من ذلك سيتم ترحيلهم على متن ثلاث طائرات تنتظرهم في مطار تندوف". وقال عبدالعزيز انه بعد عملية الافراج هذه سيبقى نحو 600 مغربي آخرين في الأسر، مؤكداً ان الجبهة أطلقت اكثر من 1300 أسير مغربي منذ اندلاع النزاع مع المغرب. واضاف ان المغرب يحتجز 150 اسيراً صحراوياً مشيرا الى اختفاء 500 صحراوي تعرضوا للخطف منذ بداية النزاع العام 1975. وكانت بوليساريو سلمت الصليب الاحمر في آب اغسطس الماضي 243 أسير حرب مغربياً، بناء على وساطة اسبانية.