قال رئيس مجلس إدارة "مصرف الرافدين" العراقي ضياء حبيب الخيون ان المصرف "يسعى للحصول على استقلالية في اتخاذ قراراته ويُتوقع ان تُصدر سلطة التحالف قراراً بمنح المصرف حرية اتخاذ القرارات الكاملة من خلال مجلس ادارته اسوة بالمصارف الدولية". ويصل حجم ودائع المصرف الى 1250 بليون دينار. واضاف: "ان المصرف مقبل على مرحلة جديدة تتيح له دخول سوق المنافسة المصرفية وتشمل جوانب عدة من نشاطه منها اعادة هيكلة الديون التي يرزح تحتها، وتبلغ حسب تقديرات الاوساط الدولية، نحو ثلث ديون العراق البالغة 120 بليون دولار". وطالب بشطب هذه الديون عن "مصرف الرافدين" باعتبارها كانت ديوناً مستحقة على الدولة العراقية في فترة النظام السابق. وأشار الخيون، في حديث الى "الحياة"، الى تعاقد سلطة الائتلاف مع شركة دولية متخصصة لاجراء دراسة واسعة لتطوير عمل المصرف في المرحلة المقبلة تشمل تحديث نظم العمل والاتصال بين المصرف وفروعه ومع الجهات المصرفية الدولية وكذلك التحول الى مصرف ربحي بعد اعوام طويلة قدم خلالها المصرف خدماته للدولة من دون مقابل. وأكد الخيون ان متانة "مصرف الرافدين" المالية قوية جداً وودائعه بلغت اكثر من 1250 بليون دينار عراقي كما ان النقد الاجنبي لديه تضاعف بنسبة ستين مرة عما كانت عليه الحال قبل الحرب الاميركية على العراق. مشيراً الى أهمية الأرصدة العراقية الموجودة لدى المصارف العربية والاجنبية واعتبرت ملكاً لصندوق اعمار العراق بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي بهذا الشأن. وأشار الى التحسن الكبير الذي طرأ على الواقع النقدي للمصرف وأرجع سبب ذلك الى قرار سلطة التحالف بأن تؤول ارصدة الدولة العراقية من نقد عراقي او اجنبي الى "مصرف الرافدين". وقال: "ان الرافدين يملك عقارات واسعة خارج العراق منها فلل وبنايات في لندن والقاهرة وبيروت وعمان". وتطرق الخيون الى موقف المصرف من التحولات الاقتصادية والمصرفية في العراق حالياً واهمها نية البنك المركزي اطلاق سعر الفائدة في جميع المصارف العاملة وتحديدها من قبلها اعتباراً من اول أيار مايو المقبل. وأشار الى ان النظام السابق كان يفرض سياسته على جميع المصارف ما يحول دون اختيار المواطن العراقي المصرف ذا الفائدة العالية "التي تجسد جانباً من المنافسة المطلوبة بين المصارف العاملة". مؤكداً ان لهذا القرار مردوداً ايجابياً كبيراً للنشاط المصرفي. وانتقد الخيون، الذي يعد واحداً من مجموعة قليلة واكبت العمل المصرفي في العراق لفترة تزيد على نصف قرن، المزاد الذي ينظمه البنك المركزي يومياً لبيع الدولار الاميركي واعتبره غير ناجح "لانه مُحدد والمزاد حتى يكون حقيقياً وتكون نتائجه ايجابية يجب ان يكون حراً ولا يُحدد بسعر الا ان المزاد ساعد الى حد ما في استقرار سعر الدينار ازاء الدولار". ووصف عملية اندماج بعض المصارف الاهلية العراقية مع مصارف عربية وأجنبية ب"الظاهرة الصحية" وقال: "ان مصرفاً كويتياً اشترى 80 في المئة من أسهم مصرف الائتمان الاهلي بينما اشترى بنك الصادرات الاردني 49 في المئة من اسهم المصرف الاهلي العراقي". واضاف انه يفضل "ان يكون الاندماج بين المصارف العراقية اولاً قبل ان يكون مع مصارف خارجية" وهو الجانب الذي يعتقده الخيون "انه يعطي المصارف العراقية اكثر قوة ومناعة". وشدد الخيون على انه تم تأهيل وترميم 95 في المئة من مجموع فروع "مصرف الرافدين" التي تعرضت للتخريب والسرقة بعد سقوط النظام السابق 170 فرعاً وتم ادخال المكننة فيها بشكل حديث الى جانب خدمة الانترنت التي بدأت تأخذ مداها المطلوب في عموم حياة العراقيين.